أحمد أباظة: «Synapse Analytics» تساعد الشركات على تبنّي الذكاء الاصطناعي وتقدم خدماتها في 5 أسواق عالمية
أصبح هناك العديد من الدعوات على مستوى العالم وفي منطقتنا لدعم الشركات الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، بعد أن ابتعد المستثمرون عن الاستثمار فيها خلال الفترة الماضية، حيث ركزوا على قطاعات أخرى، ولكن بعد أن لفتت بعض الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي الأنظار إليها خلال الفترة الماضية، يعود التوجه إلى دعمها والاستثمار في الشركات المميزة منها.
ولدينا تجربة مهمة من خلال شركة Synapse Analytics، والتي انطلقت من مصر إلى 5 أسواق عالمية منذ نشأتها في 2018، حيث تقدم خدماتها في أسواق أمريكا وسويسرا والمكسيك والهند والخليج، وتهدف لبناء الثقة بين الذكاء الاصطناعي والشركات التي تحاول تبني التعلم الآلي في عملياتها، وقد تم اختيارها ضمن أفضل 100 شركة عربية اختارها منتدى دافوس الاقتصادي في 2019، ونجحت العام الماضي في جمع 2 مليون دولار في جولة تمويلية، لتكتب قصة نجاح ملهمة.
مؤسس الشركة أحمد أباظة تحدث في حوار خاص مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT عن بداية الشركة وما تقدمه وخططها المستقبلية وتحديات سوق الذكاء الاصطناعي في مصر.
إلى نص الحوار ..
لماذا اخترت مجال الذكاء الاصطناعي لإطلاق شركتك الناشئة؟
طوال عمري أحب الذكاء الاصطناعي وكان لديّ فضولا حوله، عندما كنت ألعب ألعاب الفيديو، وقررت أني في يوم من الأيام سأعمل في هذا المجال، ويكون لديّ شركة تقدم خدمات في هذا القطاع، وهو ما نفذته في 2018 مع شريكي جلال البشبيشي، بعد أن وجدنا أن للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على جميع الصناعات، من المساعدة في تحسين تجارب العملاء، إلى تقليل الهدر، كما يساعد الذكاء الاصطناعي الشركات على التوسع والمنافسة في مواجهة التحديات.
وما الذي تقدمه شركة Synapse Analytics؟
نساعد الشركات على تبنّي الذكاء الاصطناعي من خلال مجموعة متنوعة من المنتجات، والاستفادة من فرص التحول الرقمي، لبناء ميزة تنافسية مستدامة في أسواقها، كما تقوم الشركة ببناء تحليلات وصفية وتنبؤية وتعليمية، لمساعدة الشركات على اتخاذ أفضل القرارات لتحقيق أفضل نتائج الأعمال، وتستخدم الشركة طرقا مبتكرة وتقنيات فعالة من حيث التكلفة، فأي مؤسسة لديها عمليات تسويق أو تصنيع أو تبيع أي منتج وعندها خدمة يمكن أن تتبنى الذكاء الاصطناعي، بداية من وضع الاستراتيجية، فنفهمهم كيف يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يساعدهم في تقديم الخدمات المناسبة للعملاء، ونقدم تكنولوجيا متخصصة في التعلم الآلي، والمشكلة في تشغيل الذكاء الاصطناعي ومراقبته أن يعمل بشكل مضبوط وتكون تنبؤاته مضبوطة، وهو ما نقوم به.
هناك دائما خوف من مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الموظفين فكيف ترى ذلك؟
بالتأكيد الذكاء الاصطناعي سوف يؤثر على سوق العمل، ولكنه سيخلق فرصا جديدة وتموت فرص موجودة، هذه حقيقة ستحدث، ولا يمكن أن نبتعد عن هذا المجال لأنه سيؤثر على سوق العمل، فهناك كتاب يقول إن قوة الذكاء الاصطناعي ستصل إلى قوة السلاح النووي، فهناك سباق تسلح بالذكاء الاصطناعي، ويجب أن نكون متواجدين في هذا السباق.
ولكن ألم تقلق من أن هذا المجال غير جاذب للاستثمار في منطقتنا؟
هذا صحيح، والابتكار الخاص بنا هو سوفت وير، والمعتاد في المنطقة هو أن الابتكار يكون في تطبيق التكنولوجيا لكن ليس في صلب السوفت وير، وقد واجهنا صعوبات في الوصول إلى المستثمرين، والشركات عندنا لديها عقدة الخواجة في مسألة السوفت وير، فيمكن أن تطلب أي شركة شراء منتج محلي بأقل مقابل مادي ولكن يتم دفع أموال أكبر في منتج خاص بشركة أجنبية، فهذا يخيف المستثمرين، وأخذنا وقتا كبيرا من أجل إقناع المستثمرين، وتم رفضنا كثيرا، إلى أن وجدنا مستثمرين تفهمونا جدا وصدّقوا رؤيتنا ومنتجنا.
