خلال الأشهر القليلة الماضية، احتدم الجدل حول الذكاء الاصطناعي خاصة بعد ظهور التطبيق الجديد “ChatGPT”، ومايمكن أن يفعله في مستقبل التوظيف على مستوى العالم، بعد توقعات سيطرته على العديد من القطاعات في المجالات الاستثمارية والخدمية في إطار بحث الشركات والمؤسسات عن أفضل السبل لتحسين عملياتها، وتبني حلول مبتكرة لخدمة عملائها خاصة في ظل ظروف اقتصادية فرضها الصراع الروسي الأوكراني على التصنيع والإمداد والتكاليف وغيرها من المؤشرات الاقتصادية التي أفرزت واقعا جديدا يحتاج تسريع جميع أنواع التحول الرقمي مقابل تهديد مباشر للتوظيف.
ولاشك أن عمليات تسريح الموظفين التي طالت العديد من الشركات العالمية خلال الفترة الماضية وعلى رأسها شركات التكنولوجيا العالمية، والتي سرحت أكثر من 150 ألف موظف خلال 2022، كانت هذه المعادلة التي ذكرناها حاضرة بقوة، وبسبب أيضا خليط من العوامل مفادها تحقيق تلك الشركات لخسارات كبيرة ومتتالية، بدأت مع جائحة كورونا وتعمقت في ظل الصراع الحالي، وذلك في خطوة مربكة بشأن مستقبل العمالة التقليدية في القطاع التكنولوجي، والعديد من قطاعات سوق العمل، ومايمكن أن تحدثه أيضا من تغير هيكلي في فرصة استقطاب وظائف بجودة معينة في قطاعات يراهن عليها الاقتصاد العالمي.
ووفقا لتقرير “بيزنس انسايدر”، فإن عملية تخفيض العمالة في العديد من الشركات العالمية لم يكن بالضرورة لتخفيض التكاليف كما يشاع نتيجة الركود العالمي، بل قابله إنفاق متنامي على الذكاء الاصطناعي والبرمجيات المبنية عليه، مشيرة إلى أنه وسط خطط شركة مايكروسوفت لتسريح ألالاف من العاملين قررت استثمار أكثر من 10 مليارات دولار في تطبيق الذكاء الاصطناعي”ChatGPT” ، مايوزاي إنفاق ما يعادل مليون دولار مقابل كل موظف تم الاستغناء عنه، كما تعمل العديد من الشركات العالمية العاملة في مجالات التكنولوجيا والسيارات والصناعة لضخ استثمارات في الذكاء الاصطناعي على حساب عمليات التوظيف.
الدولة المصرية، ليست بعيدة عن هذه المعطيات فهناك العديد من القطاعات في مصر تركز حاليا على تبني الذكاء الاصطناعي والابتكار مع توسعها في التعاون مع شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وعلى رأس القائمة قطاعات البنوك والعقارات والتجارة في ظل توجههم لتعزيز أعمالهم وتطويرها وتحييد العنصر البشري، كما أن هناك اعتمادا كبيرا من المشاريع القومية الرئيسية التي تتوسع فيها الدولة على الذكاء الاصطناعي وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة ومدن الجيل الرابع إلى جانب مشروعات البيانات العملاقة لربط كافة جهات الدولة.
مساهمة الذكاء الاصطناعي
حيث من المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بنسبة 7% في الناتج المحلي الإجمالي لمصر بحلول عام 2030، وفقا لبيانات مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، كما تعمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على رؤية لبناء صناعة ذكاء اصطناعي في مصر منذ عام 2019، وأنشأت المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي لوضع اللوائح الخاصة بهذا القطاع.
ووفقا لموقع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فإن استراتيجية الذكاء الاصطناعي لمصر ترتكز محاور تشمل الذكاء الاصطناعي من أجل الحكومة، والذكاء الاصطناعي من أجل التنمية، وبناء القدرات، والعلاقات الدولية، وهي محاور مفادها في النهاية العنصر البشري ومدى تمتعه بالإمكانيات اللازمة للموائمة مع قدرات الذكاء الاصطناعي.
