في مثل هذا اليوم، 31 أكتوبر من عام 1992، شهد عالم البرمجيات حدثًا تقنيًا بالغ الأهمية، حين أطلق المبرمجان الفرنسيان جان-لوب جايلي (Jean-loup Gailly) والأمريكي مارك ألدر (Mark Adler) أول إصدار من برنامج الضغط الشهير (gzip)، واضعين بذلك حجر الأساس لأحد أكثر الأدوات استخدامًا في تاريخ الحوسبة الحديثة.
جاء إصدار gzip كاستجابة مباشرة لحاجة مجتمع البرمجيات الحرة إلى بديل مفتوح المصدر لبرامج الضغط التجارية، مثل compress، التي كانت تخضع لقيود برمجية وبراءات اختراع.
وتم تطوير gzip ضمن مشروع GNU التابع لمؤسسة البرمجيات الحرة (Free Software Foundation)، ليكون أداة مجانية، فعالة، وقابلة للتوزيع، تعتمد على خوارزمية DEFLATE، التي تجمع بين تقنيتي LZ77 وترميز هوفمان.

منذ لحظة إطلاقه، أصبح gzip معيارًا عالميًا لضغط الملفات في أنظمة التشغيل يونيكس (Unix) ولينكس (Linux)، ثم امتد استخدامه إلى خوادم الإنترنت، حيث يُستخدم لضغط محتوى صفحات الويب وتقليل زمن التحميل. كما أصبح جزءًا لا يتجزأ من أدوات التطوير، وأساسًا في إدارة الحزم، وأرشفة البيانات، ونقل الملفات عبر الشبكات.
وفي 31 أكتوبر من عام 1995، شهد قطاع التقنية صفقة بارزة حين استحوذت شركة ويسترن ديجيتال على بارادايس، في خطوة أثارت اهتمام السوق وأعادت تشكيل خريطة صناعة حلول التخزين.
في منتصف التسعينيات، كانت شركة ويسترن ديجيتال (Western Digital) واحدة من أبرز الشركات الأمريكية المتخصصة في تصنيع الأقراص الصلبة وحلول تخزين البيانات، بينما كانت بارادايس (Paradise Systems Inc) معروفة بتطوير بطاقات الرسوميات ومكونات الحاسوب.

لكن في عام 1995، قررت ويسترن ديجيتال أن توسّع نطاق أعمالها في مجال الرسوميات، فاستحوذت هي على شركة بارادايس، وكانت الصفقة جزءًا من استراتيجية ويسترن ديجيتال لدخول سوق بطاقات الرسوميات، خاصة مع تزايد الطلب على الحواسيب متعددة الوسائط في تلك الفترة.
تم دمج بارادايس ضمن قسم الرسوميات في ويسترن ديجيتال، لكن هذا القسم لم يستمر طويلًا، إذ خرجت الشركة لاحقًا من سوق بطاقات الرسوميات للتركيز على حلول التخزين.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2006، أتمّت شركة جوجل صفقة استحواذ استراتيجية على شركة “جوت سبوت” (JotSpot)، لتضع بذلك اللبنة الأولى في بناء منصة “جوجل سايتس” (Google Sites) التي نعرفها اليوم.
تأسست شركة “جوت سبوت” في عام 2004 على يد جو كراوس (Joe Kraus) وجراهام سبنسر (Graham Spencer)، وهما من مؤسسي محرك البحث الشهير “إكسايت” (Excite).

كانت جوت سبوت رائدة في تقديم منصات ويكي مخصصة للشركات، تتيح للمستخدمين إنشاء مواقع تعاونية بسهولة دون الحاجة إلى معرفة تقنية متقدمة.
في تلك الفترة، كانت جوجل تسعى لتوسيع مجموعة تطبيقاتها المكتبية والتعاونية، مثل جيميل ومستندات جوجل، وقد رأت في جوت سبوت فرصة مثالية لتعزيز قدراتها في إنشاء مواقع الويب التشاركية.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2013، أطلقت جوجل الإصدار 4.4 من نظام التشغيل أندرويد تحت اسم “كيت كات”، في خطوة شكلت نقلة نوعية في عالم الهواتف الذكية.
بعكس الإصدارات السابقة التي حملت أسماء حلويات عامة مثل “جيلي بين” و”آيس كريم ساندويتش”، جاء اسم “كيت كات” نتيجة شراكة تسويقية غير مسبوقة بين جوجل وشركة نستله، المالكة لعلامة كيت كات التجارية. وقد أثار هذا التعاون اهتمامًا عالميًا، حيث ظهرت حملات دعائية مشتركة، ووزعت ألواح كيت كات تحمل شعار أندرويد في عدة دول.

قدم أندرويد كيت كات أداء محسنا للأجهزة محدودة الموارد، وتم تصميمه ليعمل بسلاسة على أجهزة ذات ذاكرة عشوائية منخفضة تصل إلى 512 ميجابايت، كما تم تقليص العناصر البصرية لإبراز المحتوى، مع تحسينات في شريط الحالة ووضع الشاشة الكاملة.
كما أصبح الوصول إلى مساعد جوجل الصوتي أسهل، مما عزز تجربة المستخدم التفاعلية، ودعم الطباعة السحابية مباشرة من الهاتف، ودعم مستشعر الأشعة تحت الحمراء، مما أتاح استخدام الهاتف كجهاز تحكم عن بُعد.
ولا يزال كيت كات يُذكر كأحد أكثر الإصدارات استقرارًا وتأثيرًا في تاريخ أندرويد، وقد مهد الطريق لإصدارات لاحقة مثل “لوليبوب” و”مارشميلو”، التي واصلت تطوير تجربة المستخدم وتوسيع قدرات النظام.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2015، أطلقت جوجل خدمة “يوتيوب ريد” (YouTube Red)، لتبدأ بذلك فصلًا جديدًا في تجربة مشاهدة الفيديوهات، يجمع بين المحتوى الحصري والمشاهدة الخالية من الإعلانات.

كانت خدمة “يوتيوب ريد” أول محاولة رسمية من جوجل لتحويل منصة يوتيوب إلى خدمة اشتراك مدفوعة، حيث قدمت للمستخدمين مشاهدة الفيديوهات بدون إعلانات، وإمكانية تحميل الفيديوهات للمشاهدة دون اتصال، وتشغيل المحتوى في الخلفية على الأجهزة المحمولة، والوصول إلى محتوى حصري من إنتاج يوتيوب، مثل المسلسلات والأفلام التي شارك فيها نجوم المنصة.
في عام 2018، أعادت جوجل تسمية الخدمة إلى “يوتيوب بريميوم” (YouTube Premium)، لتشمل مزايا إضافية مثل الاشتراك في “يوتيوب ميوزيك”، وتوسيع نطاق المحتوى الأصلي، وكان الاسم الجديد أكثر وضوحًا في التعبير عن القيمة المضافة للمستخدمين.
اليوم، أصبحت “يوتيوب بريميوم” جزءًا أساسيًا من استراتيجية جوجل في المنافسة مع خدمات البث مثل نتفليكس وسبوتيفاي، ولا يزال المحتوى الأصلي يتطور، وإن كان بوتيرة أبطأ.
 
						




 
						

