Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

خسائر تريلونية لعظماء التكنولوجيا وسط مخاوف ركود اقتصادي وثمار ذكاء اصطناعي لم تنضج بعد

تحدد هوية شركات التكنولوجيا العملاقة وقيمتها، بواقعية مخططاتها الملموسة للمستقبل، ومدى ماتتمتع به من كفاءة معرفية وتشغيلية للوصول لأهدافها، فالأمر يتعلق بدايته ونهايته بالتكنولوجيا ومدى ثقة المستثمرين بها والذين في معظم الأحيان لاتكفيهم الوعود وإنما النتائج الحقيقية على أرض الواقع رغم أية تحديات، فتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي والميتا فيرس وانترنت الأشياء وغيرها بواقعية الأرقام ماهي إلا طريق لزيادة النمو في الإيرادات وتحقيق أرباح بمليارات الدولارات حتي ولو لم يسمع ضجيجها في الأسواق.

ويبدو أن هذه الفرضية تحققت خلال الأيام الماضية، بعد أسبوع حافل بتقارير نتائج أعمال شركات التكنولوجيا العملاقة المخيبة وتراجع كبير في القيمة السوقية لها بمعدلات لم تشهدها شركات التكنولوجيا الكبرى في وول ستريت منذ سنوات، والتي أثبتت بما لايدع مجال للشك بأن المستثمرين حول العالم تشككو بشكل أوبأخر بوعود الشركات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ومساره التصاعدي في قيادة نمو الشركات خلال الفترة المقبلة في ظل تباطؤ الأرباح، فقد أعلن 6 شركات من أصل 7 يطلق عليهم عظماء التكنولوجيا السبعة عن نتائج أعمالهم الفصلية للربع الثاني من 2024، والذي كشف عن تباطوء نمو الأرباح على أساس سنوي إلى نحو 30% في الربع الثاني، انخفاضاً من 50% في الربع الأول.

وكشفت وكالة بلومبرج في تقرير لها أن هذا المعدل سيتباطأ أكثر، إلى نحو 17% لتلك الشركات في الربع الثالث من العام الجاري والتي تشمل مايكروسوفت وميتا بلاتفورمز وأمازون وأبل والتي لا تزال تستثمر بكثافة في الذكاء الاصطناعي ، وذلك وفقا لعدد من الدوافع المؤثرة، سواء المتعلقة بالقطاع بشكل خاص، وأيضا التوترات الجيوسياسية ومدي تأثيرها على فقدان المستثمرين شهية الاستثمار في أسهم التكنولوجيا الكبرى وأيضا تشديد السياسة النقدية، وتحول مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى تسريع وتيرة رفع الفائدة لكبح التضخم، وسط توقعات بالمزيد من رفع الفائدة في الشهور المقبلة، الأمر الذي رفع من تكاليف التمويل، وحد من السيولة المتاحة للاستثمار، مما أثر على أسهم شركات التكنولوجيا.

وفي نفس السياق ألقت مخاوف الركود اﻻقتصادي في الولايات المتحدة أمس بظلالها على أسهم قطاع التكنولوجيا، حيث تكبدت خسائر حادة خلال تعاملات الإثنين، وتصدرت شركتا آبل وإنفيديا موجة بيع لأسهم قطاع التكنولوجيا، في ظل مخاوف الركود، وقرار شركة بيركشاير هاثاواي بخفض حصتها في “أبل” إلى نحو النصف، مما أدى إلى عرقلة مسيرة صعود استمرت شهورا في القطاع.

وتراجعت الأسهم عالية الأداء لشركات ألفابت المطورة لخدمات جوجل وأمازون وميتا ومايكروسوفت وتسلا ومن المتوقع أن تبدد خسائر أسهم الشركات السبع الكبرى أو العظماء السبعة ما يقرب من تريليون دولار من القيمة السوقية المجمعة للشركات.

وتشمل قائمة “العظماء السبعة” شركات (أبل، مايكروسوفت، ألفابت، أمازون، إنفيديا، ميتا، وتسلا).

