عمرو مصطفى المدير التنفيذي لـ Travelyalla وحاضر: فهم عقل العميل والتسويق والإدارة الجيدة مقومات نجاح الشركة الأساسية
Travelyalla وحاضر سدتا فجوتين في السياحة وسوق التوصيل
“على رائد الأعمال أن يقوم بإيجاد حلول حقيقية لمشاكل حقيقية”، هذه كانت نصيحة لستيف جوبز، مؤسس شركة أبل الأمريكية، كمسار لنجاح رائد الأعمال في تحقيق أهدافه على المدي البعيد وأن لاينظر تحت قدميه.
هذه المعادلة نجدها ممثلة في العديد من شركات ريادة الأعمال العالمية والمحلية الناجحة ، أو نتلمسها من رواد أعمال يبحثون عن تجربة صعود في سوق الشركات الناشئة الذي كما يمثل فرصة فإنه يشكل تحديا، في ظل الظروف والتداعيات العالمية التي فرضتها الصراعات الحالية والمتغيرات الاقتصادية غير المسبوقة، والنصيحة تنطبق على ما يقوم به 3 رواد أعمال، وهم عمرو مصطفى بسيوني وأسامة نبيل ورياض الطويل، مؤسسو شركتي “Travelyalla” و”حاضر”، حيث أطلقا الشركتين من أجل سد فجوة في سوقيهما، وحققتا نجاحا كبيرا.
ما دفع “FollowICT” لمحاورة رائد الأعمال عمرو مصطفى، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي للشركتين، للتعرف أكثر على رحلة نجاح “Travelyalla” وحاضر، والعوامل التي اعتمد عليها المؤسسون لنجاح الشركتين، وماهي رؤيتهم للمستقبل في ضوء مستجدات تفرض واقعا جديدا على الشركات الناشئة .
ما الذي دفعكم لتأسيس شركة Travelyalla؟
البداية كانت من خلال تأسيس شركة” Smart eventures”، المتخصصة في التسويق الإلكتروني والسوفت وير وإنشاء تطبيقات ومواقع، وكنت المدير التنفيذي لها، ورياض الطويل مدير التشغيل، وأسامة نبيل المدير التقني، وفي 2011 وجدنا أن شركات السياحة كانت في حاجة إلى تسويق عروضها، ولم تكن إعلانات الفيس بوك مفهومة للكثيرين في ذلك الوقت، ونحن كنا على دراية بهذا الأمر، فقررنا إنشاء موقع لعروض شركات السياحة، ونقوم بتسويقها، فأي شخص يبحث عن رحلة أو عروض لشركات السياحة يجدها على Travelyalla، وبدأت الشركات تشعر بمردود، وخصوصا أننا قدمنا فرصة الانتشار للعديد من الشركات.
وكيف تطورت الفكرة؟
الـ Business model الخاص بنا لم يكن موجودا في مصر، ولم يكن هناك منافسون، ووصلنا إلى وجود 100 شركة سياحة على الموقع، وهناك من كان يطلب عرض العروض الخاصة بالحج والعمرة، فأطلقنا موقعا خاصا بالحج والعمرة، ثم بعد ذلك طلبوا عروض خاصة بشهر العسل، فعملنا قسم آخر خاص بذلك، ثم قدمنا عروض خطوط الطيران.
أحيانا تحتاج الشركة الناشئة إلى تغيير البيزنس موديل الخاص بها فما الذي قمتم به؟
في 2017 كنا نحضر مؤتمرات، مثل مؤتمر عرب نت دبي، وتحدثنا هناك عن Travelyalla، وكان مسموح لنا الاجتماع بموجهين ومستشارين في المجال، واجتمعنا معهم، وكان هناك إجماع على أننا منصة دعائية تسويقية، وأن الموقع بعد 3 أو 4 سنوات لن يكون له قيمة، لأن كل شركة سياحة سيكون لديها موقعها الخاص، ونصحونا بالنظر إلى منصة Booking، وبدأنا نفكر في أن نكون شركة سياحية Online، ونضع عليها كل فنادق العالم وخطوط الطيران، والعميل يجد كل الخدمات باسم شركتنا، وفهمنا المجال جيدا، ثم ذهبنا إلى مؤتمر” عرب نت الرياض”، وبدأنا نعلن عن تحولنا إلى شركة سياحة غير تقليدية، واشترينا رخصة سياحة، وأصبحنا شركة OTA في مصر.
وهل كانت الشركة في حاجة إلى استثمارات؟
عندما ذهبنا إلى السعودية، قابلنا بعض الشركات، وعرضنا عليها الاستثمار، وقد كانت شركات منافسة ولها مكاتب في مصر، وفي نفس الوقت كنا على تواصل مع مستثمرين أفراد في السعودية، ونصحونا ألا نبدأ مع شركات منافسة في السعودية وموجودة في مصر، لأنها من الممكن أن تستحوذ علينا وتغلق شركتنا، وسألنا هؤلاء المستثمرين إن كان لديهم استعداد للاستثمار في الشركة، وبالفعل استثمر وغامر معنا رائد التويجري وناصر التويجري في 2018، وأعلنا أننا أول شركة OTA في مصر، ونسعى أن نكون Booking العرب.
