في مثل هذا اليوم، 12 أبريل من عام 1976، اتخذ رونالد واين، أحد مؤسسي شركة أبل الثلاثة، قرارًا مصيريًا بترك الشركة بعد 11 يومًا فقط من تأسيسها، وقد باع واين حصته البالغة 10% مقابل 800 دولار، وهو مبلغ زهيد بالنظر إلى القيمة الهائلة التي وصلت إليها الشركة لاحقًا.
خلال فترة عمله القصيرة مع أبل، لعب واين دورًا هامًا في تأسيس الشركة، فقد صمم أول شعار لها، وكتب اتفاقية الشراكة بين المؤسسين، وقام بتأليف دليل مستخدم جهاز Apple I.
ولكن، دفعته مخاوف مالية إلى اتخاذ قراره بالرحيل، فقد تضمنت اتفاقية الشراكة بندًا يُلزم المؤسسين الثلاثة بمسؤولية شخصية غير محدودة عن ديون الشركة.
وبما أن واين (الذي كان يبلغ من العمر 40 عامًا في ذلك الوقت) كان يمتلك أصولًا شخصية أكثر من ستيف جوبز وستيف وزنياك (اللذان كانا أصغر سناً بكثير)، فقد شعر بالقلق من احتمال فقدان ممتلكاته في حال فشل الشركة.
كما لعب فشل شركته السابقة لتصنيع آلات القمار دورًا في قراره، فقد قال واين لاحقًا: “إما أنني سأصبح مفلسًا أو أغنى رجل في المقبرة.”
وبالفعل، تحققت النبوءة الثانية، ولكن بعد فوات الأوان بالنسبة لواين، فبحلول عام 1982، كانت قيمة حصته في أبل تصل إلى 1.5 مليار دولار أمريكي، بينما ارتفعت إلى 22 مليار دولار في عام 2010.
يُعد قرار واين بترك أبل واحدًا من أكثر القرارات المالية سوءً في التاريخ. فقد فاته ثروة هائلة، تاركًا جوبز ووزنياك ليحصدوا ثمار نجاح الشركة.
ومع ذلك، من المهم تذكر الظروف التي اتخذ فيها واين قراره، فقد كانت المخاطر عالية في ذلك الوقت، ولم يكن من السهل التنبؤ بالمستقبل المشرق الذي ينتظر أبل.
تبقى قصة واين تذكيرًا قويًا بالعوامل المالية التي يمكن أن تؤثر على مسار حياة رواد الأعمال، حتى في أكثر المشاريع الواعدة.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1961، سجل التاريخ اسم يوري جاجارين بحروف من ذهب، عندما أصبح أول إنسان يسافر إلى الفضاء ويدور حول الأرض.
انطلق جاجارين، رائد الفضاء السوفيتي الشاب الذي كان يبلغ من العمر 27 عامًا فقط في ذلك الوقت، على متن مركبة الفضاء فوستوك 1، ومكث جاجارين في الفضاء لمدة ساعة وثمانية وأربعين دقيقة، أكمل خلالها دورة واحدة حول كوكب الأرض، قبل أن يعود بسلام إلى الغلاف الجوي.
مثلت رحلة جاجارين إنجازًا هائلاً للاتحاد السوفيتي في ذروة الحرب الباردة، وتعززت مكانة الاتحاد كقوة عظمى رائدة في مجال استكشاف الفضاء، وألهمت ملايين الأشخاص حول العالم، وأثارت شغفهم باكتشاف الفضاء والكون.
ومع ذلك، ظلت رحلة فوستوك 1 هي الرحلة الفضائية الوحيدة لـ “جاجارين”، ففي 27 مارس 1968، لقي جاجارين حتفه في حادث تحطم طائرة مقاتلة من طراز ميج 15 كان يقودها بالقرب من موسكو، وبحسب بعض التقارير، كان جاجارين في ذلك الوقت يتدرب على مهمة فضائية ثانية.
رحل يوري جاجارين عن عالمنا، لكن إنجازه التاريخي كأول إنسان يدور حول الأرض سيظل خالداً إلى الأبد
لقد مهد جاجارين الطريق للعديد من رواد الفضاء الذين تبعوه، وألهم الأجيال القادمة لمواصلة استكشاف الفضاء والبحث عن عجائبه.
وفي مثل هذا اليوم، 12 أبريل من عام 1981، سجلت البشرية إنجازًا هائلًا في رحلتها نحو استكشاف الفضاء، حيث أطلقت وكالة ناسا الأمريكية (NASA) أول مهمة مكوك فضائي، وهي مهمة STS-1، والتي حملت على متنها مكوك الفضاء كولومبيا، في رحلة تاريخية مهدت الطريق لعصر جديد من رحلات الفضاء القابلة لإعادة الاستخدام.
كان من المقرر إطلاق كولومبيا في 10 أبريل، إلا أن بعض المشاكل الفنية أجّلت الإطلاق ليومين، وتزامن هذا التأخير بمحض الصدفة مع مرور 20 عامًا على إنجاز يوري جاجارين، أول رائد فضاء يسافر إلى الفضاء.
هدفت مهمة STS-1 بشكل أساسي إلى إثبات جدوى مفهوم “المكوكات الفضائية” كمركبات فضائية قابلة لإعادة الاستخدام، وحملت كولومبيا على متنها طاقمًا مكونًا من رائدي الفضاء جون يوند وروبرت كريبن، اللذان قادا المركبة في رحلة دامت 5 أيام.
خلال مهمة STS-1، قام طاقم كولومبيا بإجراء العديد من التجارب العلمية، ونشر قمرين صناعيين، واختبر أنظمة المركبة الفضائية.
حققت المهمة نجاحًا باهرًا، حيث أثبتت قدرة كولومبيا على الإقلاع والهبوط بأمان، ممهدةً الطريق لبرنامج مكوك الفضاء الذي استمر لأكثر من ثلاثة عقود.
مثلت مهمة STS-1 بداية حقبة جديدة في رحلات الفضاء، حيث أثبتت جدوى مفهوم “المكوكات الفضائية” كمركبات قابلة لإعادة الاستخدام، وساهمت مهمة STS-1 في تقدم المعرفة العلمية والتكنولوجية بشكل كبير، من خلال التجارب العلمية التي أجريت على متن كولومبيا.
ألهمت مهمة STS-1 أجيالًا من الشباب للاهتمام بمجالات العلوم والتكنولوجيا، وفتحت الباب أمام إمكانيات لا حصر لها لاستكشاف الفضاء، ولا تزال مهمة STS-1 تُذكر حتى يومنا هذا كإنجاز تاريخي هائل، مهد الطريق لعقود من رحلات الفضاء المأهولة، وساهمت في توسيع نطاق معرفتنا بالكون.