وقبل أيام قليلة من نهاية شهر يوليو الماضي، تسببت عمليات بيع أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، بقيادة تسلا وألفابت، إلى محو تريليون دولار تقريبا من قيمة الأسهم الأمريكية، في أسوأ يوم لأسواق الأسهم منذ عام 2022، لتمثل الخسائر في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي ومؤشر ناسداك المركب الذي يعتمد على التكنولوجيا أسوأ أيامهما منذ الربع الرابع من عام 2022.

ومن بين المخاوف الرئيسية أيضا، كان الخوف من أن إنفاق شركات الحوسبة السحابية الرائدة للفوز في سباق الذكاء الاصطناعي ربما خرج عن السيطرة حيث من المتوقع أن تصل الاستثمارات إلى تريليون دولار في السنوات القادمة، فقد اتجهت الشركات التكنولوجية العملاقة، مثل مايكروسوفت، وأمازون وجوجل، إلى ضخ مليارات الدولارات في مشاريع الذكاء الاصطناعي، سعيًا لتحقيق الريادة في هذا المجال الواعد وتحقيق مكاسب طويلة الأجل.

النتائج

واجهت شركات التكنولوجيا العملاقة انخفاضا كبيرا في القيمة السوقية في شهر يوليو الماضي بسبب مخاوف الأرباح، في استجابة للنتائج الفصلية المخيبة للآمال والمخاوف بشأن التقييمات المرتفعة، مما دفع المستثمرين إلى تحويل تركيزهم بعيدا عن قطاع الذكاء الاصطناعي.

ففي النصف الأول من عام 2024، دفع المستثمرون أسهم التكنولوجيا إلى الارتفاع على أمل أن تعزز التطورات في الذكاء الاصطناعي الأرباح، لكن تقارير أرباح الربع الثاني أثارت مخاوف من أن الاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي أدى إلى تضخم التكاليف في مقابل مكاسب متواضعة.

حيث أعلنت كل من «أمازون» و«أبل» نتائجهما الفصلية المخيبة للآمال، الخميس الماضي، حيث فشلت الأولى في تحقيق إيرادات إيجابية، وأصدرت توقعات محبطة للمستثمرين، في حين أظهرت الثانية نمواً 5% فقط في الإيرادات.

وكانت نتائج «أبل» أقل إثارة للقلق؛ حيث تجاوزت الشركة تقديرات الأرباح والإيرادات، وأنهى سهمها التداولات بارتفاع طفيف يومي وأسبوعي، 0.69%، و1.16% على التوالي، لكن هذا جاء بعد انخفاض بأكثر من 5% في الأسبوعين السابقين، خاصة وأنها تمر بتوقيت حرج في ظل بيع الملياردير وارن بافت نصف حصته في الشركة.

بدورها، انخفضت أسهم شركة «مايكروسوفت» 4% الأسبوع الماضي، وبنسبة 10% خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. حيث أصدرت شركة التكنولوجيا العملاقة توقعات أضعف من المتوقع للربع الثالث، وفشلت في تحقيق النمو في قطاع سحابة «أزور» الذي تأثر بقيود السعة والضعف في بعض المناطق الجغرافية الأوروبية.

وتراجعت أسهم «ألفابت» 1.23% الأسبوع الماضي بعد انحدار 10% في الأسبوعين السابقين. وفي تقرير أرباحها، فشلت عائدات إعلانات «يوتيوب» للشركة في تجاوز التقديرات، وحققت فقط نمواً إجمالياً بنسبة 11%، وهذا أقل بكثير من منافستها «ميتا» التي توسعت بنسبة 22%.

وكانت «ميتا» أبرز المتوّجين بين مجموعة العمالقة، مع ارتفاع سهمها بنحو 4% الأسبوع الماضي بعد أن تفوقت الشركة على تقديرات «وول ستريت»، وأصدرت توقعات براقة للربع الحالي من العام.

