حوار| محمد مدحت: «تريدلاين» تطرح «آيفون 17» مع حزمة جديدة من المزايا للمستهلكين.. ومنظومة حوكمة استيراد الهواتف أعادت ضبط السوق المصري
في سوق كان يئن تحت وطأة التهريب والتقليد، وبين أجهزة مُجمعة مجهولة المصدر وأخرى بلا ضمان، برزت تريدلاين (Tradeline) بوصفها واحدة من أكبر سلاسل المتاجر الأكبر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمعتمدة من شركة آبل لبيع منتجاتها داخل مصر، لم تكتف بالصمود أمام الأزمات، بل قادت تحولًا جذريًا في السوق، مستفيدة من تطبيق منظومة جمركية جديدة أعادت الانضباط والشفافية.
في هذا الحوار، يكشف محمد مدحت، العضو المنتدب لشركة تريدلاين، كواليس هذه المرحلة المفصلية، ويحدثنا عن مستقبل الشركة، ودور المستهلك، ولماذا أصبحت القنوات الرسمية هي الخيار الوحيد الآمن أمام المستهلك المصري.
– من الفوضى إلى الانضباط: كيف غيّرت منظومة الحوكمة وجه السوق المصري –
كيف تصف تطورات سوق الهواتف في مصر خلال السنوات الماضية؟
منذ عام 2020، شهدت الرسوم الجمركية على الهواتف المحمولة طفرة غير مسبوقة، حيث تغيرت منظومة الضرائب والرسوم بشكل جذري. فبدلاً من 10% جمارك، و14% ضريبة قيمة مضافة، أضيفت رسوم جديدة شملت 5% رسوم اتصالات، و5% رسوم دمغة، مما رفع العبء الضريبي الإجمالي إلى نحو 38.5%. هذا التصعيد لم يكن خياراً سهلاً، بل جاء في إطار توجه استراتيجي نحو تعزيز منظومة الحوكمة وضبط السوق، رغم ما صاحب ذلك من تأخير في التنفيذ الفعلي.
مع ارتفاع الرسوم، اتسعت الفجوة السعرية بين السوق الرسمي والأسواق الموازية، ما أدى إلى تنامي ظاهرة التهريب بطرق متعددة. وبحلول عام 2022، ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية وتراجع قيمة الدولار، تعمّقت الأزمة. لم تُعتمد أجهزة آيفون 14 و15 رسمياً، ما جعل استيراد هواتف آبل مستحيلا عبر القنوات النظامية، وأدى إلى سيطرة شبه كاملة للسوق غير الرسمية.
أعتقد أن ذلك أثر حتى على التصنيع المحلي الذي كان قد انطلق بالفعل قبل الأزمة نظرا لانخفاض تكلفة التهريب فكان لابد من تدخل الجهات المعنية بتفعيل منظومة حوكمة استيراد الهواتف وهو ما تم بالفعل.
في ظل غياب الرقابة الفعالة، غزت السوق أجهزة مقلدة أو مجددة، بالإضافة إلى إكسسوارات “مضروبة” شكلت أكثر من 90% من المعروض. هذه المنتجات تسببت في أعطال كبيرة للمستخدمين، وكانت مقلدة بشكل يصعب اكتشافه حتى من المختصين، ما دفع الجهات المختصة إلى تنظيم دورات تدريبية للتعرف على هذه الأجهزة.
في تلك الفترة، انتعشت شبكات التهريب بشكل غير مسبوق، انتشار الأجهزة المهربة أدى لتشوهات في السوق وصبّت في مصلحة تجار السوق السوداء، حققوا منها أرباحا فلكية ساعدتهم في مزيد من الانتشار وتغطية احتياجات السوق في غياب شبه تام للمتاجر الرسمية.
هناك فترة كان بها بعض المشاكل في الجمارك على أجهزة آيفون، فما الذي حدث؟
عند بدء تطبيق منظومة الحوكمة الجديدة، كان يوجد بعض الاختلافات في التسعير بين ما يسدده المستورد الرسمي في المنافذ الجنركية وبين الضريبة المقررة على التطبيق الإلكتروني، ولكن القائمين على المنظومة سرعان ما تنبهوا للمشكلة وقاموا بتوحيد أنظمة التسعير، مما جعل البعض يعتقد وجود تعديل في التعريفة الجمركية وهو ما لم يحدث مطلقا.
