في مثل هذا اليوم، 13 أغسطس من عام 1996، شهد العالم الرقمي لحظة فارقة بإصدار شركة مايكروسوفت للنسخة الثالثة من متصفحها الشهير إنترنت إكسبلورر 3، وهو الإصدار الذي شكّل نقطة تحول في حرب المتصفحات التي كانت مشتعلة آنذاك بين مايكروسوفت ونتسكيب.
جاء إصدار إنترنت إكسبلورر 3 بعد عام واحد فقط من إطلاق أول نسخة من المتصفح، لكنه حمل معه تغييرات جوهرية جعلته منافسًا حقيقيًا في سوق المتصفحات، ولأول مرة، أصبح المتصفح يدعم تقنيات مثل CSS وJava applets وActiveX controls، مما أتاح للمطورين بناء مواقع أكثر تفاعلية وجاذبية.
اتبعت مايكروسوفت استراتيجية ذكية حينها، إذ قامت بتضمين المتصفح داخل نظام التشغيل ويندوز 95، مما جعله متاحًا تلقائيًا لملايين المستخدمين حول العالم، وكانت هذه الخطوة حاسمة في كسب حصة سوقية كبيرة، وبدأت ملامح تفوق مايكروسوفت على نتسكيب تظهر تدريجيًا.
تميز المتصفح “إنترنت إكسبلورر 3” أيضًا بواجهة استخدام أكثر سلاسة، ودعم البريد الإلكتروني عبر Internet Mail، وإمكانية قراءة الأخبار عبر Internet News، مما جعله أكثر من مجرد متصفح، بل بوابة متكاملة للويب.
مع هذا الإصدار، بدأت مايكروسوفت فعليًا في السيطرة على سوق المتصفحات، حيث ساهم “إنترنت إكسبلورر 3” في تقليص الفجوة مع نتسكيب، الذي كان المتصفح المهيمن في التسعينيات، وبحلول عام 2003، وصلت حصة إنترنت إكسبلورر من الاستخدام إلى نحو 95%، قبل أن تبدأ بالتراجع لاحقًا مع ظهور فايرفوكس وكروم.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2018، أعلنت شركة إنفيديا عن إطلاق بنية تورينج (Turing) الجديدة لمعالجات الرسومات، لتُحدث ثورة في عالم الرسوميات الحاسوبية عبر تقديم أول دعم فعلي لتقنية تتبع الأشعة في الوقت الحقيقي.
وتورينج ليست مجرد تحديث تقني، بل تمثل نقلة نوعية في تصميم وحدات معالجة الرسومات أو الجرافيك (GPU)، فقد دمجت إنفيديا لأول مرة أنوية RT Cores المخصصة لتتبع الأشعة، وأنوية Tensor Cores لمعالجة الذكاء الاصطناعي، مما أتاح أداءً غير مسبوق في الألعاب والتطبيقات الاحترافية.
وتحاكي تقنية تتبع الأشعة الطريقة التي ينتقل بها الضوء في الواقع، ما يتيح إنتاج انعكاسات وظلال وإضاءة أكثر دقة وواقعية، وقبل تورينج، كانت هذه التقنية تُستخدم فقط في أفلام الأنيميشن عبر البرمجيات، لكنها كانت بطيئة جدًا لتطبيقها في الوقت الحقيقي، بينما غيّرت تورينج ذلك تمامًا.
بفضل تورينج، أصبحت الألعاب مثل Battlefield V وCyberpunk 2077 قادرة على تقديم بيئات بصرية مذهلة، حيث تتفاعل الإضاءة والظلال بشكل طبيعي مع حركة اللاعب، وكانت هذه التجربة البصرية تُعتبر خيالًا علميًا قبل 2018.
مكّنت أنوية Tensor Cores المدمجة في تورينج من استخدام تقنيات مثل DLSS (Deep Learning Super Sampling)، التي تحسن جودة الصورة وتزيد من الأداء باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يجعل الرسوميات أكثر وضوحًا دون التأثير على سرعة اللعب.
بعد مرور 7 سنوات، لا تزال بنية تورينج تُعتبر حجر الأساس في تطور الرسوميات الحديثة، ومهدت الطريق لسلسلة RTX من إنفيديا، وغيرت توقعات اللاعبين والمطورين حول ما يمكن أن تقدمه الرسوميات في الوقت الحقيقي.