فما هو مستقبل الوظائف في مصر أمام تطور الذكاء الاصطناعي وأخرها التطبيق الروبوتي ChatGPT، وهل المخاوف من تهديده للوظائف في محلها أم مبالغة وماهي أبرز الوظائف المهددة؟ وأبرز القطاعات التي يمكن أن يغزوها الذكاء الاصطناعي في مصر، وكيف يمكن التكيف الوظيفي مع هذا التطور سواءا من حيث المهارات أو التعلم؟
مسار للنمو
قال أحمد العدل خبير الذكاء الاصطناعي، أنه يجب تجاوز التخوف من الذكاء الاصطناعي، وتهديده للوظائف حيث أنه يمكن أن يكون مسارا لاقتصاديات الدول الناشئة كمصر خلال الفترة المقبلة، وأن يتم استخراج منه قيمة كبيرة أعلى من فقدان الوظائف ، حيث يمكن للعديد من القطاعات تحقيق نتائج أعمال متميزة بدمج الذكاء الاصطناعي وذلك على المستوي التشغيلي والتسويقي وأيضا التنبوء بمستقبل المؤسسات ، فالعديد من البنوك وشركات الاتصالات مثلا تعتمد حاليا على الذكاء الاصطناعي في تقييم عملائها والمخاطر المحتملة وهو مايؤهلها لتحقيق استدامة في اعمالها.
وأشار إلى أن مصر بشكل خاص يجب أن تكمل مسارها في الوقت الحالي بإنشاء صناعة ذكاء اصطناعي متكاملة، تمتلك كافة العناصر من مهارات وكفاءات بشرية ، وقدرات المؤسسات، والتكنولوجيا المستخدمة وأيضا التشريعات والأطر الحاكمة في ظل تداخل الذكاء الاصطناعي في العديد من الخدمات والقطاعات، مؤكدا على ضرورة توظيفه التوظيف الأمثل في الاقتصاد وأسواق العمل فالتكنولوجيات ليست “معلبة” تصلح لكافة الأغراض وإنما مايميزها أنها تعالج أزمة أو تطرح حلول أكثر تطورا.
ولفت أحمد العدل ، إلى أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفرز وظائف أكثر مما يهدد في مصر ، عبر خلق أنواع مختلفة من الوظائف والمهارات ، وأيضا عبر تعزيز قدرات الموارد البشرية المتواجدة بالشركات الخاصة والمؤسسات الحكومية، منوها إلى الاحتياج إلى تعظيم قدرات الأفراد بالتأهيل والتدريب على هذه التقنيات حيث تعدى مفهوم الذكاء الاصطناعي من تحليل البيانات واستخدامها إلى أنماط جديدة كفهم اللغة وتعزيز دورة الابتكاروالتنبوء
وأكد أحمد العدل، على أن تضمين الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية في مصر سيتوقف على مدى جاهزيتها الفنية والبشرية خاصة وأن الأهداف تشمل قطاعات الصناعة والرعاية الصحية والتصنيع والمدن الذكية ، وهو مايحتاج معه منظومة متكاملة بدايتها التعليم ومايفرزه من كوادر مؤهلة للعمل وفقا لأبجديات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، وأيضا تحديد أولويات الأدوار بناء على عدد الوظائف التي يحتاجها كل قطاع على حدة .
مخاوف الموظفين
وكشفت دراسة حديثة أجرتها شركة كاسبرسكي، أن 44% من الموظفين في مصر قد أبدو مخاوفهم من فقدان وظائفهم لصالح الروبوتات، وأفاد 25% منهم بأنهم على دراية عن حوادث أمن رقمي ارتبطت بالروبوتات والأنظمة المؤتمتة في مؤسساتهم، وأفاد المستطلعة آراؤهم في دراسة كاسبرسكي الحديثة، في أحيان كثيرة، بوجود مزايا نافعة لصحة الموظفين؛ إذ قال 66% إن الروبوتات تحرّر الموظفين من القيام بأعمال تتطلب مجهوداً بدنياً صعباً أو خطراً. وذكر 52% أن الروبوتات زادت من كفاءة عمليات الإنتاج وجلبت منافع اقتصادية للمؤسسات. وأعرب 40% عن اعتقادهم بأن الروبوتات أتاحت أمام الموظفين مزيداً من فرص التدريب على وظائف أهمّ وأعلى أجراً، فيما قال 37% إنها قللت من احتمالية وقوع حوادث بسبب العامل البشري.
