في مثل هذا اليوم، 13 أبريل من عام 2000، هزت فرقة الهيفي ميتال الشهيرة “ميتاليكا” عالم الموسيقى برفعها دعوى قضائية ضد منصة مشاركة الملفات “نابستر” (Napster)، متهمة إياها بانتهاك حقوق النشر والمساهمة في “الابتزاز التجاري”.
جاءت هذه الخطوة في ذروة الجدل حول توزيع الموسيقى الرقمية، والذي أدى لاحقًا إلى إغلاق نابستر وإشهار إفلاسها، لكنه غيّر صناعة الموسيقى إلى الأبد.
انضم إلى ميتاليكا في معركتها القانونية منتج الهيب هوب دكتور دري، كما أطلقت رابطة صناعة التسجيلات الأمريكية (RIAA) سلسلة دعاوى مماثلة، واتهمت الدعاوى نابستر بتسهيل القرصنة على نطاق واسع، مما تسبب في خسائر فادحة لفناني التسجيلات.
بحلول عام 2001، أُجبرت نابستر على إغلاق خدماتها الأصلية بعد حكم قضائي لصالح الشركات الموسيقية، لكن إرثها استمر عبر ظهور منصات مثل آي تيونز وسبوتيفاي، التي أعادت تعريف التوزيع الموسيقي.
واجهت ميتاليكا انتقادات حادة من الجمهور ووسائل الإعلام، حيث اتهمها البعض بـ”النفاق”، خاصة أنها بنت جزءًا من شعبيتها المبكرة في الثمانينيات على تداول نسخ غير مرخصة من أغنياتها.
في ذلك الوقت، كانت موسيقى الميتال تعاني من قلة التغطية الإعلامية، وساعدت الشبكات السرية لمشاركة الأشرطة (مثل Tape Trading) في انتشارها، ورغم أن ميتاليكا كسبت الدعوى قانونيًا، إلا أنها أضرت بصورتها لدى قسم من المعجبين.
من ناحية أخرى، أجبرت القضية الصناعة الموسيقية على التكيف مع العصر الرقمي، مما فتح الباب أمام نموذج الاستماع القانوني عبر الإنترنت، واليوم، تُذكر نابستر كـ”ثورة فاشلة” لكنها مهدت الطريق لثورة أكبر في كيفية استهلاكنا للموسيقى.
لم تكن معركة ميتاليكا ضد نابستر مجرد نزاع حول حقوق النشر، بل لحظة فارقة في تاريخ الثقافة الرقمية، حيث اصطدمت قيم “المجانية” والوصول المفتوح بمصالح الصناعة التقليدية — صراع لا يزال صداه يتردد حتى اليوم.
في مثل هذا اليوم من عام 1970، تحوّلت مهمة أبولو 13 من استكشاف القمر إلى معركة للبقاء على قيد الحياة، بعد انفجارٍ هزّ المركبة الفضائية وأجبر رواد الفضاء على مواجهة الموت في الفراغ الكوني.
على بُعد 200,000 ميل من الأرض، انفجر خزان الأكسجين رقم 2 في وحدة الخدمة الخاصة بمركبة أبولو 13، متسببًا في تمزق هيكلها الجانبي. بعد ثوانٍ، أرسل رائد الفضاء جاك سويجرت الرسالة الأشهر في تاريخ ناسا: “هيوستن، لدينا مشكلة هنا” (في الواقع، العبارة الدقيقة كانت: “هيوستن، واجهنا مشكلة هنا”، لكن هوليوود عدلتها لاحقًا).
شلّ الانفجار أنظمة المركبة الحيوية: انقطاع الكهرباء، فقدان الأكسجين، وتوقف المحركات، وكانت المفاجأة الأكبر اكتشاف أن الخزان المنفجر أضرّ أيضًا بالخزان المجاور، مما جعل مهمة الهبوط على القمر مستحيلةً وتحوّل الهدف إلى إنقاذ الطاقم.
تحت التهديد بالموت، اضطر الرواد جيم لوفل، فريد هايس، وجاك سويجرت إلى مغادرة وحدة القيادة (أوديسي) والاحتماء بوحدة الهبوط القمري (أكواريس) التي صُمّمت لاستيعاب شخصين ليومين فقط! لكنها أصبحت “قارب نجاة” لأربعة أيام، وسط ظروف مستحيلة من انخفاض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، ونقص شديد في الماء والطاقة، وتراكم ثاني أكسيد الكربون إلى مستويات قاتلة.
على الأرض، عمل مهندسو ناسا على مدار الساعة لابتكار حلول غير تقليدية لتصفية الهواء من الغاز السام (في مشهد ألهم فيلم 1995).
في 17 أبريل، وبعد أيام من القلق العالمي، عاد الطاقم سالمًا إلى الأرض، ليهبطوا في المحيط الهادئ وسط احتفاء عالمي، وكشف التحقيق لاحقًا أن عيبًا في أسلاك تسخين الخزان (نتيجة اختبارات ما قبل الإطلاق) كان سبب الكارثة.
رغم فشلها في الهبوط على القمر، أصبحت أبولو 13 رمزًا للصمود البشري، كما أنها دفعت ناسا إلى إعادة هندسة أنظمتها بالكامل، مما جعل الرحلات اللاحقة أكثر أمانًا، واليوم، تُدرّس هذه المهمة في كليات الإدارة كنموذج للتكيف مع الأزمات.