على الرغم من أن عمليات زراعة الشعر تُجرى منذ خمسينيات القرن الماضي، إلا أنها تطورت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، ولم تعد تقتصر على المشاهير والأثرياء بل أصبحت أقصر الطرق لعلاج حالات الصلع أو تساقط الشعر عند الرجال والنساء.
وتعطي عملية زراعة الشعر نتائج مذهلة وتضفي سنًا أصغر على من يعاني من صلع في بعض المناطق أو تساقط الشعر وأبرز الأمثلة على ذلك صورة لـ إيلون ماسك أغنى رجل في العالم، والتي ظهر فيها عام 1997 وأخرى في 2017 ويبدو في الأخيرة أصغر سنا من الأولى.
ووجدت تقنيات جديدة غير الشريحة والاقتطاف التقنيات التقليدية المعروفة؛ لتساعد في تسريع عملية الشفاء من الجراحة وتمنح المرضى نتائج جيدة وسريعة.
أحدث تقنيات زراعة الشعر
تقنية زراعة الشعر بالشريحة
وهي من أكثر الطرق التقليدية لزراعة الشعر والتي لا تزال تُستخدم بكثرة حتى الآن، وتتمثل بقطع شريط من الجزء الخلفي وجوانب فروة الرأس، وتشريح الوحدات المسامية من شريط الأنسجة ومن ثم يتم زرعها في المنطقة المستقبلة.
تقنية زراعة الشعر بالاقتطاف
وتعتمد على زراعة الشعر من خلال استخلاص وحدات الشعر المسامية الفردية بطريقة عشوائية من المنطقة المانحة المختارة وزرعها في الموقع المستقبل.
ولا تحتاج إلى عناية خاصة بأي شكل من الأشكال، وهذا يعني أن الخاضع لها يمكنه أن يتابع حياته بعد أقل من 24 ساعة.
وتستغرق هذه العملية ما بين 4 إلى 8 ساعات بحسب المساحة المستهدفة، ويمكن تكرار هذه الجلسات تبعاً للنتائج وكثافة الشعر المرغوبة، ويمكنك العودة للمنزل عقب كل جلسة، إلا أن العملية برمتها قد تستغرق ما يصل إلى عامين.
تقنية الاقتطاف الدقيق Nano FUE
تُؤخذ جذور الشعر في هذه الطريقة من مؤخرة الرأس وجانبي الرأس عادًة، كما يُمكن أن تُؤخذ من أي جزء في الجسم إن لزم الأمر.
وما يُميز هذه الطريقة هو المظهر الطبيعي للشعر، الأمر الذي يجعلها تُستخدم في عمليات زراعة اللحية والشارب والحواجب والرموش وفي أماكن تظهر فيها ندبات الجروح والحروق.
وتزداد فرص نجاح العملية فإذا كانت تقنية الاقتطاف سوف توفر لك نجاحًا بنسبة 50% فإن تقنية الاقتطاف الدقيق ستضاعف تلك النسبة بشكل واضح للغاية.
ومن أهم مزاياها أيضا هو عدم خسارة البصيلات، وربما هذه الميزة هي الأهم على الإطلاق.
تقنية زراعة الشعر السفير
تُعد من أحدث تقنيات زراعة الشعر التي تستخدم شفرات حجر السفير المُشابه للياقوت الأزرق المميز الذي يعمل على فتح قنوات بصيلات الشعر بكثافة أعلى من الشعر الطبيعي، وهي تُمكن الأطباء من إنتاج بصيلات شعر مزروعة بأعداد مرتفعة وبأضرار أقل من حيث الجروح والندوب.
ومن أهم مزاياها أيضا هو عدم وجود فرصة للحساسية والتهيج بعد العملية، وتتميز بالقدرة على زيادة عدد البصيلات، إذ أنه في الجلسة الواحدة يمكن تنفيذ نقل أو زراعة حوالي 6000 بصيلة، وتلك الأرقام الكبيرة قد يتوافر نصفها أو أقل بتقنيات أخرى.
قلة فترة التعافي، ففي الوضع الطبيعي يمكن أن يأخذ الأمر وقتًا حتى يتم التخلص من آثار العملية ويحدث التعافي، لكن هذا الأمر غير موجود في تقنية السفير، فكل شيء سوف يتم بسرعة بالغة.
زراعة الشعر المباشرة بأقلام تشوي
تستخدم هذه الطريقة جهاز خاص يسمح بزراعة شعر سهلة وبسيطة بفضل هيكله المصمم على شكل قلم رصاص والذي يسمح بعمليات زرع الشعر واللحية وكذلك زرع الشعر في الجسم وفروة الرأس.
لا توجد ندوب أو جروح أو أي آثار بعدها، وفترة التعافي بعد استخدام هذه التقنية تكون قليلة أو ربما معدومة، ولا تحتاج لحلاقة شعر الرأس، وهذه الميزة تظهر أكثر لدى النساء اللاتي يرغبن في إجراء العملية دون إحداث آثار كبيرة في الشعر.