لكن المنظومة احتاجت إلى وقت لتُثبت فاعليتها. ومع مرور الوقت، بدأت مؤشرات الانضباط تظهر تدريجياً، خاصة بعد تطبيق نظام رقمي يُرفع من خلاله الفواتير على النافذة الجمركية، ما ساهم في ضبط الأسعار، وتوحيد المعايير، وتقليل فرص التلاعب.
– محمد مدحت: السوق السوداء كانت تبتلع 99% من المبيعات –
وكيف ترى أبرز نتائج تطبيق المنظومة الجديدة؟
بمجرد بدء تطبيق منظومة الحوكمة، بدأ المهربون يشعرون بأنهم تحت الرصد، كأي جهة تعمل خارج إطار القانون. هذا الإحساس بالخطر أدى إلى انكماش الأسواق غير الرسمية بشكل ملحوظ، وخلق تحولًا حقيقيًا في سلوك المستهلكين والتجار على حدٍ سواء.
منذ اليوم الأول، لمسنا فرقًا واضحًا في الإقبال على شراء الأجهزة عبر القنوات الرسمية. بدأ المستهلك يدرك أن الهاتف المحمول أصبح خاضعًا لضريبة، وأن التعامل مع التاجر غير الرسمي قد يعرّضه لمشاكل قانونية أو تقنية. هذا الوعي الجديد دفع الكثيرين إلى تفضيل القنوات الشرعية، حتى وإن كانت التكلفة أعلى.
وفي الأسبوع الأخير قبل التطبيق الكامل للمنظومة، تم فتح وتفعيل آلاف الهواتف، وتم رصدها وإغلاقها، ما شكّل رسالة واضحة بأن الرقابة أصبحت فعالة. هذا الإجراء دفع المستهلكين للعودة إلى التجار، وفرض واقعًا جديدًا لا يسمح إلا بالتعامل عبر القنوات الشرعية.
إلى أي مدى انعكس ذلك على حجم المبيعات الرسمية؟
قبل تطبيق منظومة الحوكمة، كانت السوق شبه محتكرة من المهربين، إذ تجاوزت نسبة الأجهزة المهربة 99% من إجمالي المعروض. هذه الهيمنة لم تكن فقط تحدٍ تجاري، بل شكلت خطرًا مباشرًا على الاقتصاد الوطني، خاصة مع خروج كميات ضخمة من الدولارات بطرق غير شرعية، وهو ما أعتقد أنه أثر سلبا على توافر الدولار وارتفاع سعره في السوق الموازي.
لا تقتصر خطورة التهريب على ضياع الحصيلة الجمركية، بل تمتد إلى تهريب الأموال، وتفريغ السوق من أي شكل من أشكال الرقابة أو الضمان. فالمستهلك كان يجد نفسه أمام منتجات مقلدة أو مجمعة، لا تحمل مواصفات أصلية، ولا تخضع لأي نظام حماية أو صيانة. وعند حدوث مشكلة في الجهاز، لا يجد العميل جهة رسمية يلجأ إليها، لأن المهرب لا يقدم فواتير ولا يلتزم بأي ضمانات.
هذا الواقع دفع المستهلكين إلى البحث عن طرق لاكتشاف المنتج الأصلي، رغم أن هذه المسؤولية ليست عليهم، بل هي من صميم دور التاجر الذي يجب أن يتحرى جودة المنتج وشرعيته قبل طرحه في السوق. ومع تطبيق المنظومة، بدأ هذا التوازن يعود تدريجيًا، وبدأت السوق تستعيد شكلها الطبيعي، حيث أصبح التاجر الرسمي هو المرجع، والمستهلك أكثر وعيًا بحقوقه.
كيف تأثرت تريدلاين قبل تطبيق المنظومة؟
كانت فترة صعبة مصحوبة بتحديات قاسية، تكبّدت خلالها الشركات خسائر كبيرة، في ظل انخفاض حاد في المبيعات، مقابل استمرار المصروفات التشغيلية دون تغيير. ورغم الضغوط، لم يتم الاستغناء عن أي من العاملين في “تريدلاين”، في موقف يعكس التزامًا أخلاقيًا ومهنيًا تجاه فرق العمل.
