إذا كنت تعمل في مجال التسويق أو كنت تملك علامة تجارية في العام 2021، فليس كافيًا أن تحمي ماركتك وعلامتك التجارية في الحياة الواقعية. بل عليك تحصين أصولك عبر الإنترنت أيضًا. يخسر مسوّقو العلامات التجارية عملاء محتملين بشكل متزايد، كما تنخفض نسبة ولاء العملاء ومدى التقارب من العلامة التجارية، جرّاء المجرمين الإلكترونيين الذين ينتحلون هوية علامتهم التجارية بهدف الاحتيال على عملائهم الحاليين وأي عملاء محتملين.
تعرّضت بعض أهم العلامات التجارية حول العالم وفي منطقة الشرق الأوسط لهجمات غير مسبوقة في العام 2020. نتيجة للتحول الرقمي الذي أصبح واقعًا شائعًا، انتحل المجرمون السيبرانييون هوية العلامات التجارية الموثوقة بشكل متزايد، ضمن مجهود لسرقة معلومات العملاء والاحتيال عليهم.
ما هو حجم المشكلة؟
أصدرت Mimecast تقريرًا جديدًا بعنوان واقع حماية العلامات التجارية في العام 2021. يلقي التقرير الضوء على الارتفاع الكبير في الهجمات القائمة على انتحال هوية العلامة التجارية عبر الإنترنت والطريقة التي يمكن أن تستعين بها الشركات للدفاع عن نفسها. تستند البيانات إلى تحاليل حول حركة مرور البريد الإلكتروني الخاصة بعملاء Mimecast، بالإضافة إلى البيانات العامة.
يشير التقرير إلى أن 95% من الشركات في الإمارات العربية المتحدة تشعر بالقلق حيال المواقع الإلكترونية المزيّفة التي تقلّد علامتها التجارية، وأن 36% من الشركات شهدت ارتفاعًا في انتحال هوية العلامة التجارية عبر المواقع الإلكترونية المزيّفة.
إن أداة فحص الويب التي تقدّمها Mimecast للحماية من استغلال العلامات التجارية وجدت أن الشركات المدرجة ضمن قائمة BrandZ™ لأهم 100 علامة تجارية في العام 2020 قد شهدت ارتفاعًا في هجمات انتحال الهوية بنسبة 381%، وذلك ما بين شهرَي مايو ويونيو من العام 2020 مقارنة بشهرَي يناير وفبراير على التوالي.
في الاستطلاع الذي أجرته Mimecast حول حالة أمان البريد الإلكتروني للعام 2021، أبلغت نسبة 90% من الشركات في الإمارات العربية المتحدة أنها كشفت عن هجمة واحدة على الأقل متعلّقة بتزييف هوية الويب أو البريد الإلكتروني، من خلال استخدام مجالاتها أو مجالات مشابهة في السنة الماضية.وأفصحت نسبة 23% أنها كشفت عما يزيد عن 10 هجمات.ويقتصر هذا الرقم على الهجمات التي كانت على دراية بها فقط.
كذلك، أشار الاستطلاع إلى أن 94% من الشركات في الإمارات العربية المتحدة قلقة بشأن خطر تزييف مجال البريد الإلكتروني من قِبل جهات ضارة.ويُظهر التحليل الذكي للمخاطر لدى Mimecast عدد رسائل البريد الإلكتروني التي تهدف إلى انتحال هوية العلامة التجارية شهريًا والتي تم الكشف عنها أثناء إرسالها إلى عملاء Mimecast عالميًا. وقد ارتفع العدد عالميًا بنسبة 44% في العام 2020 مقارنة بالعام 2019، ليبلغ متوسطًا يصل إلى 27 مليون.النتيجة المؤسفة: بلغ معدل النقرات الشهرية الغير مقصودة فوق روابط ضارة نسبة 84.5% في العام 2020.
قد يتسبب تأثير استغلال العلامة التجارية بأضرار لا توصف، في وقت تعاني فيه الكثير من الشركات بسبب الوباء، كما قد يؤدّي أيضًا إلى فقدان الثقة وإلحاق الضرر بالسمعة.
