Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

مارك جيلبرت يكتب: استخدام ألعاب الفيديو في التمويل قد يكون أمراً جيداً

لطالما جعلتني ألعاب الفيديو المتعلقة بالتمويل أشعر بالتوتر، وهي التي تطمس الخط الفاصل بين المضاربات من أجل الربح والاستثمار على المدى الطويل. لكن اتضح أن بعض التقنيات المستخدمة لربط اللاعبين بألعاب الفيديو يمكن استخدامه لمساعدتنا على تطوير عادات مالية صحية. على وجه التحديد، يمكن لعناصر الألعاب أن تشجع على تبني نظرة طويلة الأجل للمال، وهو جانب مهمّ لبناء الثروة.

نظراً إلى تراجع التقييمات الخاصة بعشاق أسهم الـ”ميم” في العام الماضي، ومرور عملة “البيتكوين” بوقت عصيب بعد خسارتها لنحو نصف قيمتها من الذروة التي سجّلتها في شهر نوفمبر، سيشعر عديد من مستثمري التجزئة بأكثر من مجرد بضع كدمات مالية بسبب مغامراتهم السيئة.

وارتفعت أسهم مثل “جايم ستوب” و”إيه إم سي إنترتينمت هولدينجز” في النصف الأول من العام الماضي، مدفوعة بالمستثمرين الأفراد الذين حفز بعضهم بعضاً للضغط على البائعين على المكشوف. لقد كانت تصفية الحساب عملية وحشية. انخفض كلا السهمين بنسبة 70% من أعلى مستوياتهما في عام 2021.

كذلك فقدَ صندوق “راوند هيل ميم”  المتداول في البورصة، الذي يتتبع سلة من الأسهم التي يكثر الحديث عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، أكثر من ثلث قيمته منذ انطلاقه في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر.

رغم أن إضفاء الطابع الديمقراطي على الأسواق أمر يستحق الثناء، فإنّ هناك خطراً يتمثل في أن تجعل تقلبات الأسهم هذا العام الجيل القادم خائفاً من استثمار الأموال للتقاعد. إنه أمر مقلق لأن الحاجة إلى بناء المدخرات باتت أكبر من أي وقت مضى. تعني الرياضيات الثابتة للتركيبة السكانية أننا نتجه بسرعة نحو مزيد من المتقاعدين الذين يعتمدون على عدد أقل من العمال لتمويل أنظمة التقاعد الحكومية. ويُظهِر حساب التفاضل والتكامل الراسخ للعوائد المركبة مدى كون بدء خطة معاشات تقاعدية في أقرب وقت ممكن أمراً مرغوباً.

لكن أشارت دراسة أجرتها كلية “بايز بيزنيس سكول” (Bayes Business School) في جامعة لندن إلى أن توظيف الألعاب يمكنه مساعدتنا في التغلب على تحيزاتنا النفسية، وأن نصبح أفضل في تأمين الأموال لحساب التقاعد.

طلبت الدراسة من نحو 300 فرد وضع أهداف للادخار، وتتبعت تقدمهم في تحقيق تلك الأهداف على مدى أربعة أسابيع.

وقسمت المجموعة إلى قسمين، استخدم نصفها تطبيقاً يستخدم تقنيات الألعاب لتحفيز المدخرات، بما في ذلك تصنيفات جدول الدوري والمسابقات بين مجموعات اللاعبين، فيما استخدم النصف الآخر تطبيقاً أبسط يسجل المبلغ المحفوظ مقابل الهدف فحسب.

يشير التقرير إلى أن عرض النقاط التي يمكن للمستثمرين تجميعها عن طريق زيادة مدخراتهم يستغلّ سمة نفسية تُعرف باسم نظرية التعظيم المتوسط. إنّ الإشباع الفوري للحصول على مكافأة ملموسة وفورية يعكس فكرة عدم إمكانية تحقيق هدف طويل الأجل.

وتشير الدراسة إلى أن إنشاء جداول الدوري يمكن أن يحفز سلوك الادخار بشكل أفضل من خلال إدخال عنصر المنافسة. يمكن أن يساعد تحديد الأهداف من خلال إعطاء المشاركين فكرة عما يشير إليه علماء النفس على أنه “إتقان”، على غرار إكمال المستويات المختلفة في لعبة الكمبيوتر.

ولقد نجح ذلك. بحلول نهاية الأسابيع الأربعة كانت المجموعة التي استخدمت تطبيق الألعاب قد ادخرت أكثر بنحو 20% عند مقارنة أهدافها بأهداف تطبيق الفانيليا، كما تقول الدراسة: “يمكن أن يساعد استخدام الألعاب المستهلكين على تهدئة حاضرهم من خلال السماح للأفراد بتجربة استجابات نفسية ممتعة نموذجية في الألعاب، مثل الإتقان والمنافسة والهروب من الواقع. تجعل هذه التجارب التزام الأهداف طويلة المدى أكثر إمتاعاً على الفور، وبالتالي تساعد المستهلكين على تحقيقها”.

وفي مواجهة احتمالية تأخر الإشباع فإنّ البشر مجبرون على اتخاذ خيارات سيئة. نحن نعيش في الحاضر. أمّا المستقبل، بحكم التعريف، فهو بعيد المنال. لا يدخل الادخار للتقاعد في الحساب عندما يقرر الأشخاص في العشرينيات أو الثلاثينيات ما إذا كان يجب أن يدللوا أنفسهم بتناول الأفوكادو على الإفطار، أو تناول الفاصوليا على الخبز المحمص.

نظراً إلى سعي مزيد من الشركات إلى الاستفادة من السوق المتنامية للمعاشات التقاعدية الخاصة من خلال تقديم منصات استثمار رقمية، فقد تساعد إضافة عناصر الألعاب على حث المستهلكين على ادخار مزيد للتقاعد.

مارك جيلبرت

كاتب في وكالة بلومبرج الأمريكية ويغطي إدارة الأصول

deel