في مثل هذا اليوم، 3 سبتمبر من عام 1976، سُطرت صفحة جديدة في تاريخ الاستكشاف الفضائي، حين هبطت مركبة “فايكينج 2” (Viking 2)، التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، على سطح كوكب المريخ، لتصبح ثاني مركبة أمريكية تنجح في الهبوط على الكوكب الأحمر بعد شقيقتها “فايكينج 1” (Viking 1).
اختارت وكالة ناسا منطقة “أوتوبيا بلانيتيا” كموقع للهبوط، وهي سهل شاسع يقع في نصف الكرة الشمالي للمريخ. بعد رحلة استغرقت نحو تسعة أشهر، انفصل المسبار عن القمر الصناعي الذي بقي في المدار، ونزل بسلاسة على سطح الكوكب، ليبدأ مهمته العلمية في تحليل التربة وتصوير البيئة المحيطة.
جهزت “فايكينج 2” (Viking 2) بأجهزة متطورة لتحليل عينات من تربة المريخ، في محاولة للإجابة على سؤال لطالما راود العلماء: هل توجد حياة على هذا الكوكب؟ ورغم أن النتائج لم تؤكد وجود حياة عضوية، إلا أن بعض التجارب أظهرت تغيرات كيميائية أثارت الفضول العلمي، وفتحت الباب أمام المزيد من البعثات المستقبلية.
من أبرز إنجازات “فايكينج 2” كانت الصور التي أرسلتها إلى الأرض، والتي كشفت عن تضاريس مريخية غريبة، وألوان باهتة، وأفق صامت لا يشبه أي شيء على كوكبنا، ولم تكن هذه الصور مجرد لقطات، بل كانت نوافذ إلى عالم جديد، ساهمت في تشكيل فهمنا الأولي لطبيعة المريخ.
استمرت “فايكينج 2” في إرسال البيانات حتى عام 1980، لتترك وراءها إرثًا علميًا غنيًا، شكّل قاعدة معرفية اعتمدت عليها بعثات لاحقة مثل “سبيريت” و”أوبورتيونيتي” و”كيريوسيتي”، وبعد مرور 49 عامًا، لا يزال هبوطها يُعد من أعظم إنجازات البشرية في استكشاف الفضاء.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1995، أطلق المبرمج الإيراني-الأمريكي بيير أوميديار موقعًا صغيرًا باسم “موقع المزايدات” (AuctionWeb)، دون أن يدرك حينها أنه سيصبح حجر الأساس لأحد أكبر أسواق الإنترنت في العالم “إيباي” (eBay).
بدأت الفكرة من رغبة أوميديار في تمكين الأفراد من بيع وشراء السلع مباشرة عبر الإنترنت، دون وسطاء أو تعقيدات، وكانت أول عملية بيع ناجحة على الموقع عبارة عن مؤشر ليزر مكسور، اشتراه أحد الهواة بسعر رمزي، مما أثبت لأوميديار أن هناك سوقًا حتى للأشياء غير المتوقعة.
ما بدأ كمشروع جانبي سرعان ما تحول إلى شركة عملاقة، وخلال سنوات قليلة، توسعت إيباي لتشمل ملايين المستخدمين حول العالم، وأصبحت منصة للمزادات والتجارة الفورية، بل واستحوذت لاحقًا على شركات، مثل باي بال (PayPal) وستاب هب (StubHub).
اعتمدت إيباي نموذجًا بسيطًا: رسوم صغيرة على البائعين، مقابل الوصول إلى جمهور عالمي، وأثبت هذا النموذج فعاليته، حيث شهد الموقع نموًا بنسبة 20 إلى 30% شهريا خلال أول 3 سنوات، مما دفع أوميديار إلى ترك وظيفته والتفرغ لتطوير المنصة.
بعد مرور 30 عامًا، لا تزال إيباي رمزًا للابتكار في التجارة الإلكترونية، ومثالًا على كيف يمكن لفكرة بسيطة أن تغير طريقة تعاملنا مع البيع والشراء إلى الأبد.