لم نخفض العمالة، ولم نغلق سوى فرع واحد في الصعيد بسبب ارتفاع تكلفة الخدمات اللوجستية، وحافظت الشركة على وجودها واستقرارها في باقي المناطق. هذا التماسك خلال فترة الاضطراب هو ما مكّننا اليوم من العودة إلى العمل بكفاءة كاملة، مستفيدين من التجربة، ومؤمنين بأن الانضباط المؤسسي هو أساس الاستدامة.
– من مراكز الخدمة إلى Apple Premium Resellers: تريدلاين في أعلى درجات الاعتماد من آبل –
ما هي طبيعة تصنيف تريدلاين بالنسبة لشركة أبل من حيث البيع والخدمات؟
تشمل هذه التصنيفات مراكز الخدمة المعتمدة، وتخضع لإشراف مباشر من آبل وتقدم خدمات الصيانة والدعم الفني، وهناك منافذ بيع معتمد، وهي تبيع منتجات آبل ضمن مجموعة متنوعة من العلامات التجارية، وهناك منافذ متخصصة، تركز حصريًا على منتجات وإكسسوارات آبل، ولدينا منها 20 منفذًا.
أما أعلى درجات الاعتماد فهي “أبل بريميوم ريسيلر” (Apple Premium Resellers)، وتخضع لتصميم داخلي صارم من حيث الإضاءة، والأرضيات، والتجهيزات، جميعها تأتي من موردي آبل، وتتكفل الشركة بكامل تفاصيل المنفذ، ولدينا حاليًا 5 منافذ من هذا النوع.
ورغم توقفنا مؤقتًا عن التوسع خلال الأزمة، بدأنا مؤخرًا في استئناف خطط النمو، ونتعاقد حاليًا على افتتاح ثلاثة فروع جديدة حتى منتصف عام 2026. كما نستعد لإطلاق نوع جديد من الفروع المعتمدة من أبل بتصميم جديد من نوعه على السوق المصري.
ما الذي يجعل الشراء من القنوات الرسمية الخيار الأفضل؟
السوق غير الرسمي إذا التزم بالرسوم لن يكون أرخص، بل قد يكون أغلى. قانون حماية المستهلك يمنح المشترين من القنوات الرسمية حقوقًا تفوق حتى الشركات المصنعة. ومع إطلاق آيفون 17، سنقدم حزمة جديدة من المزايا للمستهلكين، وهو ما يفتقر إليه السوق الموازي وغير الرسمي.
لماذا تعتبر تريدلاين الخيار الأفضل للمستهلك؟
لأننا نقوم بتوفير المنتجات الأصلية دوما، بجانب أحدث المنتجات العالمية خاصة الهواتف الذكية من أبل، ونقدم للعميل برنامج حماية الشاشة التي تشكل أكبر مخاوف المستخدم بسبب ارتفاع قيمتها في حال تعرضها للكسر، كما نقدم برامج Tradeline Care المتنوعة والتي تتيح للعميل الحصول على دعم فني مجاني أو تمديد فترة الضمان، ونحرص في كل الفروع على حصول العميل على تجربة استخدام راقية حيث تحتوي معظم الفروع على Help Desk لتقديم المشورة الفنية في بداية وأثناء الاستخدام فيتمكن العميل من الحصول على تجربة حقيقيه تتيح له الاستفادة من كل إمكانيات أجهزته وهو هدفنا الرئيسي منذ تأسست الشركة.
– آيفون 17 يصل مصر: مزايا جديدة وتجربة استخدام راقية –
متى يبدأ الحجز والبيع الرسمي لهواتف “آيفون 17” عبر تريدلاين؟
يبدأ الحجز المسبق يوم الجمعة 19 سبتمبر، ويليه البيع الرسمي يوم 26 سبتمبر. الأولوية ستكون للحاجزين، أما الكمية المتبقية من الشحنة الأولى (إن وجدت) فستُطرح للبيع المباشر في الفروع. هذا الترتيب ليس استثناءً، بل هو نهج معتاد في إطلاق منتجات آبل من الفئة العليا، حيث تكون الطلبات المسبقة هي البوابة الأولى للحصول على الجهاز.
لماذا يعتقد البعض أن أسعار هواتف آيفون مبالغ فيها في السوق المصري؟
السبب الرئيسي يعود إلى الأجهزة التي تدخل البلاد بطرق غير شرعية. كل طرف في سلسلة التهريب يضيف هامش ربحه، مما يؤدي إلى تضخم السعر بشكل غير منطقي، خاصة في الفترة الأولى من الإطلاق، وحتى حدوث تشبع في السوق.