ويرى الخبراء أن تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي قد يشكل خطراً على وجود العديد من الوظائف البشرية، ويمكن للتطبيق الروبوتي ChatGPT الذي أتيح في الآونة الأخيرة للاستخدام العام، إجراء محادثة متماسكة، وشرح المفاهيم العلمية المعقدة، وترجمة النصوص بين اللغات بطريقة فنية، وإجراء غير ذلك من المهام، بالطبع عدا عن الأنواع الأخرى من الروبوتات الموجودة بين الناس منذ سنوات، والتي تقوم بغسل السيارات وتوصيل الطلبات وفرز البضائع في المستودعات وتوصيل حبوب الدواء للمرضى وإنجاز عمليات التجميع في المصانع.
قال عماد الحفار رئيس الخبراء التقنيين لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى كاسبرسكي، إنه بينما يحذر بعض الأفراد والمؤسسات من الأتمتة ويمتنعون عن استخدامها، يرى غيرهم أن من المهمّ تكييف عملياتهم لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من أحدث التقنيات، مشيراً إلى أن باحثين هما بيلي ريوس وجوناثان بوتس، أوضحا في مؤتمر “بلاك هات” في عام 2017، كيفية اختراق نظام آلي لغسل السيارات، وبيّنا التهديد الذي تمثله واقعة كهذه على البشر.
وأضاف: درس الباحثان نظام غسل السيارات PDQ LaserWash المتصل بالإنترنت، ووجدا طريقة لاختراقه، بل أظهرا أن بالإمكان إغلاق باب مرآب الغسل على السيارة أثناء وجودها داخله، الأمر الذي قد يعرّض حياة سائقها للخطر”.
ودعا الحفار، مختلف المؤسسات حول العالم إلى التعرف على السبل الكفيلة بجعل حلول الأتمتة أكثر أماناً وفاعلية لتلبية احتياجات الأعمال، نظراً لأن التوجه نحو المزيد من رقمنة الأعمال “أمر لا بدّ منه”.
من جانبه أكد الدكتور عصام الجوهري أستاذ نظم المعلومات والتحول الرقمي، إنه فيما يتعلق بالقطاع الحكومي فهو بعيد كل البعد عن فقد الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي، إذ أنه من الصعب التعامل مع العديد من الإدارات من خلال تلك التقنيات، كما أن القطاع بعيد عن تكنولوجيا المعلومات، وهناك لوائح وقوانين تنص على وجود بشر في تلك الوظائف.
وأشار إلى أنه فيما يتعلق بالقطاع الخاص فيمكن وبشكل نادر أن تحل الآلات محل البشر في أجزاء من الأعمال الخطرة، مثل قطاعات التعدين والبترول، فالمجالات التي بها مخاطرة أو high Tech سيكون هناك استخدام لأدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل نادر، وهناك بعض القطاعات التي ستستخدم تلك التقنيات كإضافة وليس استبدال موظفين، ومنها البنوك أو مجال التجارة الإلكترونية، ففكرة الاستبدال قليلة، وذلك بسبب غلاء تلك التقنيات.
مستقبل الوظائف
ولفت الدكتور عصام الجوهري، أن مستقبل الوظائف في العالم يتغير، وذلك باستحداث وظائف جديدة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، منها علم البيانات على سبيل المثال، فهناك وظائف جديدة بالطبع، ولذلك على الدولة أن توفر برامج وفرص تدريبية للشباب لتعلم تلك التقنيات، كما أن الشباب أنفسهم عليهم أن يطوروا من مهاراتهم حتى في حالة عملهم في وظائف تقليدية، فيجب أن يمتلكوا المهارات التي تجعلهم قادرين على المنافسة في سوق العمل.
وذكر، إن إمكانات «ChatGPT» لا يمكن حصرها، فهو يستخدم في الكتابة وعمليات البرمجة وتعلم كيفية إصلاح السيارات، ويمكن استخدامه في كتابة تعليمات برمجية واضحة لعمليات الاختراق ، وهو مجرد بداية لما يمكن أن يكون مسارا متطورا للذكاء الاصطناعي وأنماطه القادمة خلال الفترة المقبلة، وهو مايتطلب معه الوعي بما يحدث والاستعداد على مستوى منظومات التعليم والتدريب وسياسات العمل، مشيرا إلى أنه أيضا مع ظهور التكنولوجيا المالية والانتشار الواسع لخدمات الاتصالات، تبحث الشركات عن أفضل السبل لتحسين العمليات والتوصل إلى حلول مبتكرة لخدمة العملاء.