وقال الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج، إن الاستثمارات الضخمة للشركة في الذكاء الاصطناعي تؤتي ثمارها، من خلال خلق إعلانات أكثر صلة، وتسهيل تصميم الحملات التسويقية للمسوقين. لكن حتى رغم الارتفاع الأخير، انخفض سهم الشركة على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية.

وأضاف: «أعتقد أن هناك الكثير من المنتجات والمزايا التي نعمل من خلالها على تحسين تجربة المستخدم على نطاق واسع، ومساعدة الأشخاص على إيجاد محتويات أفضل، وتعزيز فعالية تجارب الإعلان. إنه بالفعل عمل الذكاء الاصطناعي».

أما بخصوص الفائز الأكبر في طفرة الذكاء الاصطناعي «إنفيديا»، والتي لم تُعلن بعد نتائجها الفصلية، فقد انخفض سهم شركة معالجات الرسومات والشرائح بنسبة 17% خلال فترة الركود التي استمرت ثلاثة أسابيع في مؤشر «ناسداك»، ومع ذلك، لا يزال محلقاً بأكثر من 120% منذ مطلع 2024 وحتى الآن.

وتعتمد «إنفيديا» على إنفاق أقرانها من شركات التكنولوجيا الكبرى أثناء بنائهم البنية التحتية الخاصة بهم للذكاء الاصطناعي. ونظراً للارتفاع الهائل الذي شهدته أسهمها على مدار السنوات القليلة الماضية، فإن أي علامة على الانزلاق المحتمل يمكن أن يكون لها تأثير كبير في النمو.

وفي تايوان، أغلقت أسهم «تي إس إم سي» منخفضة بنسبة 5.9%. في حين تراجع سهم «سامسونج» في كوريا الجنوبية بأكثر من 4% مع نهاية الجلسة. ومعلومٌ أن «تي إس إم سي» هي أكبر شركة مصنعة للرقائق في العالم، والثانية أكبر شركة أشباه موصلات للذاكرة على مستوى العالم.

على الجانب الآخر من سوق أشباه الموصلات، هناك «إنتل»، التي كانت في السابق أكبر شركة لصناعة الرقائق في العالم، قبل أن تترك الساحة لمنافسيها في السنوات الأخيرة، وهي متأخرة كثيراً اليوم في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي. وفي ضوء ذلك، سجل سهم «إنتل» الجمعة، أسوأ يوم له على الإطلاق منذ 50 عاماً، مع انحسار فاق ال26%، ووصل إلى مستوى لم يحدث منذ عام 2013. بعد أن أعلنت الشركة فشلاً كبيراً في تحقيق الأرباح، وإعادة هيكلة ضخمة تتضمن التخلص من 15% من قوتها العاملة.

آدم سرحان
آدم سرحان

تفسيرات الخبراء

قال آدم سرحان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “50 بارك إنفستمنت”، أن التعليق الرئيسي على هذه النتائج هو أن المستثمرين دخلو في مرحلة البحث عن نتائج ملموسة، على تأثير الذكاء الاصطناعي على الإيرادات والإنتاجية، فما يشاهدونه حاليا هو تباطوء على المدى القصير والمتوسط، مادفعهم للانتقال بالفعل من الأسهم الكبيرة الموثوقة إلى قطاعات أصغر وأكثر مخاطرة في السوق لتقليل التعرض لشركات التكنولوجيا الكبرى.

وتراجع مؤشر “ناسداك 100” بفعل نتائج الأعمال، إلى جانب إشارة مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن خفض أسعار الفائدة في سبتمبر قد يكون مطروحاً للنقاش، فضلاً عن تقرير الوظائف الأضعف من المتوقع، وهرب المستثمرون من أسهم الذكاء الاصطناعي وأقبلوا على السندات، مما أدى إلى انخفاض عوائد سندات الخزانة.

وأشار إلى أن تقييمات شركات التكنولوجيا الكبرى أصبحت متخضمة جدا مما يمهد الطريق لها لثورة تصحيح، خاصة مع حالة الزخم التي شهدتها خلال السنوات الماضية، ماأخرجها من قيمتها الحقيقية وارتفاع أسمهما بشكل قياسي.

