في الخامس عشر من أغسطس عام 1998، شهد عالم التكنولوجيا ميلاد نجم جديد أضاء سماء الحوسبة بألوانه الزاهية، حيث شهد اليوم إطلاق جهاز iMac G3 الأصلي، والذي حمل معه رؤية جديدة وجريئة لشركة آبل بقيادة ستيف جوبز العائد.
لم يكن iMac مجرد جهاز كمبيوتر، بل كان تجسيدًا للثورة التصميمية التي أطلقها جوبز، فبعد سنوات من الأجهزة الرمادية والمملة، ظهر “آي ماك بوندي بلو” وكأنه قطعة فنية معاصرة تزين المكاتب.
كان الجهاز بتصميمه الانسيابي الأنيق، وخلوه من الزوايا الحادة، والألوان الزاهية التي كانت متاحة في مجموعة متنوعة (العنابي، الفراولة، اليوسفي، العنب، والليمون)، كلها عناصر جديدة ومبتكرة في عالم الكمبيوتر.
ولكن لم يكن الشكل الخارجي الجميل هو الميزة الوحيدة التي تميز”آي ماك” (iMac)، فقد اعتبر الجهاز نقلة نوعية في عالم التقنيات المستخدمة، فقد كان أول جهاز كمبيوتر شخصي ناجح تجاريًا يتخلى عن المنافذ القديمة والمزعجة مثل منفذ ADB ومحرك الأقراص المرنة، والتي كانت تعتبر أساسية في أي جهاز كمبيوتر في ذلك الوقت.
بدلاً من ذلك، اعتمد iMac على منفذ USB الجديد، والذي كان يعتبر في ذلك الحين تقنية حديثة وواعدة، وهذا القرار الجريء من آبل ساهم بشكل كبير في انتشار وتبني تقنية USB في جميع أنحاء العالم.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها شركة إزالة منافذ قديمة من أجهزتها، ولكن “آي ماك” كان مختلفًا، ففي ذلك الوقت، كان من الشائع أن تتعرض الشركات المنتجة لأجهزة الكمبيوتر لانتقادات لاذعة عند اتخاذها مثل هذه القرارات، ولكن “آي ماك” أثبت أن هذه الخطوة كانت صائبة، وأن المستخدمين على استعداد لتبني التقنيات الجديدة إذا ما قدمت لهم قيمة مضافة.
بالإضافة إلى التصميم المبتكر والتقنيات الحديثة، صدر “آي ماك” مع نظام تشغيل macOS 8.1، والذي يوفر تجربة مستخدم سلسة، كما تميز الجهاز بأداء قوي بفضل معالج PowerPC G3 وبطاقة الرسومات ATI Rage IIc.
اليوم، بعد مرور أكثر من عقدين من الزمن، لا يزال iMac G3 أيقونة في عالم التصميم، وقد ألهم العديد من الشركات المصنعة لأجهزة الكمبيوتر لابتكار تصميمات جديدة وجريئة.