أحمد أباظة، الشريك المؤسس لشركة Synapse Analytics ، أكد على أن الذكاء الاصطناعي سوف يؤثر على سوق العمل بالتأكيد في مصر وغيرها من الدول، ولكنه سيخلق فرصا جديدة وسيميت فرص موجودة، وهذه حقيقة ستحدث، وهناك كتاب يقول إن قوة الذكاء الاصطناعي ستصل إلى قوة السلاح النووي، فهناك سباق تسلح بالذكاء الاصطناعي، ويجب أن نكون متواجدين في هذا السباق.
وأشار إلى أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعمل حاليا عبر الكثير من المبادرات على تأهيل الكوادر وتجهيز الدولة لتشغيل الخوارزميات على مستوى الجمهورية، وهو مايشير إلى أن المستقبل جيد، لكننا مازلنا بعيدون عن دول عديدة، خاصة وأن الكثيرين قد سيقونا في هذا المجال ارتكازا على المعرفة التكنولوجية السابقة التي شكلت أرضا خصبة لنمو تكنولوجيا الذكاء الاصنطاعي واندماجها في اقتصاديتها.
ولفت أحمد أباظة إلى أن هناك شركات ناشئة عديدة في مصر تعمل حاليا في مجال الذكاء الاصطناعي وتحاول الاستفادة من التجارب العالمية للخروج بتقنيات جديدة تساهم في حل مشكلاتنا ومايحتاج له بالفعل القطاعات الاقتصادية المختلفة.
وأكد على أنه لنجاح الرهان على الذكاء الاصطناعي فإننا نحتاج إلى التعاون بين الشركات والحكومة والجامعات، ويكون هناك معامل وتعاون كلي، ونعمل على بناء بيئة عمل كاملة، لكي يكون لدينا بصمة، وننافس العالم الذي يجري بسرعة في هذا المجال، مؤكدا على أن هناك فرصا واعدة لأن التكنولوجيا مازالت في بدايتها.
توظيف التقنية
من جانبه قال رائد الأعمال محمد أبو الغيط، مؤسس شركة «Techie Matter» لتوظيف المواهب التقنية: يجب على الموظفين إدراك أن معظم الأعمال التي يقومون بها سيتم تنفيذها بشكل أسرع من خلال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث إن نسبة الخطأ ستقل بل وفي بعض الأحيان ستكون نسبة احتمال حدوثها “صفر”.
تابع “بدلا من وجود موظف مسئول عن ختم الأوراق ثم هناك موظف مسئول عن استلامها ستختصر التكنولوجيا كل ذلك، كما أن هدف أي مؤسسة تقلل خسائر والمصروفات وزيادة الأرباح، فإذا كانت المؤسسة لديها 20 موظفا يمكن أن ينخفض عددهم من خلال الاعتماد على التكنولوجيا، وهذا سيحدث من خلال طريقتين، فإذا كانت مؤسسة حكومية ستنتظر بلوغ الموظف سن المعاش مع عدم تعيين آخر مكانه، وإذا كانت مؤسسة خاصة فسيتم إخطار الموظف بالاستغناء عنه خلال فترة معينة.
وأشار محمد أبو الغيط ، إلى أنه من يخش من مستقبل وظيفته بسبب التكنولوجيا هو الموظف الذي يقدم إضافة قليلة في عمله ولا يقدم قيمة حقيقية، ولكن إذا كان هناك صانع محتوى على سبيل المثال ووجد أن ChatGPT يهدد مصدر دخله، فيمكن أن يفكر في توظيف تلك التقنية في عمله، ولذلك يجب أن نفكر في أن التكنولوجيا هي أداة يمكن توظيفها لمساعدتنا، فالخائفون من الذكاء الاصطناعي ليس لديهم قدر كاف من المعلومات لتوظيف تلك التقنيات.
أما عن أبرز الوظائف المهددة فيقول أبو الغيط: معظم الوظائف التي تقدم أعمال يدوية العمالة فيها ستتأثر، ففي مخازن أمازون تم استبدال العديد من العمال بالروبوتات، كما أن شركة IBM طورت نظاما للمحامين للمساعدة في القضايا، فهذا يمكن أن يقلل من عدد الناس الذين يعملون في المحاكم، هذا بجانب خدمة العملاء ومبرمجي الكمبيوتر، وفي البنوك سيقل عدد موظفي خدمة ودعم العملاء، أما الوظائف الناجية فتتركز على أعمال لها علاقة بالتكنولوجيا مثل السوفت وير أو التعلم الآلي، وأشياء لها علاقة بالتعامل مع البشر، مثل الطبيب النفسي، بجانب الموارد البشرية، ولن يتم استبدال القيادة بالذكاء الاصطناعي، فلا أستطيع التفكير استبدال الرئيس التنفيذي للشركة أو مدير المبيعات بالذكاء الاصطناعي.
