في مثل هذا اليوم، 9 يونيو من عام 1993، شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن حدثًا سينمائيًا استثنائيًا تمثل في العرض الأول لفيلم “حديقة الديناصورات” Jurassic Park للمخرج الأسطوري ستيفن سبيلبرج.
لم يكن هذا الفيلم مجرد فيلم ترفيهي عابر، بل كان بمثابة ثورة حقيقية في عالم السينما، حيث حطّم أرقامًا قياسية ليصبح أعلى فيلم ربحًا في التاريخ آنذاك، محققًا إيرادات هائلة بلغت أكثر من مليار دولار.
ولكن أهمية “حديقة الديناصورات” Jurassic Park تكمن في ما وراء نجاحه التجاري، حيث شكّل علامة فارقة في مسيرة صناعة السينما من خلال مساهماته المبتكرة في مجال المؤثرات الخاصة، ففي ذلك الوقت، كانت تقنية الصور المولدة بالكمبيوتر (CGI) في مراحلها الأولى من التطور، ولم تكن قد استخدمت بشكل مكثف في الأفلام.
إلا أن سبيلبرج، برؤيته الثاقبة وإيمانه بإمكانيات هذه التقنية، اتخذ قرارًا جريئًا باعتماد CGI بشكل واسع في “حديقة الديناصورات”، وبالفعل، أثبت هذا القرار صوابه، حيث نجح الفيلم في تقديم مشاهد ديناصورات واقعية لم يسبق لها مثيل على الشاشة الكبيرة، مما أذهل الجمهور وأثار إعجاب النقاد.
ولم يقتصر تأثير “حديقة الديناصورات” على الجانب التقني فحسب، بل امتد ليشمل مختلف جوانب صناعة السينما، فقد ساهم الفيلم في تغيير توقعات الجمهور من حيث جودة المؤثرات الخاصة، ورفع سقف الإبداع في هذا المجال.
ومع نجاح “حديقة الديناصورات” الهائل، انطلقت موجة من الأفلام التي اعتمدت على تقنية CGI بشكل مكثف خلال التسعينيات، مثل أفلام حكاية لعبة وترمينيتور وأفاتار.
وبفضل ثورة “حديقة الديناصورات”، أصبح استخدام تقنية CGI أمرًا شائعًا وضروريًا في صناعة السينما اليوم، حيث يصعب تخيل فيلم ناجح بدون الاعتماد على هذه التقنية لإبداع عوالم خيالية وواقعية على حدٍ سواء، وقد أصبح استخدام تقنية CGI أمرًا شائعًا وضروريًا في صناعة السينما اليوم.