تخسر العلامات التجارية الثقة والعملاء المحتملين جرّاء هجمات المجرمين السيبرانيين
إن فقدان الثقة مضرّ للغاية بسمعة العلامة التجارية (يظهر بحث Frost & Sullivan أن 48% من المشاركين في استطلاع الرأي توقّفوا عن استخدام خدمة عبر الإنترنت عندما تعرّضت لخرق بيانات)، إلا أن فقدان العملاء المحتملين يشكّل ضررًا ملموسًا أكثر.فكلّ نقرة من بريد إلكتروني مزيّف تنقلك إلى صفحة ويب مزيّفة قد تؤدّي إلى سرقة عميل محتمل.في الأبحاث التالية حول الثقة بالعلامة التجارية التي أجرتها Mimecast، صرّح 50% من العملاء الأوروبيين بأنهم سيتوقفون عن إنفاق المال على علامتهم التجارية المفضّلة في حال وقعوا ضحية هجمة تصيّد احتيالي.
كل العلامات التجارية عرضة للخطر
إذا كانت علامتك التجارية تتميّز بحضور عبر الإنترنت، فهي إذًا عرضة للخطر.في الفترة الممتدة من 1 أكتوبر 2020 إلى 31 يناير 2021، كشفت Mimecast عمّا يقارب 2.9 ملايين محاولة للتصيّد عبر البريد الإلكتروني لانتحال هوية أهم 100 علامة تجارية، أي ما يعادل 715,600 هجمة تقريبًا قائمة على التصيّد الاحتيالي عبر البريد الإلكتروني كل شهر.من جهتها، تواجه الشركات الأصغر حجمًا التداعيات المالية والتداعيات المتعلّقة بالسمعة جراء استغلال العلامة التجارية، وقد لا تكون مسلّحة بما يكفي لمعالجة المسألة.
لا تعي العلامات التجارية حجم المشكلة
في التقرير المعنون “حالة البريد الإلكتروني”، شهدت 40% من الشركات في العام الماضي ارتفاعًا في حجم رسائل البريد الإلكتروني المزيّفة والتي تسيء استخدام علامة الشركة التجارية؛ في حين لا تولي بعض الشركات الأخرى اهتمامًا كبيرًا لهذه المشكلة.ففي حين تشكّل هجمات انتحال العلامة التجارية واقعًا ملموسًا في الحياة الفعلية (من السهل أن يحدد المسوّقون السلع المقلّدة والعلامات التجارية وحقوق الطباعة والنشر)، يبقى انتحال هوية العلامة التجارية عبر الإنترنت مَخفيًا لحين البحث عنه بصورة استباقية.
هناك ثغرة واضحة في مجال سلامة العلامة التجارية
على الرغم من ارتفاع شدة هجمات انتحال هوية العلامة التجارية بشكل متزايد وقائمة التداعيات المحتملة المتزايدة، تبقى الكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة غافلة عن المخاطر التي تهدد العلامة التجارية.في الوقت نفسه، لا يكون بعض العملاء على دراية بالخطر ولا يكونون واثقين من الفحوصات التي يجب إجراؤها لتحديد شرعية البريد والموقع الإلكتروني.
من الضروري الاستعانة بخدمات مراقبة/حماية العلامة التجارية
لا بدّ من الاستعانة بالخدمات التي توفّر المراقبة لتحديد هجمات انتحال هوية العلامة التجارية، بما في ذلك، تقنيات حماية العلامة التجارية التابعة لجهات خارجية، وبروتوكول البريد الإلكتروني لمصادقة الرسائل وإعداد التقارير والتوافق المستند إلى المجال (DMARC)، وذلك لضمان سلامة العلامة التجارية عبر الإنترنت.فهي تسلّط الضوء على خطورة المشكلة وقد تساعد العلامات التجارية في الحدّ من مخاطرها بسرعة أكبر.
والخلاصة؟
انتحال هوية العلامة التجارية أمر خطير، إلا أن الشركات التي تعتمد التدابير الصحيحة وتزيد التعاون بين متخصصي التسويق والأمن السيبراني لتتمكّن من الصمود في وجه العاصفة. لقد حان وقت التصرّف الصحيح!
* كاتب المقال دواين نيكول يعمل خبيرا للأمن السيبراني لدى Mimecast، والمتخصصة في خدمات إدارة البريد الإلكتروني القائمة على الخدمات السحابية، بما في ذلك خدمات الأمان والأرشفة والحماية، ويقع مقرها بالمملكة المتحدة.