قال بيرنز ماكينلي، العضو المنتدب ومدير المحافظ الأول في “إن إف جيه إنفستمنت جروب” ، إن المستثمرين قلقون بالفعل بشأن المبالغة في تقييم أسهم قطاع التكنولوجيا، مما ساهم في ردود الفعل الحادة عندما جاء أداء الشركات الكبرى أقل من المتوقع.

وأضاف: “لقد ذكّرت بعض نتائج الأرباح التي صدرت على مدار الأسبوعين الماضيين المستثمرين بأن هناك الكثير من التوقعات المتضمنة في هذه التقييمات مبالغ فيها حقاً، غير أنه كانت هناك بعض النقاط المضيئة في الأسبوع والتي أشارت إلى أن تجارة الذكاء الاصطناعي لم تمت تماماً.

ورحب المستثمرون بنتائج “ميتا”، بما في ذلك تعليقات الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج التي أشارت إلى أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ساعد في تعزيز مبيعات الإعلانات المستهدفة. وحفزت “أدفانسد مايكرو ديفايسيز” موجة صعود في أسهم الرقائق بعد أن قدمت توقعات أرباح متفائلة.

جين مونستر
جين مونستر

وقال جين مونستر، العضو المنتدب لشركة “ديب ووتر أسيت مانجمنت”، عن زيادة الإنفاق الرأسمالي على الذكاء الاصطناعي: “في الأساس، ما تقوله الشركات هو أنها يجب أن تفعل هذا، وإذا لم تفعل، فقد تخاطر بأن تصبح مهمشةً في المستقبل”.

ونوه إلى أن رد الفعل الحاد في السوق لا يعني بالضرورة أن تجارة الذكاء الاصطناعي قد انتهت، وأوضح: “هذا ربما يشير إلى إعادة معايرة التوقعات. فنحن نشهد تحولاً من الضجيج المحض إلى الطلب على النتائج الملموسة”

منذ نهاية عام 2022، كانت الرواية إيجابية في الغالب لقطاع التكنولوجيا، مع تعافي الاقتصاد الأمريكي في أعقاب الوباء، وبناء الإثارة حول فرص النمو التي أشعلتها شطحات الذكاء الاصطناعي. وبموجب ذلك، ارتفع مؤشر «ناسداك» بنسبة 43% العام الماضي، وظل مرتفعاً بأكثر من 13% منذ مطلع 2024 وحتى الآن.

ولكن موسم الأرباح الماضي كان مخيباً للآمال، حيث أشارت بعض الشركات إلى نمو أضعف من المتوقع، وأثارت أخرى مخاوف من أن بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي قد يواجه بعض العقبات.

نيكولاس كولاس
نيكولاس كولاس

وقال نيكولاس كولاس، الباحث في  DataTrek، أن مديرو الصناديق الاستثمارية أرادو رؤية أرباح الذكاء الاصطناعي بصورة ملموسة، واحتاجت الشركات الكبرى إلى إظهار أمثلة ملموسة لنمو الأرباح لتبرير التوسع الكبير في الإنفاق، غير أن التوقعات تبدلت بالوصول إلى نقطة الانهيار، فكما فإن التوقعات كانت متقدمة كثيرا عن الواقع.

تابع “إن التقييمات الحالية تعني أن الأرباح سوف تتضاعف، بينما شركات مثل تسلا يتم تداول أسهمها على أساس الإيمان أكثر من الأساسيات.”

وأشار نيكولاس كولاس، إلى أن الإعتماد على الذكاء الاصطناعي كمسار رئيسي لنمو شركات التكنولوجيا ليس الرهان السليم خاصة وأن هناك صعوبات تواجه الأعمال والمجتمع والعالم في تطبيق الذكاء الاصطناعي بشكل سريع ، رغم مارأيناه من قدرته على إحداث الفارق في المجالات الطبية وفي تأثيره على زيادة الإنتاجية في المصانع وتحسين الجودة، إلا يتطلب الكثير من الانتباه إلى المعايير الأخلاقية والقانونية.