وهناك بعض الإحصائيات التي تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي، سيلغي 75 مليون وظيفة على مدار المستقبل كله، في المقابل تتوقع بعض الإحصائيات الأخرى، بأنه سيوفر 130 مليون وظيفة جديد.
وظائف مهددة
على جانب آخر كشفت مجلة “فوربس” الأمريكية في تقرير لها، أن ثمة خمس وظائف في العالم سيداهمها “الذكاء الصناعي” خلال السنوات العشر المقبلة، وقد يجد العاملون بها أنفسهم بلا وظائف ويتحولون إلى صفوف العاطلين عن العمل قريباً.
وأضاف التقرير أن الذكاء الاصطناعي حقق نجاحاً كبيراً في العديد من المجالات، حيث تروّج الشركات الناشئة للقدرة على توظيفه في كل صناعة يمكن تخيلها تقريبا، كما أن الذكاء الاصطناعي أصبح موجوداً في كل مكان الآن تقريباً، بعد أن كانت شعبيته وأهميته تتزايد ببطء في السابق، لكنه بدأ يشهد انتشاراً واسعاً في الآونة الأخيرة وفي مختلف المجالات.
وأوضحت فوربس أن الموظفين المهددين هم عمال المصانع، إذ تم استخدام الروبوتات في العديد من عمليات التصنيع، ووظيفة “السُعاة” أيضا، حيث كانت شركة “أمازون” العملاقة حريصة على دفع عمليات التغليف والنقل الداخلي نحو الأتمتة، واستخدمت الروبوتات والذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، ويعتبر تسليم الطرود أحد قطاعات الاقتصاد التي ازدهرت تماشياً مع الزيادة المستمرة في البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، إلا أنها تتجه حالياً نحو الأتمتة.
ومن تلك الوظائف أيضا تحليل الاستثمار، إذ أن العالم يتجه لاستبدال هذا النوع من الوظائف بالتطبيقات المحوسبة التي تعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، كما أن خدمة العملاء أيضا مهددة بالاندثار، بعد أن أصبح هناك توجه لاستخدام روبوتات المحادثة على نطاق واسع في مجال خدمة العملاء، وأخيرا مجال الحراسة، حيث من المحتمل أن نرى استبدال المزيد من أدوار أفراد الأمن التقليديين بالذكاء الاصطناعي.
الروبوت
من جهته، قال خبير الذكاء الاصطناعي، ورئيس الهندسة الاجتماعية في Ultima، ريتشارد ديفير، إن «ChatGPT» يمكن أن يحل محل 20% من الوظائف بوضعه الحالي في غضون 5 سنوات فقط، وأضاف أنه ليس بالضرورة أن يكون التطور في الروبوتات لتحل محل البشر في وظائفهم، ولكن امتلاك الإنسان روبوت بتلك القدرات سيمثل علامة فارقة في حياته، كما أن استبدال البشر بالروبوتات لن يكون عملية تلقائية، ولكن ستضرب الموجة الأفراد الأقل خبرة الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي لتعمل عنهم في مهامهم اليومية.
وأكد أن العمل على الروبوت ما زال في المراحل الأولى، قائلاً: «أخشى أن أفكر فيما يمكن أن نتوقع أن يفعله متخصص في الذكاء الاصطناعي بالقوى العاملة».
وتُقدم العديد من الشركات حلول الذكاء الاصطناعي التي يمكنها كتابة نصوص مجانية غير محدودة باستخدام الذكاء الاصطناعي مثل تطبيق «Jounce AI»، وتصفها كحلول للمساعدة في الوظائف البشرية.
واعتمدت منظمة «Do Not Pay»، روبوت «ChatGPT» للدفاع عن الأفراد في المحكمة ضد غرامات المرور، في حين تمكّن الروبوت في المملكة المتحدة من تأمين مكان في قائمة مختصرة لمقابلة عمل وهي مرحلة من التوظيف لا يتمكن من الوصول إليها إلا 20% من المتقدمين فقط.
وتستخدم شركة «Twig» المالية، الروبوت الجديد في مجموعة من وظائفها في قطاعات التمويل والتسويق بجانب بعض الأقسام الأخرى.