في مثل هذا اليوم، 28 أغسطس من عام 2009، شهد عالم أجهزة ماكينتوش تحولاً كبيراً مع إطلاق شركة آبل لنظام التشغيل (Mac OS X 10.6)، والمعروف باسم “نمر الثلوج” (Snow Leopard).
لم يكن هذا الإصدار مجرد تحديث روتيني، بل كان قفزة نوعية في تاريخ أنظمة التشغيل هذه، فبعد سنوات من الاعتماد على معالجات PowerPC، قررت آبل التركيز بشكل كامل على أجهزة ماك المزودة بمعالجات “إنتل” Intel، مما أدى إلى تحسين أداء النظام بشكل ملحوظ وفتح آفاق جديدة للتطبيقات والبرامج.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أعلنت آبل أيضاً عن نهاية عصر بروتوكول الشبكات AppleTalk الذي كان يعتبر العمود الفقري للاتصال بين أجهزة ماك لسنوات طويلة.
هذا القرار الجريء، وإن كان مثيراً للجدل في البداية، إلا أنه كان ضرورياً لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة وانتقال العالم إلى بروتوكولات شبكات أكثر حداثة وكفاءة.
بإصدار “سنو ليوبارد”، قدمت آبل للمستخدمين تجربة أكثر سلاسة واستجابة، فقد تم تحسين واجهة المستخدم، وأصبحت التطبيقات تعمل بشكل أسرع وأكثر استقراراً، كما أضاف النظام العديد من الميزات الجديدة التي ساهمت في زيادة إنتاجية المستخدمين، مثل محرك البحث Spotlight المحسن وأداة Time Machine للنسخ الاحتياطي.
ولم يقتصر تأثير “سنو ليوبارد” على المستخدمين النهائيين، بل امتد أيضاً إلى المطورين، فقد قدم النظام مجموعة واسعة من الأدوات والواجهات البرمجية التي شجعت المطورين على إنشاء تطبيقات مبتكرة وأكثر قوة.
بالإضافة إلى ذلك، سهّل النظام عملية تطوير التطبيقات المتوافقة مع أجهزة iPhone وiPod touch، مما ساهم في نمو النظام البيئي لتطبيقات آبل.
يعتبر إصدار “سنو ليوبارد” لحظة فارقة في تاريخ شركة آبل وأجهزة ماكينتوش، فقد مثّل هذا الإصدار نهاية مرحلة و بداية أخرى، حيث تحولت آبل من التركيز على منصة مغلقة إلى منصة أكثر انفتاحاً وتوافقاً مع المعايير الصناعية.
من الناحية التكنولوجية، كان “سنو ليوبارد” خطوة مهمة نحو توحيد أنظمة التشغيل الخاصة بشركة آبل، فقد تم تبسيط بنية النظام، وتم تحسين كفاءة استخدام الموارد، كما قدم النظام دعمًا أفضل لتقنيات متعددة النواة، مما سمح للمستخدمين الاستفادة من أحدث المعالجات.