حجم الانفاق على الذكاء الاصطناعي

تنفق شركات التكنولوجيا الكبرى مبالغ طائلة على تقنياتها الخاصة وتستثمر استراتيجيًا في مشاريع الذكاء الاصطناعي الخارجية، حيث استثمرت مايكروسوفت 13 مليار دولار في OpenAI، على سبيل المثال.

كما استثمرت أمازون 4 مليارات دولار في شراكتها مع  Anthropic، التي ينافس روبوت الدردشة Claude الخاص بها تشات جي بي تي، كما استثمرت جوجل، التي تتنافس أيضًا مع OpenAI، حوالي 2 مليار دولار في Anthropic

وفي الوقت نفسه، استثمرت OpenAI نفسها في نصيبها العادل من الشركات الناشئة، بما في ذلك شركات الروبوتات البشرية FigureAI و1X Technologies، كما وضع الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان أموالاً في العديد من شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة في مجال الصحة، مثل Thrive AI Health.

الذكاء الاصطناعي

وتتمتع OpenAI بشراكة ملحوظة مع Apple لجلب ChatGPT إلى بعض منتجات Apple، على الرغم من عدم الكشف عن أي شروط مالية بشأن الصفقة.

وضعت جوجل نفسها كشركة تركز على الذكاء الاصطناعي أولاً وأصدرت مجموعة كبيرة من العروض على مدار الأشهر القليلة الماضية، على الرغم من أنها اضطرت إلى التراجع عن بعضها بسبب عدم الدقة، لكن المديرين التنفيذيين ظلوا غامضين إلى حد ما بشأن إنفاقها على الذكاء الاصطناعي في مكالمة أرباح الربع الثاني للشركة الأسبوع الماضي.

ولم يقدم المديرون التنفيذيون أي أرقام ثابتة حول استثمارات الشركة في الذكاء الاصطناعي لكنهم استمروا في التأكيد على أن طموحات الذكاء الاصطناعي ستنتج عوائد طويلة الأجل، وفي الوقت الحالي، ما نعرفه هو أن جوجل أنفقت 3 مليارات دولار لبناء وتوسيع مراكز البيانات الخاصة بها.

وقد تصل تكاليف تشغيل OpenAI إلى 8.5 مليار دولار هذا العام، وفقًا لـ The Information، وقد يكون هذا أكثر مما تستطيع الشركة الناشئة تحمله، مما يثير المخاوف بشأن ربحية الشركة – خاصة وأن منافسيها يقدمون إصدارات مجانية من برامج الدردشة الآلية الخاصة بهم.

وتتضمن التكاليف حوالي 4 مليارات دولار لاستئجار سعة الخادم من مايكروسوفت، و3 مليارات دولار لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي ببيانات جديدة، و1.5 مليون دولار لتكاليف العمالة، وفقًا للتقرير.

قال الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرج، إنه يخطط لشراء 350 ألف وحدة معالجة رسومية من إنفيديا بحلول نهاية عام 2024، مما يرفع مجموعة وحدات معالجة الرسوميات لدى ميتا إلى حوالي 600 ألف وحدة، وقدر المحللون أن الشركة العملاقة ربما أنفقت حوالي 18 مليار دولار بحلول نهاية عام 2024.

وفي أرباح الربع الثاني في 31 يوليو، قالت الشركة إنها تتوقع إنفاقًا رأسماليًا في نطاق 37 مليار دولار – 40 مليار دولار للعام، وهو أكثر من النطاق السابق الذي تراوح بين 35 مليار دولار و40 مليار دولار، وقالت أيضًا “نتوقع حاليًا نموًا كبيرًا في النفقات الرأسمالية في عام 2025 حيث نستثمر لدعم جهودنا في أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطوير المنتجات”.

وقال محلل في جي بي مورجان إن تكاليف الشركة، التي تغذيها إنفاقات الذكاء الاصطناعي، قد تصل إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2025، وفقًا لتقرير من كوارتز.

