Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

زي النهارده| انطلاق ثورة الكتابة باختراع «الآلة الكاتبة»

في خضم ثورة صناعية شهدت تحولات هائلة في مختلف المجالات، برز اختراع ثوري في مثل هذا اليوم، 23 يونيو من عام 1868، ليُحدث نقلة نوعية في طريقة تواصل البشر وتبادل المعلومات، وهو اختراع “الآلة الكاتبة”.

لم يكن هذا الاختراع مجرد آلة جديدة تُضاف إلى قائمة الابتكارات، بل كان بمثابة بذرة لولادة الآلة الكاتبة، التي سيطرت على عالم الكتابة لعقود من الزمن، وأصبحت أداة لا غنى عنها في مختلف الميادين.

حصل لاثام شولز، وكارلوس جليدين، وصامويل سولي على براءة اختراع لاختراعهم الثوري، الذي مهد الطريق لظهور الآلة الكاتبة Sholes and Glidden، والتي عرفت لاحقًا باسم الآلة الكاتبة Remington رقم 1.

ومن بين الإرث الدائم لهذا الاختراع، لوحة مفاتيح QWERTY، التي لا تزال حتى يومنا هذا التصميم الأكثر شيوعًا لوحات المفاتيح في العالم، على الرغم من الجدل الدائر حول كفاءتها.

تُشير إحدى النظريات الشائعة إلى أن تصميم QWERTY كان يهدف إبطاء سرعة الكتابة لمنع تصادم أشرطة الطباعة في الآلات الكاتبة المبكرة، وبينما تبدو هذه النظرية منطقية، تشير الدراسات الحديثة إلى تفسير مختلف، حيث تُرجح أن تصميم QWERTY تأثر بشكل أكبر بتعليقات مشغلي التلغراف، الذين كانوا من بين أوائل مستخدمي الآلات الكاتبة.

فقد وجد هؤلاء أن تخطيطات لوحة المفاتيح السابقة غير فعالة، مما دفع المخترعين إلى اعتماد تصميم QWERTY بناءً على تجاربهم و ملاحظاتهم.

بغض النظر عن السبب وراء تصميم QWERTY، لا شك أن اختراع “الآلة الكاتبة” في 23 يونيو 1868 كان علامة فارقة في تاريخ التواصل البشري، فقد وفرت الآلة الكاتبة وسيلة أسرع وأكثر كفاءة لكتابة النصوص، مما أدى إلى ثورة في مجالات الأعمال والتعليم والأدب، ولم يقتصر تأثيرها على طريقة الكتابة فحسب، بل امتد ليشمل مجالات أخرى مثل الصحافة والنشر، حيث ساهمت في تسريع عملية نشر المعلومات ووصولها إلى أعداد أكبر من الناس.

لا تزال آثار هذا الاختراع محسوسة حتى اليوم، حيث لا نزال نستخدم لوحة مفاتيح QWERTY على أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، وإن كانت بعض الأصوات تطالب بتغييرها لتصميمات أكثر كفاءة، إلا أن QWERTY تظل رمزًا للثورة التي شهدها عالم الكتابة.