صراع شديد يدور داخل السوق المصري للاستحواذ على قلوب المصريين من المنطقة الأقرب إليهم -معدتهم-، حيث باتت شركات توصيل طلبات الطعام إلى المنازل في منافسة شديدة لاسيما بين الكبيرة في هذا المجال مثل (طلبات، المنيوز، حالاً، مرسول، أكلني) وانضم إليهم مؤخراً جوميا التي دخلت السوق بقاعدة جماهيرية كبيرة، وذلك بالإضافة إلى مئات الشركات الصغيرة التي تعمل على توصيل الطلبات للمنازل.
وأعلنت منصة التجارة الإلكترونية جوميا منذ أيام قليلة إطلاق خدمة “جوميا فوود” والتي تقوم من خلالها بتوصيل الوجبات إلى المنازل بالشراكة مع المطاعم والأسواق التجارية المحلية، فضلا عن سلاسل المطاعم الكبيرة في وقت زمني قصير، وقالت إنها ستضع “Jumia Food” على منصتها مجموعة متنوعة من موردي الوجبات الجاهزة من المطاعم المصرية بما في ذلك محلات البقالة والمخابز ومجموعة كبيرة من الصيدليات في إطار توسعاتها خلال الفترة القريبة، حيث تتواكب هذه الخدمة الجديدة مع الاحتفال بيوم الغذاء العالمي الذي يوافق 16 أكتوبر من كل عام.
وقال المهندس هشام صفوت، الرئيس التنفيذي لشركة جوميا مصر، إن جوميا لم تعد قاصرة فقط على توفير السلع الاستهلاكية والإلكترونيات وأدوات التجميل والموضة وغيرها بل بدأت في توسيع قاعدة المنتجات والسلع لتمتد إلى شراكات استراتيجية جديدة يحتاجها العملاء، فمع المنصة الجديدة التي تطلقها جوميا ستعمل جوميا على خدمة عدد أكبر من العملاء من خلال شراكتها مع المحلات والمطاعم المصرية المعروفة.
وتوقعت مؤسسة «أوشن إكس» السعودية للاستشارات الإدارية والمالية وصول حجم إيرادات تطبيقات طلب توصيل الأطعمة أون لاين عبر المحمول عالمياً خلال 2023 إلى 156.8 مليون دولار مقارنة بـ107 ملايين نهاية العام الحالى.
وبحسب الدراسة الصادرة عن المؤسسة، فإنه من المرجح أن يزيد معدل الإيرادات السنوية للقطاع خلال الفترة من 2019 إلى 2023 بنسبة تصل إلى 9.9%، وإن الجزء الأكبر من الإيرادات المتوقعة فى 2019 سيأتى من طلبات توصيل الطعام من المنصات الإلكترونية إلى المستهلكين، بينما تحتل الصين صدارة الترتيب بحجم عائدات يصل إلى 40.2 مليون دولار، يليها أمريكا بـ22.1 مليون دولار، ثم الهند بـ7.7 مليون دولار.
موقع طلبات الذي استحوذ مؤخرًا على “أطلب” هو أقدم خدمة توصيل طعام عن طريق الطلب أونلاين في مصر، وهو أكبر التطبيقات المتعاقدة مع مطاعم في مختلف المدن المصرية، ومهمته الأساسية عرض المطاعم التي تدعم خدمة توصيل الطلبات إلى المنازل وعرض قوائمها وتقييماتها.
وبحسب بيان للشركة فإن تغيير اسم التطبيق من أطلب إلى طلبات سيصاحبه توسع في مناطق الخدمة داخل جمهورية مصر العربية مع توفير 50 ألف فرصة عمل جديدة في السوق المصرية.
وقالت الشركة إن خطة تغيير هُويَّة التطبيق إلى «طلبات»، بدأت سبتمبر الماضي، وإن «طلبات» تلتزم خلال السنوات المقبلة، بضخ استثماراتٍ ضخمة لدعم الاقتصاد المصري وتحفيز نمو قِطاع التوصيل والقطاعات المُصاحِبة له من أجل تحسين مناخ الاستثمار في خدمات طلب الطعام عبر الإنترنت.
وقال تُماسُو رُدريجز؛ المدير التنفيذي لشركة طلبات والتي استحوذت على تطبيق «اطلب» عام 2017 إن “السوق المصري به إمكاناتٍ هائلة بما يزيد عن 100 مليون مصري يعشقون الطعام الشهي ويُقدِّرون السعادة التي يجلِبُها طلب الطَّعام في تجمعات العائلة والأصدقاء».
عقبة أمام تطبيقات توصيل الطعام
كشف تقرير حديث عن أن ما يصل إلى 86% من مستخدمي تطبيقات توصيل الطعام توقفوا عن استخدامها في غضون أسبوعين من تثبيتها على هواتفهم.
وبحسب موقع TOI الهندى، فقد ظل حوالى 22% فقط من المستخدمين الجدد نشطين بعد الأسبوع الأول من استخدام تطبيقات توصيل الطعام، وفقا لتقرير صادر عن شركة تحليلات الهواتف المحمولة CleverTap الأمريكية.
وتمثل الطلبات عبر تطبيقات الهواتف الذكية حوالى 60% من الطلبات التى تتلقاها المطاعم بشكل رقمي، فيما تواجه تطبيقات توصيل الأغذية الفردية تحديات كبيرة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع المستخدمين الجدد والاحتفاظ بهم.
وقال أحد مسؤلي شركة CleverTap: “إن مساحة تطبيق توصيل الطعام تجعل الاحتفاظ به يمثل تحديًا مستمرًا، ولعل المفتاح الرئيسي للتغلب على ذلك هو تحسينه، وتقديم تجربة مميزة في كل مرحلة من مراحل دورة حياة المستخدمين”.
وأضاف التقرير أن 54 % من المستخدمين الجدد قاموا بإلغاء تثبيت تطبيق توصيل الطعام بالكامل خلال الشهر الأول.
وأطلق تطبيق المنيوز خدمة الطلب أونلاين، وأصبح أحد أهم المراجع لمعرفة أفضل المطاعم القريبة منك وقوائمها، ويتلقى العديد من تقييمات المستخدمين وعملاء المطاعم مما يجعله وسيلة أساسية للباحثين عن طعام.
تجدر الإشارة إلى انسحاب شركة أوبر من خدمات توصيل الطعام بعدما كانت تمتلك خدمة أوبر إيتس، لكنها لم تستطيع المنافسة وفضلت الاستمرار في تقديم خدمات نقل العملاء عبر المركبات المختلفة، كما انسحبت شركة جلوفو من السوق المصري وهي الشركة التي حققت انتشار جيد خلال فترة قصيرة لكنها لم تنجح في المنافسة.