كل ما تريد معرفته عن تقنية إيلون ماسك لقراءة المخ “نيورالينك”
لم تخترع شركة "نيورالينك" التقنية، لكنها أدخلت تطويرا مثيرا للإعجاب عليها، فقد أصبحت الشريحة والأقطاب المستخدمة دقيقة ومرنة للغاية
هل يمكنك القبول بزراعة شريحة داخل دماغك من أجل زيادة معدل ذكاءك؟ هل يمكنك تخيل حياتك وقد أصبحت أكثر ذكاء، متفوقا على زملائك في العمل، تجري محادثات لا يمكن لأحد متابعتها والاستماع إليها؟!
يبدو حديثنا وكأنه نوع من الخيال العلمي، لكن الحقيقة غير ذلك، فتطوير مثل هذه التقنية لم ينقطع منذ بدء التفكير فيها منتصف السعبينيات من القرن الماضي، ولم تقم شركة “نيورالينك” Neuralink، التي أسسها رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، باختراع التقنية، لكنها أدخلت تطويرا مثيرا للإعجاب عليها، فقد أصبحت الشريحة والأقطاب المستخدمة دقيقة ومرنة للغاية، كما أنها تتخذ خطوات جادة في طريق تجربتها على البشر بعد تجربتها على القرود.
تاريخ التقنية
أول محاولة لاستخدام إشارات المخ في التحكم في أجهزة الكمبيوتر كانت على يد جاك فيدال، في جامعة كاليفورنيا، في عام 1973، حيث استخدم فيدال جهاز رصد كهربية المخ لتسجيل نشاط الدماغ من أجل التواصل مع جهاز كمبيوتر.
في عام 1988، قام باحثون في يوغوسلافيا باستخدام إشارات الدماغ في التحكم في جسم مادي لأول مرة، حيث أصدروا أوامرهم إلى روبوت عن طريق حركة فتح وإغماض العينين.
في عام 1991، ابتكر ريتشارد أنورمان جهازا يعرف بمصفوفة يوتا Utah Array، والذي يتكون من 100 قطب كهربائي، والذي يمكن زراعته في الدماغ من أجل تحفيز خلايا المخ، أو لتسجيل نشاطها على دوائر إلكترونية.
وفي تطور ملحوظ للتقنية، في عام 1997، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على تقنية التحفيز العميق للمخ، والتي تتضمن زراعة أقطاب كهربائية في الدماغ، من أجل علاج الرعشة المصاحبة لمرض باركنسون (الشلل الرعاش).
وفي عام 2000، نجح الباحثون، في جامعة ديوك في نورث كارولينا، في تطوير جهاز لفك شفرات نشاط الدماغ في القرود، من أجل استخدامها في تحريك ذراع روبوتية.
وفي عام 2005، أصبح ماثيو ناجل أول شخص يستخدم دماغه في التحكم في يد اصطناعية، وقد عانى ناجل من حالة الشلل الكامل، إلى أن قدمت له تقنية طورتها شركة Cyberkinetics الأمريكية حلا رائعا ليتحكم بدماغه في لعب ألعاب الفيديو واستخدام التلفزيون وقراءة البريد الإلكتروني الخاص به.
وفي 2016، نجح مريض آخر بالشلل، هو ناثان كوبلاند، في استعادة حاسة اللمس من خلال ذراع روبوتية يتحكم بها عبر الدماغ، وقد طورت هذه التقنية في جامعة بيتسبرج، من أجل تحفيز مناطق الحواس في المخ.
وحديثا، في 2019، كشف إيلون ماسك عن خطط شركته “نيورالينك” Neuralink لتطوير تقنية متقدمة، تتضمن إجراء عملية جراحية لزراعة آلاف من الأقطاب الدقيقة والشرائح الذكية في المخ لزيادة قدراته.
تقنية نيورالينك Neuralink
يتكون جهاز نيورالينك من المستشعر الدقيق “إن1” n1 الجديد، الذي يوجد في علبة دائرية بقطر 8 ملم وسمك 4 مم، وجميع مكونات جهاز نيورالينك مكدسة بداخل العلبة المغلقة بإحكام.
كل مستشعر يتصل بـ1,024 قطب دقيق ومرن شبيه بالخيط، يمكنه قراءة الخلايا العصبية (نيورونات) في الدماغ، وكذلك إصدار الإشارات إليها، ويبلغ سمك كل قطب من هذه الأقطاب نحو 10% من سمك شعرة الإنسان.
ويتم زراعة الأقطاب الدقيقة المرنة في الطبقة الخارجية من المخ، وهي قشرة الدماغ Cortex، عبر فتحة في عظام الجمجمة بقطر 8 ملم، وباستخدام روبوت جراحي عالي الدقة مزود بإبرة قطرها 24 مايكرومتر (0,024 ملم).
يتم إدخال المستشعرات من خلال نفس الفتحة في الجمجمة، ثم يتم إغلاق الجلد فوقها، ويمكن زرع حتى 10 أجهزة استشعار في الشخص الواحد، أي أكثر من 10 آلاف قطب كهربي.
وتتصل المستشعرات بملف حثي induction coil أسفل الجلد خلف الأذن عبر أسلاك رفيعة تمتد تحت فروة الرأس، ويتصل الملف الحثي عبر الجلد بجهاز تقني يسمى “ذي لينك” The Link، والذي يقع خلف الأذن، ويتواصل مع أجهزة الاستشعار المرزوعة عبر البلوتوث.