حوار| مدير «سفير لتكنولوجيا الأبنية الذكية»: المنافسة عززت أهمية العقار الذكي.. والاستثمارات الأجنبية للتصنيع ضرورة
التوجه لإضافة الحلول الذكية للعقارات بمختلف أنواعها سواء كانت منازل ذكية أو إدارية أو تجارية أصبحت ضرورة لمسايرة الاتجاه العالمي والإقليمي، الأمر الذي أسهم في رفع الطلب على إنشاء المدن الذكية في مصر، لذلك أجرت FollowICT حوارا مع وائل رفعت المدير التنفيذي شركة سفير لتكنولوجيا الأبنية الذكية للحديث عن مستقبل دمج التكنولوجيا في العقارات وتغيرات السوق خلال الفترة الأخيرة.
في البداية.. حدثنا عن نشأة الشركة ومدى استيعاب لفكرة العقار الذكي؟
الشركة موجودة في السوق منذ 10 سنوات، ومرت بمراحل مختلفة، وخلال أول 3 سنوات من 2012 إلى 2015 كان السوق يمر بحالة ركود وتذبذب، وكانت الشركات العقارية ليست لديها رؤية واضحة للسوق وللاستثمارات.
وبدأت عملية النمو والتطوير تظهر جلية بداية من 2015 و2016 في السوق العقارية بوجه عام فضلا عن حركة ونشاط وزيادة وعي للاتجاه نحو المنازل الذكية.
ما هو العقار الذكي؟
هو عقار عقار يعتمد على مجموعة من الحلول لها علاقة بعنصر الأمان وغالبية الذين يتوجهوا إلى دمج التكنولوجيا يبدأ بنظام الأمان، فضلا عن حلول لأنظمة التحكم سواء تحكم في الإضاءة والستائر والتكيفات، وتوفير الطاقة، ومجموعة متطورة من الحول والأنظمة الخاصة بالترفيه، وذلك من خلال إضافة عناصر التحكم في الصوت والصورة والمسرح المنزلي وغيرها.
هل عدد الشركات التي تعمل في الحلول الذكية للعقارات كافية لحاجة السوق أم مازالت محدودة؟
خلال الخمسة سنوات الأخيرة دخل عدد كبير من هذه الشركات إلى السوق تزامنا مع الاتجاه العالمي والإقليمي والثورة نحو هذا التوجه، وأصبح الاستثمار في هذا القطاع واعد وسيكون له مستقبل أكبر خلال السنوات المقبلة.
والشركات الكبرى في هذا النشاط لا تتجاوز 10 شركات، لكن ظهر عدد كبير من الشركات الصغيرة وبعضها أتخذ هذا النشاط نشاطا تكميليا لنشاطها الأساسي، كما شهدت الفترة الأخيرة دخول عدد كبير من الشركات الصغيرة واختفت بعد وقت قصير.
هل كثرة عدد الشركات أسهم في زيادة الوعي بالعقار الذكي؟
بالطبع أسهم ذلك في زيادة الوعي خاصة أن هذه الشركات أخذت على عاتقها الترويج لمزايا العقار الذكي والحول التي تقدمها، وكيفية الاستفادة منها سواء في زيادة عنصر الأمان وتقليل تكلفة الطاقة، فضلا عن زيادة رفاهية الأفراد، وتقديم حلولًا لمشكلات تواجه الفرد.
ووجود العاصمة الإدارية والمدن الذكية والمدن الجديدة كلها تشترط وجود حلول ذكية سواء في توفير الطاقة أو التحكم والتأكيد على عنصر الأمان، وكل ذلك دعم فكرة أن التكنولوجيا أصبحت جزء لا يتجزأ من الإنشاءات التي تقام حاليًا سواء للأغراض السكنية أو الإدارية أو التجارية.
هل منتجات الحلول الذكية المستخدمة في المنازل والعقارات الذكية متوفرة في السوق؟
مازال الاعتماد على المنتج المستورد لعدم توفر بديل محلي؛ نظرا لاعتمادها على تكنولوجيا عالية، كما توجهنا إلى الاعتماد على توريداتنا من خلال شركة شنايدر إلكتريك لإمدادنا بالأجهزة التي تستوردها من مصانعها بالخارج.
ما الذي تحتاجه الشركات للتصنيع المحلي لأجهزة التحكم والمستخدمة في العقار الذكي؟
يوجد مساعي من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لجذب الخبرات الأجنبية، وضخ الاستثمارات في هذا القطاع من قبل المستثمرين المصريين والأجانب، وهذا التوجه سيعطي فرصة لتوفره محليا، وتقليل فاتورة الاستيراد.
