في مثل هذا اليوم، 17 يناير من عام 1996، أعلن العالمان بول بتلر وجيفري مارسي عن اكتشاف كوكبين جديدين خارج المجموعة الشمسية، وذلك خلال اجتماع الجمعية الفلكية الأمريكية.
هذا الاكتشاف المهم تم باستخدام تقنية كمبيوتر غير تقليدية لتحليل التغيرات الطفيفة في حركة النجوم، والتي تشير إلى وجود كواكب تدور حولها.
الكوكبان الجديدان كانا من أوائل الكواكب التي تم اكتشافها خارج نظامنا الشمسي، وأضيفا إلى قائمة صغيرة من الكواكب الخارجية المعروفة آنذاك، واعتمد بتلر ومارسي على تحليل دقيق للانزياحات الطيفية في ضوء النجوم، وهي تقنية تسمى قياس الطيف “دوبلر” Doppler، وهذه الانزياحات تشير إلى تغيرات في سرعة النجم بسبب جاذبية الكواكب التي تدور حوله.
كان استخدام الكمبيوتر لتحليل البيانات بشكل دقيق وفعّال عاملاً رئيسياً في نجاحهما، فقد طور العالمان برامج حاسوبية متطورة لرصد التغيرات الطفيفة في سرعة النجوم، مما سمح لهما باكتشاف كواكب أصغر وأبعد مما كان ممكناً في السابق.
ساهم هذا الاكتشاف في تعزيز فهم العلماء لتكوين الكواكب وأنظمة النجوم البعيدة، كما فتح الباب لاكتشافات لاحقة لعشرات الكواكب الخارجية.
بعد هذا الإعلان، أصبح العالمان معروفين على نطاق واسع كأبرز “صيادي الكواكب” في العالم، حيث استمرا في اكتشاف عشرات الكواكب الخارجية باستخدام التقنيات التي طوراها.
قبل هذا الاكتشاف، كانت الكواكب الخارجية نادرة وصعبة الاكتشاف بسبب صغر حجمها وبعدها الشديد عن الأرض، ومع تطور التكنولوجيا، خاصة في مجال التحليل الطيفي والحوسبة، أصبح من الممكن رصد هذه الكواكب بشكل غير مباشر من خلال تأثيرها على النجوم التي تدور حولها.
يعتبر اكتشاف بتلر ومارسي نقطة تحول في علم الفلك الحديث، حيث مهد الطريق لبعثات فضائية لاحقة مثل تلسكوب كيبلر وTESS، اللذين اكتشفا آلاف الكواكب الخارجية، كما ساهم هذا الاكتشاف في توسيع آفاق البحث عن حياة خارج الأرض وفهم تنوع أنظمة الكواكب في الكون.
وفي مثل هذا اليوم، 17 يناير من عام 1984، أصدرت المحكمة العليا الأمريكية حكمًا تاريخيًا في قضية سوني ضد شركة يونيفرسال سيتي ستوديوز، والذي سمح باستخدام أجهزة تسجيل الفيديو المنزلية (VCR) لتسجيل البرامج التلفزيونية لمشاهدتها لاحقًا دون انتهاك قوانين حقوق النشر الفيدرالية.
تم اتخاذ القرار بأغلبية خمسة أصوات مقابل أربعة، مما يعكس مدى جدلية القضية، ورأت المحكمة أن تسجيل البرامج التلفزيونية لأغراض شخصية يندرج تحت مفهوم “الاستخدام العادل” (Fair Use)، وهو استثناء في قانون حقوق النشر يسمح باستخدام المواد المحمية دون إذن من صاحب الحقوق في ظروف معينة.
سمح هذا الحكم لشركة سوني بمواصلة بيع أجهزة تسجيل الفيديو (مثل جهاز Betamax)، مما أدى إلى انتشارها على نطاق واسع بين المستهلكين.
فتح الحكم الباب أمام ثورة في كيفية مشاهدة الناس للتلفزيون، حيث أصبح بإمكانهم تسجيل البرامج ومشاهدتها في وقت لاحق، وهو ما يعرف الآن بمفهوم “المشاهدة حسب الطلب” (Time-Shifting)، وأدى ذلك إلى تغيير جذري في صناعة الترفيه، حيث بدأ المشاهدون في التحكم أكثر في وقت ومحتوى ما يشاهدونه.
كما شجع الحكم على تطوير تقنيات جديدة في مجال التسجيل المنزلي، مما مهد الطريق لظهور أجهزة مثل أقراص DVD ومسجلات DVR لاحقًا، كما عزز الحكم فكرة أن التكنولوجيا يمكن أن تتعايش مع قوانين حقوق النشر دون أن تُعتبر تهديدًا لها.
أصبحت قضية سوني ضد يونيفرسال مرجعًا مهمًا في تفسير مفهوم الاستخدام العادل، والذي لا يزال يُستخدم في قضايا حقوق النشر حتى اليوم، خاصة في عصر الإنترنت والمنصات الرقمية.
رأى مناصرو الحكم أنه انتصار للمستهلكين وللتقدم التكنولوجي، حيث سمح للناس بالتحكم في كيفية ومتى يشاهدون المحتوى التلفزيوني، اما المعارضون فقد جادلوا بأن الحكم قد يضر بحقوق مالكي المحتوى، حيث يمكن أن يؤدي إلى خسائر مالية بسبب انخفاض الإعلانات أو إعادة البث.
يعتبر هذا الحكم واحدًا من أهم الأحكام في تاريخ التكنولوجيا وقوانين حقوق النشر، فقد غير بشكل دائم طريقة تفاعل الناس مع التلفزيون، وأسس لمفاهيم جديدة في كيفية استهلاك المحتوى الإعلامي، كما أثر على تطور صناعة الترفيه والتكنولوجيا، مما أدى إلى ظهور خدمات البث الحديثة مثل “نتفليكس” Netflix و”هولو” Hulu، والتي تعتمد على فكرة المشاهدة حسب الطلب.