في مثل هذا اليوم، 26 مايو من عام 1995، أرسل بيل جيتس، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، مذكرة داخلية تُعرف باسم “موجة المد والجزر للإنترنت”، والتي أحدثت تحولًا هامًا في استراتيجية الشركة.
في تلك المرحلة، كانت مايكروسوفت تُهيمن على سوق أنظمة التشغيل للكمبيوتر الشخصي بفضل نظام ويندوز (Windows)، لكنها تأخرت في إدراك أهمية الإنترنت وقوتها، وبينما كان الإنترنت ينمو بشكلٍ هائل ويُصبح قوة ثورية في عالم التكنولوجيا، ظلت مايكروسوفت تُركز بشكلٍ أساسي على منتجاتها التقليدية.
أقرّ جيتس في مذكرة “موجة المد والجزر للإنترنت” بأنّ مايكروسوفت قد تأخرت في إدراك أهمية الإنترنت، ووصفها بأنها “التطور الأكثر أهمية منذ الكمبيوتر الشخصي لشركة آي بي إم”.
أشارت المذكرة إلى أنّ الإنترنت “تتغير بشكل سريع” وأنّ “النمو هائل”، كما حثّ جيتس جميع موظفي مايكروسوفت على “إعادة التفكير في كل ما نقوم به” في ضوء ظهور الإنترنت، مؤكدًا على ضرورة “جعل الإنترنت أولوية قصوى” للشركة.
يُعتبر إصدار مذكرة “موجة المد والجزر للإنترنت” نقطة تحول رئيسية في تاريخ مايكروسوفت، حيث أدى إلى تركيز الشركة بشكلٍ كبير على تطوير منتجات وخدمات الإنترنت، وشمل ذلك إطلاق متصفح الويب الخاص بها “إنترنت إكسبلورر” (IE)، والذي أصبح في النهاية المتصفح الأكثر شيوعًا في العالم، كما استثمرت مايكروسوفت بشكلٍ كبير في شركات الإنترنت الأخرى، مثل نتسكيب وياهوو.
ومع ذلك، ففقد أثار تأخر جيتس في إدراك أهمية الإنترنت بعض الانتقادات، فقد اعتبر البعض أنّ شخصًا يُنظر إليه على أنه “مبتكر” في مجال التكنولوجيا كان يجب أن يتوقع صعود الإنترنت بشكلٍ أسرع.
على الرغم من ذلك، لا شكّ أنّ مذكرة “موجة المد والجزر للإنترنت” لعبت دورًا هامًا في تحويل مايكروسوفت إلى واحدة من أكثر الشركات نفوذًا في العالم.