التخوف من ارتفاع التكلفة حاجز أمام الأفراد والاعتماد على المنازل الذكية.. ما تكلفة إنشاء عقار ذكي؟
بالفعل يوجد كثير من العملاء يكون لديهم تخوف من مجرد السؤال عن كيفية الاستفادة من الحلول الذكية في المنازل اعتقادًا منهم بالارتفاع الكبير في التكلفة، لكن وجود منافسة كبيرة من قبل الشركات في هذا المجال خفض من هذه التكلفة وإتاحها بأسعار في متناول شريحة كبيرة من المستهلكين.
كما أتاحت الشركات فرصة أمام المستهلك للاعتماد على دمج التكنلوجيا على عدة مراحل ليكون في متناول إمكانياته المادية، وذلك من خلال تجهيز المنزل ليكون منزلا ذكيا ووضع الأساسات والكابلات، وبعدها يتم إدخالها على مراحل مقسمة على سنوات معينة.
هل الحلول الذكية مقتصرة على المنزل حديث الإنشاء فقط؟
التمتع بمزايا الحول الذكية في الإنشاءات لم يعد قاصرا على مد كابلات في المباني وعمليات تكسير، لكن أصبح بإمكان المنازل الساكنة بالفعل التمتع بها حتى بعد التشطيب، دون الاعتماد على الكابلات .
ما تكلفة إضافة الحلول التكنولوجية في المنازل؟
تختلف التكلفة حسب المساحة والمزايا التي ستضاف للمنزل، وتتراوح بين 200 و500 جنيها للمتر، ولكن عندما يتم احتسابها ضمن تكلفة التشطيب تتراوح بين 5 و7% من التكلفة وهي نسبة مقبولة مقارنة بالمزايا الكثيرة التي ستوفرها.
هل أثر فيروس كورونا على عملية التحول والاتجاه للمنازل الذكية؟
بالفعل لفيروس كورونا دورًا في زيادة الاعتماد على الحلول الذكية؛ تزامنا مع زيادة فترات البقاء في المنزل والتباعد الاجتماعي؛ لذا يسعى الأفراد لإضافة حلول للترفيه مثل أنظمة الصوتيات في المنازل وحدائق المنزل، ومسرح منزلي لخلق جو من الترفيه.
ولكن تفشي الفيروس أبطأ حركة الإنشاءات عمومًا خلال العام الماضي، ومن المتوقع انتعاش حركة الإنشاءات ثانية خلال الفترة المقبلة، وترجمة وعي الأفراد عن مزايا الحلول الذكية على أرض الواقع.
هل شركات التطوير العقاري تسير في الاتجاه الصحيح نحو دمج الحلول الذكية في الإنشاءات؟
المطورون العقاريون مازالوا ينظرون إليها على أنها تكلفة إضافية ومازال الاعتماد عليها بشكل محدود للغاية لكن يجب على الشركات احتسابها ضمن تكلفة الإنشاءات وعدم جعلها اختيارية للعميل بحيث تكون معممة على كل الوحدات بالمشروع وتجدول على الأقساط.
كم عدد المشروعات التي تعمل بها الشركة؟
الشركة تعمل على عدد يتراوح بين 30 و50 مشروع سنويا، متنوعة بين المشروعات السكنية بنحو 90% ونحو 10% إدارية، فيما نسعى لزيادة عدد المشروعات الإدارية خلال الفترة المقبلة.
ما المعوقات التي تواجه شركات الحلول الذكية؟
كانت تواجهنا مشكلات كثيرة في عملية استيراد الأجهزة والمعدات الخاصة بأنظمة التحكم والحلول الذكية في الورقيات والموافقات وكانت تؤثر على إلتزامنا نحو المشروعات، وتغلبنا على هذه المشكلة من خلال الاعتماد على الشركات العالمية مثل شنايدر إلكتريك في الاستيراد من خلالها منذ 2017.
وتواجه الشركات مشكلة وهي ندرة الفنيين المؤهلين والمدربين للاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في الإنشاءات، والتي ستطلب فنيين مدربين على التركيبات وعمليات الصيانة لها في المستقبل.
ما الجهة المنوط بها توفير العمالة الفنية المدربة؟
يجب أن يكون تطوير وتدريب العمالة من خلال تطوير التعليم الفني بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ لتشمل المناهج على دراسة هذه الأجهزة والتدريب عليها، وأنواع الكابلات وكيفية التعامل معها، ومدها، ليتواكب مع التوجه العام للمدن الذكية.