شهد عام 2022، الكثير من الاكتشافات العلمية الغريبة والرائعة، والتي كان بعضها مثير للاهتمام بشكل كبير بداية من تحديد الجينوم البشري أخيرًا بعد عقدين من الزمن إلى خلايا دماغ مزروعة في مختبر تمارس ألعاب الفيديو.
وإليك أبرز الاكتشافات المثيرة خلال 2022:
مهمة حرف كويكب
نجح العلماء في تنفيذ أول اختبار لدفاع كوكبي على الإطلاق عن طريق إبعاد كويكب عن مساره قليلا، في سبتمبر، وشهدت مهمة اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج (DART) مركبة فضائية تحطمت عمداً في “ديمورفوس”، وهو قمر كويكب صغير في نظام الكويكبات المزدوج في “ديديموس” على بعد 7 ملايين ميل (11 مليون كيلومتر) من الأرض.
وكان أول اختبار في العالم لتقنية تخفيف التأثير الحركي، باستخدام جسم لصرف كويكب لا يشكل أي تهديد للأرض، وتعديل مداره.
وقبل الاصطدام، استغرق “ديمورفوس” ما يقرب من 11 ساعة و55 دقيقة في الدوران حول شريكه الأكبر “ديديموس”.
ومع ذلك، انخفض هذا بمقدار 32 دقيقة إلى 11 ساعة و23 دقيقة بعد التأثير. الأمل هو أن نتمكن من جعل هذا يعمل يوما ما كاستراتيجية للدفاع عن كوكبنا ضد تهديدات مستقبلية محتملة من الفضاء، إذا لزم الأمر.
صغير الماموث الصوفي الأكثر اكتمالا
عثر عمال مناجم في كندا، في يونيو، على ماموث محنط من العصر الجليدي عمره أكثر من 30 ألف عام.
وقالت حكومة يوكون إنه كان “الماموث الأكثر اكتمالا الموجود في أمريكا الشمالية”، وثاني اكتشاف من نوعه في العالم. وتم تجميد “Nun cho ga” في التربة الصقيعية، ما أدى إلى تحنيط بقاياه.
اكتشاف أقدم أحفورة لديناصور في إفريقيا
أعلن علماء في زيمبابوي، في سبتمبر، اكتشاف بقايا أقدم ديناصور في أفريقيا جاب الأرض قبل نحو 230 مليون عام. وكان طول المخلوق، الملقب بـMbiresaurus raathi، حوالي ستة أقدام.
وكشف تحليل الحفريات أنه كان نوعا من sauropodomorph، أحد أقارب sauropod، الذي كان يسير على أربعة أرجل، وله أسنان خشنة وعنق طويل وذيل. وتم اكتشاف الهيكل العظمي خلال بعثتين، في عامي 2017 و2019، إلى وادي زامبيزي.
وقال الدكتور كريستوفر جريفين، من كلية فيرجينيا التقنية للعلوم: “اكتشاف Mbiresaurus يملأ فجوة جغرافية حرجة في السجل الأحفوري لأقدم الديناصورات ويظهر قوة العمل الميداني القائم على الفرضيات لاختبار التنبؤات حول الماضي القديم”.
خلايا دماغ مزروعة في مختبر تمارس ألعاب الفيديو
في أكتوبر، نجحت خلايا دماغية تمت زراعتها في المختبر في ممارسة لعبة فيديو أشبه بلعبة التنس «بونج»، التي كانت منتشرة على نطاق واسع في سبعينيات القرن الماضي.
وثبت أن خلايا الدماغ البشري التي أنميت في المختبر قادرة على تحريك مجداف عموديا عبر الشاشة لضرب الكرة.
وأثبت باحثون من شركة Cortical Labs، ومقرها ملبورن، لأول مرة أن 800000 خلية دماغية يمكنها أداء مهام موجهة نحو الهدف وهو- في هذه الحالة، Pong. وتشير النتائج إلى أنه حتى خلايا الدماغ في طبق بتري يمكن أن تظهر ذكاء متأصلا، وتعديل سلوكها بمرور الوقت.
البلاستيك الدقيق موجود في دم الإنسان
اكتشف العلماء، أثناء دراسة اللدائن الدقيقة -القطع البلاستيكية الصغيرة التي قطرها أقل من 0.2 بوصة (5 ملم) – أنه تم العثور عليها داخلنا أيضا بعد أن اكتشفها العلماء في دم الإنسان لأول مرة.
وأخذ الباحثون في هولندا عينات دم من 22 متبرعا بالغا سليما مجهول الهوية وقاموا بتحليلها بحثا عن جزيئات صغيرة تصل إلى 0.00002 من البوصة. ووجدوا أن 17 من أصل 22 متطوعا (77.2٪) لديهم جزيئات بلاستيكية دقيقة في دمائهم – وهو اكتشاف وُصف بأنه “مقلق للغاية”.
وتم اكتشاف اللدائن الدقيقة أيضا في رئات بشرية حية لأول مرة هذا العام – ما يثبت أننا نتنفسها من الهواء.
ووجد باحثون من جامعة هال وكلية الطب في هال يورك مواد بلاستيكية دقيقة في أعمق جزء من الرئة.
ومن غير المعروف تأثير اللدائن الدقيقة على جسم الإنسان، لكن البحث في عام 2023 وما بعده مستمر بجدية لمعرفة ذلك.
اكتمال الجينوم البشري
استغرق الأمر عقدين من الزمن ولكن في عام 2022 تم أخيرا تعيين الجينوم البشري بالكامل. وفي أبريل، نشر الباحثون تسلسلا خاليا من الفجوات لما يقرب من 3 مليارات قاعدة (أو “حرف”) من الحمض النووي لشخص واحد، بعد 20 عاما من إنتاج المسودة الأولى.
وقالوا إن التسلسل الكامل والخالي من الفجوات للقواعد في حمضنا النووي كان أمرا بالغ الأهمية لفهم التباين الجيني البشري والمساهمات الجينية في أمراض معينة. وبالإضافة إلى الآثار الطبية، يساعد الجينوم الكامل أيضا في الإجابة عن سؤال ما الذي يجعلنا بشرا متميزا.
واقترح الباحثون أن بعض الجينات التي كانت فجوات في الجينوم الأصلي يعتقد أنها مهمة للغاية في المساعدة على تكوين دماغ أكبر لدى البشر مقارنة بالقردة الأخرى.
الصور الأولى لتلسكوب الفضاء الخارق الجديد
أرسل تلسكوب الفضاء الجديد التابع لوكالة ناسا والذي تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار (7.4 مليار جنيه إسترليني) صوره الأولى للكون المبكر. وتلقى عشاق علم الفلك صورا مبهرة غير مسبوقة لـ “حضانة نجمية”، ونجم يحتضر مغطى بالغبار و”رقصة كونية” بين مجموعة من المجرات.
وتم الترحيب بها على أنها “فجر حقبة جديدة في علم الفلك”، وأخذها جيمس ويب – كخلف لمرصد هابل الشهير – وأصدرته وكالة ناسا في يوليو.