عبد الله رضوان وأحمد رمضان: «مزيد» تسهّل الوصول إلى المنتجات التمويلية وقدمنا خدماتنا لـ 25 ألف عميل
تسعى مصر إلى تسريع الشمول المالي، وإتاحة خدمات التمويل الاستهلاكي الذي ارتفع بصورة كبيرة، حيث وصل إجمالي قيمة التمويل في يناير وفبراير 2023 فقط إلى 6.052 مليار جنيه مسجلة نموا بنسبة 51%، استفاد منها 537.3 ألف عميل، بحسب الهيئة العامة للرقابة المالية في تقرير الأداء الشهري للأنشطة المالية غير المصرفية.
ولكن مازال هناك من لديهم صعوبة في الوصول إلى المنتجات التمويلية أو ليس لديهم القدرة على مقارنة المنتجات التي تقدمها العديد من الشركات ومؤسسات التمويل، من أجل الوصول إلى المنتج المناسب، وهي الفجوة التي أراد رائدا الأعمال عبد الله رضوان وأحمد رمضان، سدها وأطلقا منصة “مزيد”، التي تسهل عملية الشمول المالي، عن طريق إتاحة الفرص للأفراد والشركات للوصول إلى الحلول المالية المتاحة، والمقارنة بينها، واختيار أنسب المنتجات التمويلية لاحتياجاتهم وذلك في المحافظات المختلفة، وقد تم اختيار الشركة مؤخرا ضمن 25 شركة ناشئة أفريقية في مجال التكنولوجيا المالية للانضمام إلى المجموعة الافتتاحية من Amazon Web Services (AWS) FinTech Africa Accelerator، الذي تستضيفه شركة Startup Loft Accelerator المعترف بها عالميًا من AWS، حيث تم اختيار تلك الشركات من بين أكثر من 500 طلب.
ويتحدث عبد الله رضوان وأحمد رمضان مؤسسا “مزيد” في حوارهما مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT حول رحلة الشركة وما تقدمه، والتحديات التي واجهتها وهدفها خلال الفترة القادمة.
ما هي خبراتكم قبل تأسيس “مزيد”؟
أحمد رمضان: عملت في مجالي البنوك والاستثمار لمدة 15 عاماً، وعملت في الاستثمار المباشر، وبعد ذلك قررت أستقيل وأشارك في تأسيس مزيد في 2021.
عبد الله رضوان: عملت في إدارة العمليات في بعض الشركات خارج مصر، ثم عملت في التسويق الرقمي، وكان لديّ شركات أخرى، ولكن مزيد هي أول Startup.
ما هي الفجوة التي تسعى “مزيد” لسدها؟
كثيرون يريدون الحصول على تمويلات أو قروض أو أي تسهيلات ائتمانية، ويلجأون إلى التحدث مع كل شركة تمويل أو بنك لمعرفة المنتجات التي تقدمها بجانب الحيرة في معرفة المنتج المناسب، كل ذلك يحتاج إلى وقت وجهد كبير، ولذلك أردنا تجميع كل المنتجات التمويلية في منصة واحدة، بجانب توجيه العملاء للمنتجات الأنسب لهم بناء على ملف كل عميل، كما أن كل الشركات تركز على القاهرة الكبرى، ولكن الناس في المحافظات تحتاج للمنتجات التمويلية، وهو ما نسعى لتحقيقه، حيث إن 6% فقط لديهم وصول إلى التمويل، وهو رقم مرعب، لكن توجه الدولة للشمول المالي يساعد على تحسين ذلك.
وما هي الميزة التنافسية لديكم؟
أهم شيء لدينا هو تسهيل الوقت والإجراءات على العميل وتقديم العديد من الاختيارات، فأي عميل يحتاج إلى تقسيط مشترياته يلجأ إلى شركة واحدة، بالرغم من وجود العديد من الشركات الأخرى التي تقدم نفس الخدمة بإجراءات أسهل، فعندما يفكر العميل في التقسيط يدخل إلى منصة مزيد، ويختار الشركة التي تناسبه، ويقارن بين المنتجات التمويلية المختلفة، بجانب أننا نستطيع تقييم ملف كل عميل لتوجيهه إلى أنسب شركة وعرض، كما أن العميل يستطيع إتمام التمويل أو القرض بإجراء واحد فقط بدلا من تعدد الإجراءات والأوراق المطلوبة.