وما الذي فعلتموه بعد رفض المستثمرين لمنتجكم في البداية؟
لم نفكر أبدا في تغيير ما نقوم به أو نبتعد عن هذا المجال، لأننا كنا نرى إلى أين سيذهب مستقبل التكنولوجيا، وأن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستغير العالم، مثلما يحدث الآن مع تقنية Chat GPT، والتي أرى أن العالم بعدها مختلف عن قبلها، فلم نفكر أبدا أن نعمل في مجال مختلف، وركزنا على منتجنا، والحمد لله نعمل في 5 أسواق مختلفة خارج مصر، ونعمل مع شركات كبيرة لديها قابلية كبيرة لتبني الذكاء الاصطناعي، وذلك في أسواق أمريكا وسويسرا والمكسيك والهند والخليج.
ألم تفكروا في الخروج من مصر والانتقال إلى تلك الأسواق؟
لا حاليا نعمل من داخل مصر، ولدينا خطة لافتتاح فروع أخرى في أسواق أخرى، ولكن بجانب تواجدنا في مصر.
وما الذي اعتمدتم عليه لجذب 2 مليون دولار استثمارات؟
اعتمدنا على التكنولوجيا التي نقدمها، والملكية الفكرية الخاصة بنا، واعتمدنا على الاحتياج الموجود في السوق، فهناك تقرير يفيد بأن 87% من مشاريع الذكاء الاصطناعي تفشل، ونحن نقدم تقنية تتأكد من أن الذكاء الاصطناعي يعمل بطريقة مضبوطة، فالسوق كبير في كل مكان في العالم، كما اعتمدنا على المشاريع التي نفذناها، وهي مشاريع كبيرة مع شركات عالمية، وهناك شركة عالمية كان أول تطبيق للذكاء الاصطناعي لديها من تنفيذ شركتنا، فكل ذلك أعطانا مصداقية، وكان عمرو عوض الله أحد هؤلاء المستثمرين الذين وضعوا أموالهم معنا ومتواجد معنا في مجلس الإدارة.
وما هي أبرز التحديات الأخرى التي واجهتكم؟
هناك تحديات مختلفة، والتحدي المعروف هو الخاص بالكوادر، فنحن لدينا كوادر جيدة لكن السن صغير، والكوادر الكبيرة تعمل بالخارج، وتذهب إلى أمازون وجوجل ومثل هذه الشركات، فالكوادر والخبرة من المشاكل الموجودة، والمشكلة الأخرى متعلقة بعدم فهم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، كما أن هناك مخاطرة في الذكاء الاصطناعي، فإحدى الشركات بالخارج خسرت 500 مليون دولار بسبب خطأ للذكاء الاصطناعي، فيجب أن يكون هناك فهم قوي للتشغيل، بجانب أهمية البيانات والخصوصية، فهنا يمكن أن تجد رقم تليفونك في مليون شركة، فكلها أشياء يجب فهمها وتنفيذها بشكل جيد، والحقيقة وزارة الاتصالات تعمل في هذا القطاع بشكل جيد.
وكيف ترى مستقبل هذا القطاع في مصر؟
هناك شركات ناشئة عديدة في مصر، وتعمل وزارة الاتصالات على تأهيل الكوادر وتجهيز البلد لتشغيل الخوارزميات على مستوى الجمهورية، والمستقبل جيد، ونحن نسير بخطوات جيدة، ولكننا مازلنا بعيدون عن دول عديدة، ونحتاج إلى التعاون بين الشركات والحكومة والجامعات، ويكون هناك معامل وتعاون كلي، ونبني بيئة عمل كاملة، لكي يكون لدينا بصمة، وننافس العالم الذي يجري بسرعة في هذا المجال، والفرصة كبيرة، لأن التكنولوجيا مازالت في بدايتها، ونسير بخطوات مضبوطة ولكن نحتاج إلى أن نجري.
وما هي أهداف الشركة خلال الفترة القادمة؟
نريد أن نكبر البيزنس الخاص بنا، ونحسّن التكنولوجيا التي نقدمها، وتكون تكنولوجيا معروفة في الأسواق كلها مثل شركة البرمجيات Cloudera، ونريد أن نتوسع في الكوادر، ويكون لدينا أفضل مهندسين في المنطقة، ونجذب خبرات من كل مكان في العالم، ونتوسع أكثر ويكون لدينا عملاء أكثر.