في 24 سبتمبر من عام 1979، شهد العالم لحظة فارقة في تاريخ الاتصال الرقمي، حيث أصبحت خدمة “كمبيو سيرف” (CompuServe) أول منصة إنترنت تتيح للمستخدمين الاتصال عبر الهاتف، فاتحةً بذلك الباب لعصر جديد من التواصل الإلكتروني المنزلي.
بدأت “كمبيو سيرف” كمزود لحلول الحوسبة للشركات، وأصبحت سبّاقة في تحويل الإنترنت من أداة مؤسسية إلى تجربة شخصية. عبر مودم بسيط وخط هاتف، أصبح بإمكان المستخدمين الوصول إلى البريد الإلكتروني، والمنتديات، والأخبار، وحتى التسوق الإلكتروني—وذلك قبل ظهور الويب كما نعرفه اليوم.
مهدت هذه الخطوة الثورية الطريق لانتشار الإنترنت في المنازل، وأرست الأساس لتجربة المستخدم الرقمية التي نعيشها اليوم. فقد تحولت الشبكة من عالم مغلق إلى فضاء مفتوح للجميع، بفضل تلك النقلة النوعية التي قادتها “كمبيو سيرف”.
وفي 24 سبتمبر من عام 1993، أطلقت شركة Broderbund لعبة Myst لأجهزة ماكنتوش، لتصبح واحدة من أكثر الألعاب مبيعاً في تاريخ الحواسيب الشخصية آنذاك، وتفتح آفاقاً جديدة في عالم الترفيه الرقمي.
تميزت Myst بأسلوبها الفريد الذي جمع بين الاستكشاف الصامت، والألغاز الذكية، والبيئات الغامرة المصممة برسوميات مذهلة آنذاك. لم تكن مجرد لعبة، بل تجربة بصرية وفكرية دفعت اللاعبين إلى التأمل، والتفكير، والانغماس في عالم خيالي ساحر دون الحاجة إلى العنف أو السرعة.
كان إصدار اللعبة على أقراص مرنة “سي دي” (CD) خطوة تقنية متقدمة، سمحت بتخزين كمٍّ هائل من الصور والمقاطع الصوتية، مما منح اللعبة عمقاً سينمائياً غير مسبوق، وقد ساهم نجاح Myst في ترسيخ مكانة الألعاب كوسيلة فنية وثقافية، وليس مجرد تسلية.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1998، دخلت شركة “إيباي” (eBay) التاريخ المالي من أوسع أبوابه، بطرح أسهمها للاكتتاب العام في بورصة ناسداك. لم يكن مجرد إدراج عادي، بل كان انفجاراً استثمارياً: فقد ارتفع سعر السهم بنسبة مذهلة بلغت 163.2% في أول يوم تداول، ليغلق عند 47.375 دولار بعد أن بدأ بسعر 18 دولاراً فقط.
كانت تلك القفزة دليلاً على ثقة المستثمرين في نموذج “إيباي” الثوري: منصة إلكترونية للمزادات والتجارة بين الأفراد، في وقت كانت فيه التجارة الإلكترونية لا تزال في مهدها.
لم يعكس نجاح الطرح قوة “إيباي” فقط، بل أشار إلى بداية عصر جديد من الاقتصاد الرقمي، حيث يمكن لأي شخص بيع وشراء من أي مكان في العالم.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2003، أعلنت شركة “سوفوس” (Sophos)، الرائدة في مجال الأمن السيبراني، عن استحواذها على شركة ActiveState الكندية مقابل 23 مليون دولار، في صفقة استراتيجية هدفت إلى تعزيز قدراتها في مكافحة البريد العشوائي “سبام” (Spam).
كانت ActiveState معروفة بتطوير أدوات متقدمة لتصفية الرسائل غير المرغوب فيها، في وقت كانت فيه الشركات والمؤسسات تعاني من طوفان البريد المزعج الذي يهدد الإنتاجية ويعرض الأنظمة للخطر. ومن خلال هذا الاستحواذ، عززت Sophos محفظتها التقنية، ووسّعت نطاق حلولها لتشمل حماية البريد الإلكتروني إلى جانب مكافحة الفيروسات والجدران النارية.
لم تكن هذه الصفقة مجرد توسع تجاري، بل كانت استجابة ذكية لتحديات أمنية متنامية في بداية الألفية، حين بدأ البريد الإلكتروني يتحول إلى ساحة معركة رقمية.