في تريدلاين، لا نتبع هذا النهج إطلاقًا. نحن نبدأ بسعر ثابت وعادل، وغالبًا لا يتغير، لأننا نعمل وفق منظومة قانونية شفافة، وتحت رقابة محاسبية دقيقة، وعندما تنظر إلى تسعير منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، وتضيف إليها التعريفات الجمركية والضرائب المطبقة لدينا في مصر، فسوف تجد سعر بيع هواتف “آيفون 17” في “تريدلاين” مناسب للغاية دون مبالغة، ونحن في “تريدلاين” لا نستطيع وضع تسعير مبالغ فيه أو هامش ربح يتعدى المستوى الطبيعي.
كيف تحدد تريدلاين أسعارها؟ وهل هناك رقابة على ذلك؟
تريدلاين تلتزم بتسعير منطقي ومنضبط، دون مبالغة أو تضخيم، هذا الانضباط يعزز ثقة المستهلك ويمنح العلامة التجارية قوة دفع حقيقية في السوق.
– من الخطأ مقارنة سعر هواتف آيفون في مصر بالولايات المتحدة الأمريكية –
وهل يمكن مقارنة سعر آيفون في أمريكا بسعره في مصر؟
لا يمكن الاعتماد على السعر الأمريكي كمرجع عالمي. على سبيل المثال، إذا كان سعر الهاتف في الولايات المتحدة 1100 دولار، فقد تجده في بريطانيا بسعر 1100 جنيه إسترليني، أي ما يعادل نحو 1400 دولار بسبب فرق سعر الصرف، وبالتالي لا يصح أن نحسب سعر الهاتف في مصر فقط بناءً على تحويل العملة، خاصة أن الإصدار الأمريكي غالبًا ما يكون الأقل تكلفة من بين الإصدارات العالمية. كما أن السعر في الولايات المتحدة الأمريكية يكون قبل احتساب الضريبة التي يتم تحديدها وفقا لكل ولاية.
وهل تختلف إصدارات آيفون بين أمريكا ومصر؟
نعم، والفرق ليس بسيطًا. الإصدار الأمريكي من “آيفون 16” كان يدعم فقط الشريحة الإلكترونية (eSIM)، بينما الإصدار المتاح في مصر يدعم أيضًا الشريحة التقليدية، وهي ميزة تقنية مهمة وتكلفة إضافية تؤخذ في الاعتبار عند التسعير.
ومع “آيفون 17″، تستمر هذه الميزة مما يمنح المستخدمين مرونة أكبر في الاستخدام.
وما الفرق بين الشراء من تريدلاين والشراء من السوق غير الرسمي؟
الشراء من تريدلاين يعني ضمان طويل المدى لمدة عامين وإمكانية الاستبدال في حال ظهور مشكلة. أما السوق السوداء، فلا يقدم أي من هذه المزايا، بل يعرض المستهلك لمخاطر فقدان الحقوق، وشراء أجهزة غير مطابقة للمواصفات المحلية. ومع “آيفون 17″، تقدم تريدلاين حزمة جديدة من المزايا الحصرية، لا تتوفر في السوق الموازي.
هل هناك ميزة تقنية إضافية في إصدارات تريدلاين من “آيفون 17″؟
نعم، الإصدارات لدينا تدعم كل من الشريحة التقليدية والشريحة الإلكترونية (eSIM)، وهي ميزة غير متوفرة في بعض الأسواق الأخرى بالمنطقة العربية، مما يمنح المستخدمين حرية أكبر في اختيار طريقة الاتصال.
– توسعات جديدة واستثمارات بـ80 مليون جنيه –
هل هناك توسعات قادمة في تريدلاين؟
نعم، استثماراتنا خلال الفترة المقبلة تصل إلى 80 مليون جنيه، تشمل افتتاح فروع جديدة وتوسعات في مبيعات الشركات. وهذا ليس جديدًا علينا، فنشاطنا الأساسي منذ أكثر من 32 عامًا كان في قطاع الشركات، قبل حتى ظهور مفهوم “آبل ستور” عالميًا، ولدينا تاريخ طويل وعلاقات راسخة مع شركات عالمية، ونفخر بأننا جزء من هذا المشهد منذ البداية.