تنتظر شركة هواوي العملاق الصيني في عالم الاتصالات والتكنولوجيا، نتائج الانتخابات الأمريكية التي تبدأ خلال ساعات بفارغ الصبر، حيث تعد ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسوأ بالنسبة للشركات الصينية عموما والتجارة البينية بين البلدين وشركات التكنولوجيا وفي مقدمتهم هواوي على وجه الخصوص.
ورغم أن شركة هواوي لم تعلن موقفها أو تمنياتها في الانتخابات الأمريكية التي تدور بين المرشح جو بايدن، والرئيس الحالي دونالد ترامب، إلا أنها في داخلها تتمنى فوز الأول والتخلص من الكابوس الذي تعيشه نتيجة القرارت التي أصدرها الرئيس ترامب، بتضييق الخناق على الشركة بفرعيها (موبايل، وشبكات).
وضغطت الولايات المتحدة على حلفائها من الدول لتجنب المعدات من شركة هواوي، ومنعت العشرات من شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى من شراء قطع غيار أمريكية، وفرضت كذلك حظرًا ضد تيك توك من بايت دانس و (WeChat) من تينسنت.
ومع اقتراب لحظات التصويت التي تنطلق ظهر اليوم الثلاثاء، يتطلع مئات الملايين داخل وخارج الولايات المتحدة لمعرفة رئيس البيت الأبيض في السنوات الأربع المقبلة.
ومع تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين إلى أسوأ حالاتها منذ عقود، دفعت واشنطن الحكومات في جميع أنحاء العالم للضغط على هواوي، بحجة أنها ستسلم البيانات إلى الحكومة الصينية بتهمة التجسس، وتنفي هواوي أنها تتجسس لصالح الصين.
ولم تتأثر هواوي بمقاطعة أمريكا فقط، حيث أعلنت مجموعة من شركات المحمول بدول أوروبية عدم اعتمادها مستقبلا على تكنولوجيا هواوي في شبكات الجيل الخامس، وكانت في مقدمتها بريطانيا، ولحقتها إيطاليا وبلجيكا وغيرها، ما دفع شركات متنافسة لأن تدخل بعض الدول وتحصد حصص العملاق الصيني في مجالي الشبكات والهواتف الذكية.
ومنعت إدارة ترامب الشركات الأمريكية من إمداد هواوي بالمعدات، وفي مقدمتهم شركة جوجل المالكة لنظام التشغيل الأشهر للهواتف الذكية، أندرويد، بالاضافة لشركة كوالكوم للمعالجات والتى كانت تمد هواوى بالمعالجات مما حرم الشركة من مصدر قوتها في هواتف موثوق بها بإمكانات عالية في السوق.
واعتبرت أمريكا شركة هواوى خطرا على الأمن القومى وتم إدرجها في القائمة السوداء بعد انهيار محادثات تجارية بين واشنطن وبكين، ومن بعدها تزايد الضغوط الأمريكية على أوروبا للاستعانة بمنافسى هواوى، وبالفعل استعانة عدد من الدول الأوروبية وعلى رأسها بريطانيا في التعاون مع عدد من الشركات اليابانية والكورية الجنوبية مثل شركات NEC و سامسونج في تكملة البنى التحتية والإنتهاء من 5G.
وبسبب التضييقات الأمريكية، تراجعت شركة هواوي للهواتف الذكية للمركز الثاني بعدما كانت في الصدارة لفترة مؤقتة قبل اشتعال الأزمة، ووفقًا لتقرير شركة الأبحاث Counter Point، تمكنت سامسونج من رفع حصتها السوقية إلى 22% مع نهاية شهر أغسطس الماضي لتتصدر المشهد، فيما تراجعت حصة هواوي من 21% بنهاية شهر أبريل الماضي إلى 16% بنهاية أغسطس، لتعود للمركز الثاني في قائمة الشركات.