في 27 سبتمبر من عام 1930، وُلد ألان شوجارت، الرجل الذي سيقود ثورة التخزين الرقمي ويضع حجر الأساس لعصر البيانات كما نعرفه اليوم.
قبل 95 عاماً، لم يكن أحد يتخيل أن هذا الطفل القادم من كاليفورنيا سيصبح أحد أبرز رواد صناعة محركات الأقراص الحاسوبية، ويؤسس شركةً ستصبح لاحقاً من أعمدة التكنولوجيا العالمية: “سيجيت” للتكنولوجيا (Seagate).
بدأ شوجارت مسيرته المهنية في شركة “آي بي إم” (IBM)، حيث شارك في تطوير أول محرك أقراص مرن (Floppy Disk) عام 1967، وهو الابتكار الذي غيّر طريقة تخزين ونقل المعلومات في الحواسيب. لكن طموحه لم يتوقف عند حدود الشركات الكبرى، فأسس في السبعينيات شركته الخاصة “شوجارت أسوشيتس”، ثم شارك في تأسيس سيجيت عام 1979، التي أصبحت لاحقاً من أكبر الشركات المنتجة لمحركات الأقراص الصلبة في العالم.
بفضل رؤيته الثاقبة، ساهم شوجارت في جعل التخزين الرقمي أكثر كفاءةً وسرعةً، مما مهد الطريق أمام الحواسيب الشخصية، والخوادم، وحتى الهواتف الذكية.
وفي 27 سبتمبر من عام 1983، أعلن المبرمج الأمريكي ريتشارد ستالمان عن إطلاق مشروع GNU، في رسالة تاريخية غيّرت مسار البرمجيات إلى الأبد. لم يكن مجرد إعلان تقني، بل كان بياناً ثورياً ضد الاحتكار الرقمي، ودعوةً مفتوحة لبناء عالمٍ تُشارك فيه المعرفة بلا قيود.
“أعلن أنني بصدد تطوير نظام تشغيل حر”، بهذه الكلمات، بدأ ستالمان رحلته نحو تأسيس حركة البرمجيات الحرة. كان مشروع GNU، الذي يعني GNU’s Not Unix، يهدف إلى إنشاء نظام تشغيل شبيه بيونكس، لكنه حر بالكامل، يُمكن لأي شخص استخدامه وتعديله ومشاركته دون قيود ترخيصية خانقة.
لم يكن مشروع GNU مجرد كود، بل كان نواةً لحركةٍ فلسفية تُؤمن بأن البرمجيات يجب أن تكون ملكاً للمستخدم، لا للشركات. ومن رحم هذا المشروع، وُلدت مؤسسة البرمجيات الحرة (FSF)، وتم وضع أول تعريف رسمي للحرية الرقمية في عالم البرمجيات.
بفضل مشروع GNU، أصبح من الممكن تطوير أنظمة تشغيل مثل لينُكس، الذي يستخدم اليوم في كل شيء من الهواتف الذكية إلى الخوادم العملاقة.
وفي 27 سبتمبر من عام 1993، أصدرت مجلة تايم عددها الشهير الذي حمل عنوانًا لافتًا: “غزو ألعاب الفيديو”. لم يكن مجرد غلاف، بل كان إعلاناً صريحاً بأن ألعاب الفيديو لم تعد مجرد تسلية للأطفال، بل أصبحت ظاهرة ثقافية واقتصادية تستحق أن تُناقش على صفحات واحدة من أعرق المجلات الأمريكية.
في ذلك العدد، تناولت تايم التأثير المتزايد لألعاب الفيديو على جيل التسعينيات، من حيث السلوك، والتعليم، وحتى الاقتصاد. ناقشت المجلة كيف تحولت هذه الصناعة من مجرد أجهزة بسيطة إلى عالمٍ متكامل من الرسوميات، القصص، والتفاعلات، يجذب ملايين اللاعبين حول العالم.
لم يكن الغلاف احتفالياً بالكامل، بل حمل نبرةً مزدوجة: فضول تجاه هذا العالم الجديد، وقلق من تأثيراته المحتملة على الأطفال والمراهقين. ظهرت تساؤلات حول العنف في الألعاب، الإدمان، ودور الأهل في مراقبة المحتوى، وهي نقاشات لا تزال مستمرة حتى اليوم.
هذا العدد يُعد من اللحظات الفارقة التي بدأت فيها وسائل الإعلام التقليدية تأخذ ألعاب الفيديو على محمل الجد، ليس فقط كمنتج ترفيهي، بل كقوة ثقافية قادرة على التأثير في الذوق العام، والسلوك الاجتماعي، وحتى السياسة.
وفي 27 سبتمبر من عام 1999، أطلقت شركة إنتل إصدارين جديدين من معالجها الشهير بنتيوم 3، وهما 533B و600B، في خطوة عززت مكانتها كقائدة لتطور المعالجات الدقيقة في عصرٍ كانت فيه الحواسيب الشخصية تتجه نحو آفاق غير مسبوقة من الأداء والسرعة.
جاء الإصداران 533B و600B بترددات أعلى، مما يعني قدرة أكبر على معالجة البيانات، وتشغيل التطبيقات الثقيلة، والألعاب ثلاثية الأبعاد التي بدأت تفرض نفسها في نهاية التسعينيات، كما دعما تقنية MMX وSSE، التي حسّنت أداء الوسائط المتعددة بشكل ملحوظ، من الصوت إلى الفيديو إلى الرسوميات.
لم تكن معالجات بنتيوم 3 مجرد تحديثات تقنية، بل كانت تمثل نقلة نوعية في طريقة تعامل المستخدمين مع الحواسيب. فقد ساهمت في تسريع الإنترنت، تحسين تجربة الألعاب، وتطوير البرمجيات التعليمية والمهنية، لتصبح الحواسيب أدوات إنتاج حقيقية وليست مجرد أجهزة مكتبية.
وفي 27 سبتمبر من عام 2010، أطلقت شركة كلاودفلير (Cloudflare) خدماتها رسميًا، لتبدأ رحلةً غيرت وجه الإنترنت من حيث الأمان، والسرعة، والموثوقية. لم تكن مجرد شركة ناشئة، بل كانت وعدًا جديدًا بعالم رقمي أكثر حمايةً وانسيابية.
بدأت كلاودفلير بهدف بسيط لكنه طموح: حماية المواقع الإلكترونية من الهجمات وتحسين أدائها. خلال سنوات قليلة، توسعت خدماتها لتشمل ملايين المواقع حول العالم، من المدونات الشخصية إلى منصات حكومية وتجارية ضخمة، عبر شبكة توزيع محتوى (CDN) ذكية، وجدار حماية تطبيقات الويب (WAF)، وتسريع تحميل الصفحات.
ما ميّز كلاودفلير منذ البداية هو قدرتها على تقديم حلول أمنية متقدمة، مثل التصدي لهجمات DDoS، بطريقة سهلة ومباشرة، دون الحاجة إلى خبرات تقنية عميقة. أصبحت الخيار الأول لأصحاب المواقع الذين يبحثون عن حماية فورية وأداء محسن دون تكلفة باهظة.
اليوم، تُعد كلاودفلير من أكبر شبكات الإنترنت في العالم، تمر عبرها نسبة ضخمة من حركة الإنترنت العالمية. لا تقتصر خدماتها على الحماية، بل تشمل أيضًا أدوات الخصوصية، وDNS سريع، وخدمات الحوسبة الطرفية (Edge Computing) التي تعيد تعريف البنية التحتية الرقمية.