هل وقعتم في أخطاء أثناء تأسيس وإدارة الشركة؟
أول 6 أشهر كنا موجودين في الشارع ندرس الأمر من كل الاتجاهات لتفادي أي أخطاء والوصول إلى نموذج العمل الصحيح، وتكلمنا مع العملاء في كل المحافظات، وتحدثنا مع أصحاب المدارس والمؤسسات وشركات التمويل، إلى أن وصلنا في النهاية إلى نقطة البداية مع الأفراد في قطاع التعليم، والذي فتح لنا اتجاهات أخرى، وفترة الدراسة أفادتنا كثيرا لمعرفة مدى تقبل الناس لفكرتنا، والحمد لله أثبتنا أنفسنا في السوق، حيث أصبح هناك شركات تمويل هي التي تعرض علينا التعاقد معها، فالفكرة تبلورت أكثر في السوق، وسنطرح تطبيق الموبايل في الفترة القادمة.
وما هي أبرز الأرقام التي حققتها الشركة؟
تعاقدنا مع 12 شركة تمويل مختلفة، ونقدم خدمات الرعاية الصحية أيضا، واستطعنا تقديم خدماتنا لحوالي 25 ألف عميل، وفي قطاع التعليم تعاقدنا مع 85 مؤسسة تعليمية مختلفة، فنركز على توفير منتجات تمويلية بقطاعات الرعاية الصحية والتعليم وتشطيبات المنازل، ونوفر لها خدمات الشراء الآن والدفع لاحقا، فنحن نعمل بنموذج B2B2C ونعمل بشكل أكبر مع مقدمي الخدمات والتجار الذين يقدمون خدماتهم للعملاء.
وماذا عن التحديات التي واجهتكم؟
أولا قبول الفكرة نفسها من كل الأطراف، فقد كان نموذجنا أول نموذج يقدم في مصر بهذا الشكل، ففكرة أن يدخل العملاء ويختارون المنتج المناسب لهم كان شكلا جديدا على مقدمي الخدمات والعملاء والدوائر الحكومية، فقد واجهنا نوع من المقاومة للتغيير، ولكن الحمد لله مهما نقابل هذا النوع من المقاومة نكمل مشوارنا ونحاول بقدر الإمكان إثبات جدوى ونجاح الفكرة والناس تقتنع بما نقدمه، وهناك تحد آخر خاص بتعيين الكوادر، فمجال التكنولوجيا بشكل عام أصبح صعبا في مصر ومكلف مقارنة بدول أخرى، لأن هناك طلبا كبيرا على المواهب لدينا وبمرتبات مرتفعة من شركات بالخارج، ولكن الحمد لله استطعنا تكوين فريق من المواهب.
هل كان هناك تحد خاص بالحصول على استثمارات؟
حصلنا على تمويل أوّلي كتمويل Family Finance كبداية للانطلاق والعمليات، وحاليا نعمل على الانتهاء من جولة تمويلية، ونحن أدركنا أن المستثمرين ينظرون الآن على الشركات التي تحقق الأرباح، ففكرة النمو أي كانت التكلفة أصبحت صعبة، والمستثمر أصبح يسأل عن المكاسب، فأصبح هناك تغيير من مدرسة لأخرى، ويجب النظر إلى ما يطلبه السوق، وهل المطلوب النمو وفتح أسواق جديدة على حساب الربحية أم نحتاج إلى منتجات تحقق الأرباح بشكل أكبر، فكل ذلك كان من ضمن التحديات، ونحن انضممنا لمدرسة الربحية لكسب الأموال وجذب المستثمرين.
وماذا عن التحديات الخاصة ببيئة العمل؟
هناك تحد آخر خاص بوجود دعم أكبر من الحكومة والنظام البيئي، فهناك تحديات خاصة برسوم حكومية وتسجيلات ضرائب، فالتعامل مع الشركات الناشئة وكأنها شركة تأسست منذ 20 سنة، فنحتاج إلى دعم للشركات حتى تكون موجودة بالبلد ولا تنتقل للخارج، فهجرة الشركات تحدث لأن المؤسسين يجدون الدعم هناك، بجانب أن الإجراءات بالخارج أسرع.
وهل فكرتم في الانتقال للخارج؟
نفكر بالتأكيد، وندرس الأمر، وهناك مفاوضات مع مجموعة من المستثمرين بالخليج، ومن ضمن الأشياء المطروحة إعادة تأسيس الشركة في إحدى الدول، فحيث يمكن أن يدخل المستثمرون معنا بشكل أسهل.
