في مثل هذا اليوم، الأول من ديسمبر من عام 1999، وقعت صفقة تاريخية ببيع اسم الدومين (Business.com) مقابل مبلغ قياسي في ذلك الوقت بلغ 7.5 مليون دولار أمريكي.
هذا المبلغ الضخم جعل هذا الدومين الأغلى في العالم حتى ذلك الحين، ولا يزال يحتل مكانة مرموقة في قائمة أغلى أسماء المجالات على الإطلاق.
أما الشخص الذي استطاع أن يرى الإمكانات الهائلة في هذا الدومين البسيط والمميز فهو مارك أوستروفسكي، ففي منتصف التسعينيات، قام أوستروفسكي بشراء هذا الدومين بمبلغ 150 ألف دولار فقط، أي أقل بـ5% من السعر الذي بيع به بعد سنوات قليلة، وهذه الرؤية الثاقبة لأوستروفسكي جعلته يحقق أرباحاً طائلة.
في عام 2007، تم بيع الشركة التي تمتلك اسم الدومين (Business.com)، والتي قامت ببناء موقع إعلاني حوله، إلى شركة R.H. Donnelly، وهي ناشر للصفحات الصفراء، مقابل مبلغ خيالي بلغ 345 مليون دولار، ويقال إن مارك أوستروفسكي كان يملك حصة في هذه الشركة، مما زاد من ثروته بشكل كبير.
تميز اسم الدومين (Business.com) ببساطته ووضوحه، مما يجعله سهل التذكر والكتابة، ويسهل على المستخدمين الوصول إليه، كما أن اسم الدومين له طابع عام، مما يجعله جذابًا لشركات ورجال أعمال من مختلف المجالات.
في التسعينيات، كان الإنترنت يشهد نموًا هائلاً، مما زاد من أهمية امتلاك أسماء مجالات جذابة، ومع ازدياد الطلب على أسماء المجالات الجيدة، أصبحت الأسماء البسيطة والقصيرة أكثر ندرة، مما زاد من قيمتها.
وتعتبر خطوة شركة أميركا أون لاين (AOL) في الأول من ديسمبر من عام 1996 بتقديم خدمة الإنترنت غير المحدودة مقابل 19.95 دولارًا شهريًا نقطة تحول بارزة في تاريخ الإنترنت.
هذه الخطوة الجريئة، التي جاءت في وقت كانت فيه خدمات الإنترنت حصرية على فئة معينة ومكلفة، شكلت نقلة نوعية في جعل الإنترنت متاحًا للجميع.
كانت أميركا أون لاين (AOL) تدرك أن المستقبل يكمن في جعل الإنترنت متاحًا لأكبر عدد ممكن من المستخدمين، وعبر تقديم خدمة غير محدودة، كانت الشركة تستهدف قاعدة عريضة من الجمهور وتسعى لتصبح بوابة الدخول الرئيسية للإنترنت.
كما كان سوق خدمات الإنترنت يشهد منافسة متزايدة، وكانت الشركات تسعى لتقديم عروض أكثر جاذبية لجذب العملاء، وشهدت البنية التحتية للإنترنت تطورات كبيرة في تلك الفترة، مما جعل تقديم خدمات الإنترنت غير المحدودة أمرًا ممكنًا من الناحية التقنية.
بعد هذا القرار، شهدت الشركة زيادة هائلة في عدد المشتركين، مما يؤكد نجاح هذه الاستراتيجية في جذب المستخدمين الجدد، وارتفع متوسط وقت استخدام الإنترنت بشكل كبير، مما يشير إلى أن المستخدمين أصبحوا يقضون وقتًا أطول في استكشاف عالم الإنترنت.
شجعت هذه الخطوة على إنتاج المزيد من المحتوى الرقمي، حيث أصبح هناك جمهور أكبر من المستخدمين المهتمين بالإنترنت، وساهمت في زيادة الوعي بالإنترنت وإمكانياته، مما شجع المزيد من الناس على تجربته.
على الرغم من ذلك، أدى الارتفاع المفاجئ في عدد المستخدمين إلى زيادة الضغط على البنية التحتية للإنترنت، مما تسبب في مشاكل في الاتصال وتباطؤ في سرعة التحميل، كما كان تقديم خدمة غير محدودة يعني تحمل تكاليف تشغيل عالية، مما شكل تحديًا للشركة، وظهرت شركات جديدة تقدم خدمات مشابهة، مما زاد من حدة المنافسة في السوق.