في مثل هذا اليوم، 26 سبتمبر من عام 1973، شهد عالم الطيران حدثاً بارزاً غير مسبوق، حيث قامت طائرة الكونكورد، تلك المعجزة التكنولوجية التي طال انتظارها، بأول رحلة تجارية عبر المحيط الأطلسي.
هذا الإنجاز لم يكن مجرد رحلة جوية عادية، بل كان ثمرة سنوات من البحث والتطوير المكثف، وتعاوناً هندسياً فريداً بين فرنسا والمملكة المتحدة.
انطلقت الكونكورد من العاصمة الأمريكية واشنطن، حاملة على متنها أحلام المستقبل، وحطمت الرقم القياسي لسرعة عبور المحيط الأطلسي، حيث وصلت إلى باريس في زمن قياسي بلغ 3 ساعات و32 دقيقة، لتقطع مسافة هائلة بسرعة متوسطة بلغت 954 ميلًا في الساعة.
هذا الإنجاز التاريخي لم يكن مجرد رقم قياسي، بل كان شاهداً على قدرة الإنسان على تحدي حدود التقنية، وتحويل الخيال العلمي إلى حقيقة واقعة، وفتح هذا الإنجاز الرائع آفاقاً جديدة أمام صناعة الطيران، وألهم مهندسي الطائرات في جميع أنحاء العالم لتطوير تقنيات جديدة وأكثر تطوراً.
على الرغم من أن رحلة الكونكورد كانت قصيرة العمر، إلا أنها تركت بصمة عميقة في تاريخ الطيران، وأثرت بشكل كبير على تصوراتنا حول المستقبل. فكرة السفر بسرعة الصوت، التي كانت يوماً ما مجرد حلم، أصبحت الآن حقيقة واقعة، وإن كانت محدودة الاستخدام.