قال زوكربيرج إن التركيز الكبير هو “تحديد المقدار المناسب” من البنية التحتية لمستقبل الذكاء الاصطناعي. وقال إن ميتا تخطط لمجموعات الحوسبة ومراكز البيانات للسنوات العديدة القادمة، لكن من “الصعب التنبؤ” بكيفية نجاح ذلك.

في مكالمة أرباح الربع الأول، قال المدير المالي لشركة أبل لوكا مايستري إن الشركة أنفقت حوالي 100 مليار دولار على مدى السنوات الخمس الماضية على البحث والتطوير، لكنه لم يوضح مقدار ذلك الذي تم إنفاقه على الذكاء الاصطناعي وفقًا لتقرير من MarketWatch.

وفي مكالمة أرباح الربع الثالث يوم الخميس، كرر الرئيس التنفيذي تيم كوك نفس الرسالة وقال إن الشركة كانت تستثمر في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لسنوات.

تيم كوك

وأنفقت الشركة ما يزيد قليلاً عن 8 ملايين دولار في البحث والتطوير في الربع الثالث، وهو ما يزيد قليلاً عن المبلغ الذي أنفقته العام الماضي. قال الرئيس التنفيذي إننا نتوقع أن نرى زيادة “على أساس سنوي” في الإنفاق على الذكاء الاصطناعي.

من حيث نفقات رأس المال، أكد كوك على نهج الشركة “الهجين”، حيث تجمع بين العمل الداخلي والشراكات الخارجية – مثل تعاونها مع OpenAI.

كشفت المستندات المسربة في وقت سابق من هذا العام عن خطط شركة مايكروسوفت للحصول على 1.8 مليون شريحة ذكاء اصطناعي بحلول نهاية العام.

وزيادة خلال مكالمة أرباح الربع الرابع يوم الثلاثاء، قال المسؤولون التنفيذيون في Microsoft إن الإنفاق المرتبط بالذكاء الاصطناعي يشكل ما يقرب من 19 مليار دولار تم إنفاقها على النفقات الرأسمالية. كان ما يقرب من نصفها للبنية التحتية، وكان الإنفاق المتبقي المتعلق بالسحابة والذكاء الاصطناعي في الغالب لوحدات المعالجة المركزية ووحدات معالجة الرسومات.

وتعمل أمازون على روبوت محادثة بالذكاء الاصطناعي للتنافس مباشرة مع ChatGPT من OpenAI، والذي يسمى Metis، وكانت تحاول صنع رقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها للتنافس مع Nvidia، وإن كان ذلك بنجاح محدود.

وفي الوقت نفسه، تخطط لإنفاق ما يقرب من 150 مليار دولار في السنوات الخمس عشرة القادمة على مراكز البيانات، حسبما ذكرت بلومبرج، وتخطط أمازون أيضًا لاستثمار ما يصل إلى 230 مليون دولار في الشركات الناشئة التي تبني تطبيقات تعمل بالذكاء الاصطناعي.

إيلون ماسك

من جانبه قال إيلون ماسك في وقت سابق من هذا الشهر إن أحدث إصدار من روبوت الدردشة Grok من xAI سيتم تدريبه على 100000 جهاز H100. تساعد وحدات معالجة الرسوميات H100 من Nvidia في التعامل مع معالجة البيانات لنماذج اللغة الكبيرة، وتعد الرقائق مكونًا رئيسيًا في توسيع نطاق الذكاء الاصطناعي.

ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة وحدات معالجة الرسوميات ما بين 30 ألفًا و40 ألف دولار لكل منها، مما يعني أن شركة xAI تنفق ما بين 3 و4 مليارات دولار على رقائق الذكاء الاصطناعي.

ومن الجدير بالذكر أنه ليس من الواضح ما إذا كانت شركة Musk قد اشترت هذه الرقائق بشكل مباشر. ومن الممكن استئجار الحوسبة بواسطة وحدة معالجة الرسوميات من موفري الخدمات السحابية، وأفادت The Information في مايو أن شركة xAI كانت في مناقشات مع شركة Oracle حول استثمار بقيمة 10 مليارات دولار لاستئجار خوادم سحابية.