زراعة الشعر بالروبوت
تعتمد هذه التقنية على استخلاص الروبوت للبصيلات وإنتاج مواقع الزراعة، أما الإجراءات المتبقية فتتم كما في حالة تقنيات زراعة الشعر الأخرى بما في ذلك تقنية الاقتطاف التقليدية.
زراعة الشعر الصناعي
تم تطوير زراعة الشعر الصناعي لتقديم علاج بديل لزراعة الشعر الطبيعي للأشخاص غير القادرين على الخضوع لعملية زراعة الشعر الطبيعي بسبب عدم كفاية شعر المنطقة المانحة في الجزء الخلفي من الرأس أو الجسم وكذلك الظروف الصحية.
ويتم ذلك باستعمال الألياف الحيوية بدلًا من الشعر الطبيعي إلّا أن هذه الطريقة تواجه العديد من المضاعفات والمشاكل كالعدوى المستمرة وتشكل الالتهابات والالتهاب البصيلي وهي أمور قيد المراجعة من قبل بعض الدول.
يذكر أن هذه الطريقة تم حظرها في عدد من دول العالم لخطورتها، فيما طوّر البعض الآخر الألياف المُستخدمة لتتوافق مع بيولوجية فروة الرأس بما يُقلل من الآثار الجانبية له.
زراعة الشعر بالخلايا الجذعية
فكرة زراعة الشعر بالخلايا الجذعية حتى الآن نظرية واعدة تشبه كثيرا زراعة الشعر التقليدية ولكن مع الفارق أنه بدلا من إزالة عدد كبير من بصيلات الشعر لزرعها في مناطق الصلع، تعتمد تقنية الخلايا الجذعية على إزالة عينة صغيرة من الجلد حتى يتم حصاد بصيلات الشعر التي يتم استنساخها في المختبر وزرعها مرة ثانية في فروة الرأس.
وهذا الإجراء يسمح بنمو الشعر مرة أخرى في المنطقة المانحة التي تم أخذ بصيلات الشعر منها.
تختلف تكلفة تقنيات زراعة الشعر بحسب المساحة المزروعة بشكل أساسي، وتتراوح في المتوسط ما بين 4 آلاف وحتى 15 ألف دولار، وتعتمد التكلفة كذلك على مدى وجود الأطباء المهرة و خبرة الطبيب، علاوة على التقنية المستخدمة لزراعة الشعر.
تقنية زراعة الشعر بالبيركوتان
رغم بروز العديد من التقنيات المميزة في الآونة الأخيرة إلا أن تقنية البيركوتان تمكنت بقوة من حجز مكانتها، فهي تعتمد على أداة البيركوتان وتستهدف كذلك التخدير الموضعي لفترة قصيرة.
ولكن على أقل تقدير لن تكون هناك أي آثار للجراحة كما أن التقنية لن تكون بسعر مرتفع، ولهذا تتسارع المراكز من أجل توفيرها، وخصوصًا أنها توفر كذلك مجموعة من المميزات المختلفة.
تقنية الزرع المباشرة (DHI)
تُعد هذه التقنية أحدث تقنيات زراعة الشعر، وتمتلك مميزات عدة بالمقارنة بالتقنيات السابقة، إذ تقل تكلفتها عنهما نسبياً، بالإضافة إلى قصر فترة النقاهة، وارتفاع احتمالية نجاحها.
وتتسم خطوات هذه العملية بعدم وجود فاصل بين استخلاص بصيلات الشعر وبين زراعتها وهو ما يمنحها عمراً أطول ويساعدها على الاحتفاظ بخصائصها.
وتختلف هذه التقنية عن التقنيتين السابقتين في ترتيب الخطوات، فبدلاً من استخلاص البصيلات أو الشعر لزراعته ثم تهيئة المنطقة المستهدفة، يعمل الطبيب على تهيئة المنطقة المستهدفة أولاً قبل فصل بصيلات الشعر، ليتمكن من زراعتها مباشرة، ومن ثم تقليل خطر تعرضها للعوامل الميكانيكية أو الفيزيائية التي قد تؤثر على صحتها.
الآثار الجانبية المحتملة لتقنيات زراعة الشعر
تعد تقنيات زراعة الشعر المختلفة من العمليات الآمنة بشكل عام، إلا أنها قد تؤدي إلى بعض المضاعفات والآثار الجانبية المحتملة مثل النزيف، والإصابة بالعدوى، والتندب، نمو الشعر على غير المظهر المعتاد.
ومن المحتمل أيضا عدم نمو الشعر في الرقع الجلدية المستخدمة، ما يعني الحاجة إلى إعادة عملية زراعة الشعر مرة أخرى، وقد تسبب الشعور بالحكة في الرأس أو تورمها، أوفقدان الإحساس في مناطق زراعة الشعر.