ما الذي تستفيده الشركة من اختيارها في Amazon Web Services (AWS) FinTech Africa Accelerator؟
بالفعل تم اختيارنا كواحدة من ضمن 25 شركة ناشئة بقارة أفريقية من خلال AWS، وهي من أكبر المسرعات على مستوى العالم، والحمد لله تم اختيارنا لتمثيل إفريقيا، فنحن جزء من النظام البيئي لأفريقيا، ونحن فخورون بأداء هذا النظام البيئي مؤخرا، فهناك شركات أفريقية تقدم أداءً رائعاً، مثل شركات بنيجيريا ورواندا وكينيا وجنوب أفريقيا، فلديهم تطور كبير نتمنى أن نشهده في مصر، فأرى أن الانطلاقة في التكنولوجيا المالية تحديدا ستكون من أفريقيا، فهي متطورة جدا، ووراءهم مستثمرون من كل العالم لديهم إيمان بأفكارهم، ويقدمون الدعم، ورأينا العديد من الشركات وانبهرت بالتطور في كل شيء، نتمنى أن ننضم بجدية لهذا النظام البيئي والذي أصبح متقدما ولا يقل أهمية عن الشرق الأوسط، ونستفيد في البرنامج من ورش العمل، وما يصل إلى 25000 دولار في شكل ائتمانات تقنية من AWS ، بجانب استشارات وإرشادات فردية من اللاعبين الرئيسيين في الصناعة.
هل يدفعكم ذلك إلى التفكير في التوسع بأفريقيا؟
نفكر في مرحلة لاحقة من مراحل الشركة أن نتوسع في شمال أفريقيا، تحديدا في تونس والجزائر والمغرب، فالسوق قريب منا، وسلوك المواطن هو سلوك متقارب جدا، وهذا يفتح الباب للعمل هناك، فهناك فرص واعدة، ولكن دائما لا نحب أن نأخذ خطوة على مستوى التوسع الجغرافي بدون دراسة ويكون لدينا شركاء هناك، ويكون هناك دعم من المستثمرين، ولكن حاليا نركز على السوق المصري لأنه سوق كبير وبه احتياج كبير للخدمات المالية مثل الاحتياج للشراء الآن والدفع لاحقا، وهناك مناطق جغرافية وقطاعات لديها صعوبة في الوصول إلى الخدمات التمويلية.
وما هي أهداف الشركة خلال الفترة القادمة؟
هدفنا تغيير مفهوم القطاع المالي في مصر، وتعزيز مبدأين في أي اقتصاد ناشئ هما فكرة إتاحة التمويل والشمول المالي، فمن حق أي فرد الوصول إلى تمويل مناسب لاحتياجاته وظروفه يوفر من خلاله التعليم لأبنائه أو خدمات الرعاية الصحية أو سد العجز في القدرة الشرائية، كذلك الشركات فهناك جزء خاص بتمويل لمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وخصصنا لها منتجات تناسبها بمختلف أحجامها وحجم أعمالها، فنريد أن يتمكن أي مواطن أو شركة من الوصول للخدمة التمويلية المناسبة بأسهل إجراءات وأسرع وقت وبدون إجراءات معقدة، أو اللجوء لقنوات غير شرعية مثل المستريح وأمثاله، لأن هناك صعوبة لدى البعض في الوصول لقنوات التمويل والاستثمار، فهدفنا حل هذه المشكلة وعمل إتاحة للتمويل لمختلف الناس، بجانب تعزيز مفهوم الشمول المالي، فهذا هدف الحكومة والقطاع الخاص، فنريد عمل تحول رقمي لكل الناس من خلال التطبيق.
وما الذي تحتاجونه لتحقيق ذلك؟
نتمنى أن يكون هناك دعم وتفهم من الحكومة والبنوك والقطاع الخاص والعام، ونحتاج أن نعامل هذا الأمر كلنا كبلد ونتجه لفكرة التحول الرقمي بشكل جاد وليس مجرد كلام، ويكون هناك خطة ولها أهداف، ومنها أن يتجه الجميع لإنهاء المعاملات البنكية من خلال التطبيقات، فنريد العملاء والشركات بشكل سهل وبسيط في قطاعات استراتيجية مثل التعليم أو الرعاية الصحية.