ولأي مدى حققت الفكرة الجديدة النجاح؟
الحمد لله حققنا سمعة جيدة، وأغلب الشركة كلها شباب متحمس، ونقوم بعمل كل شيء وخصوصا البرمجة، فلدينا مبرمجون مصريون،ونظهر حاليا في النتائج الأولى في جوجل، ولدينا مليون متابع، فالناس أصبحت تتوجه إلى التعامل Online، ونساعد العملاء في اختيار الفنادق وخطوط الطيران، ولم يكن هناك مسابقة لشركات الـ OTA في مصر، وكنا ننافس على مستوى أفريقيا، وحصلنا على المركز الثاني ثلاث سنوات متتالية في 2018 و2019 و2020، وفي 2021 تم تنظيم المسابقة في مصر، وحصلنا على المركز الأول، وأثبتنا أن فكرتنا جيدة، وقد قمنا بسد فجوة في مجال السياحة، كما أننا نساعد الكثير من الشباب المغتربين خارج مصر، فلدينا قاعدة عملاء مختلفة، ونسوق لعملاء بالسعودية، وأصبح لدينا قاعدة عملاء كبيرة هناك.
وكيف أثرت عليكم فترة جائحة كورونا؟
كان لدينا العديد من الخطط، واستثمرنا بشكل قوي في 2019، لأن كل التوقعات كانت تؤكد على أن موسم 2020 قوي على مستوى السياحة، وكان من المفترض أن نحضر واحد من أقوى المعارض السياحية في العالم، كان سيقام بأسبانيا، ولكن جاءت جائحة كورونا وأجلت كل شيء، وتأثرنا بشكل كبير بالطبع، ولكن في 2022 بدأت الأمور تتحسن، وحصلنا على جائزة أفضل شركة سياحة Online، من World Travel Awards، وتعاقدنا مع محرك البحث السنغافوري الخاص بالسفر Wego، لنعمل معا، وكان هناك ترحيب منهم، لدمج منصة Travelyalla ضمن نتائج البحث عبر المحرك.
ولماذا اتجهتم إلى تأسيس” حاضر”؟
أثناء جائحة كورونا كانت المطارات والفنادق مغلقة، ثم فتحت بنسب معينة، وكنا نفكر في ذلك الوقت عما يمكن فعله، وكانت الاختيارات بين التجارة الالكترونية، والأكل، والشحن والتوصيل، وقمنا بعمل تحليل للسوق، ووجدنا أننا نستطيع أن ننافس في مجال التوصيل، وكنا نريد حاجة سهلة، فأسسنا تطبيق” حاضر”.
وما الجديد الذي تقدموه وخصوصا أن هناك منافسين لكم في السوق؟
في ذلك الوقت كان هناك شركة جلوفو، ولكن خرجت من مصر، وتركت فجوة في السوق، ويوجد بالسوق طلبات ومنيوز، ومرسول عادت للسوق المصري، وعندما بدأنا كان لدينا تخوف أن الناس لا تستخدم تطبيقنا، وكان أمامنا التحدي لتقديم شيء مختلف عن غيرنا، فعملنا تطبيق يستطيع المستخدم الطلب من خلاله في خطوات بسيطة، ويختار من خلاله السائق ويحدد له مكان الطلب، ونقدم خدمة التوصيل من مكان لمكان، وبدأنا بمدينة نصر، حيث إننا بعد عمل تحليل للسوق وجدنا أن مدينة نصر أكثر مكان به مطاعم وناس تطلب الطعام، والحمد لله ردود الفعل كانت جيدة، وعملنا على توصيل الطلبات من الأماكن الخاصة بالقهوة والحلويات.
وبعد ذلك وجدنا أن المشاريع الصغيرة التي تبيع لعب أطفال أو ملابس على سبيل المثال تحتاج إلى توصيل منتجاتها، فأصبحنا نقوم بهذا الدور، ووجدنا أيضا أن هناك محال المخبوزات توفر عروض بعد 11 مساءً لبيع منتجاتها بسعر أرخص، وهناك من يشتري منهم تلك المنتجات لبيعها بسعر أرخص، فبدلا من توظيف عمال دليفري قمنا بهذا الدور، والتكلفة عندنا قليلة، فنحن دائما نرى ما يحتاجه العميل ونوفره له.
وما الذي تسعون إليه في الفترة القادمة؟
أصبحنا موجودين في مصر الجديدة والشروق والرحاب والتجمع والمعادي والزمالك والمهندسين والهرم والدقي، ونريد أن نكون في 6 أكتوبر والشيخ زايد والمقطم، ثم العاصمة الجديدة بعد افتتاحها، حيث نريد تغطية القاهرة والجيزة، ثم بعد ذلك نكون موجودين في كل المحافظات.
من واقع تجربتكم ما الذي تحتاجه الشركة الناشئة من أجل النجاح؟
أي شركة أو تطبيق تحتاج 3 عوامل، أولا ناس تعرف تعمل سوفت وير، والتسويق الجيد وفهم عقل العميل ومعرفة ما يحتاجه الناس، ثم التشغيل والإدارة الجيدة، فهو مثلث لو تم تنفيذه تمتلك الشركة مقومات النجاح الأساسية.
ولماذا تتمسكون بالبقاء معا كثلاثي مؤسس؟
هي راحة نفسية، ونحن نستطيع أن نعمل معا، ونجحنا معا، ولا أحد يستطيع أن ينجح وحده، فيجب على مؤسس الشركة أن يكون معه شركاء يكملون بعضهم، وكل واحد لديه شيء مختلف عن الآخر.