لقد دخل العالم عصراً من الابتكارات التكنولوجية المتسارعة بفعل الاستثمارات الضخمة في مجال البحث والتطوير، والتقدم الهائل في العديد من التكنولوجيات ولاسيما خدمات السحابة التي أحدثت تغيرات جذرية على أسلوب عمل الشركات، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالشركات الناشئة. فمن غير المألوف الآن أن تجد شركة ناشئة لا تقوم أعمالها على خدمات السحابة لما تتيحه من فرص للاستفادة من موارد الحوسبة القابلة للتطوير وتقليل تكاليف تكنولوجيا المعلومات وتحسين الإنتاجية وتبسيط العمليات، حيث يمكن للشركات الناشئة الآن الوصول إلى موارد السحابة القوية التي كانت متاحة في السابق للشركات الأكبر فقط.
حرصت العديد من الشركات من مختلف أنحاء منطقة شمال أفريقيا من تحقيق النمو والابتكار بصورة سريعة وسهلة بدعم من بنية تحتية للخدمات السحابية لما تتميز به من أمان ومرونة، حيث تنظر الشركات الناشئة إلى تبني الخدمات السحابية والحفاظ على الأمن من منظور مختلف مقارنةً مع المؤسسات الكبرى التي لا تزال تسعى إلى الجمع بين الإمكانات الجديدة والأنظمة القديمة. كما تستطيع الشركات الصغيرة التي لا يمكنها شراء الخوادم الإلكترونية وتحمل تكاليف تشغيلها وصيانتها، تخزين كميات هائلة من بياناتها أو تشغيل بعض التطبيقات والبرمجيات التي تتطلب قوة حاسوبية عالية عبر “الشركات السحابية” التي توفر خوادمها الإلكترونية وأجهزتها القوية للإيجار.
وايماناً منها بأهمية الدور المحوري الذي تلعبه الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة، والمساهمة في خلق العديد من فرص العمل، تحرص شركة هواوي على تمكين الشركات الناشئة والمطورين بما يتيح لهم تسريع وتيرة دمجهم في قطاعات عملهم، وتوسيع نطاق حضورهم، وترسيخ مكانتهم، من خلال الخدمات السحابية المتطورة التي تقدمها.
ومن هنا، قامت هواوي بإطلاق العديد من المبادرات لدعم الشركات الناشئة أبرزها إطلاق منطقتها السحابية الجديدة في مصر لتكون مركزًا إقليميًا للخدمات السحابية في منطقة شمال أفريقيا، مما يساهم فيتوفيرالوصول لأفضل بنية تحتية تقنية متطورة وآمنة للشركات الناشئة في المنطقة،مما يمكّنها من اختصار الوقت اللازم لتطوير تطبيقاتها وبرامجهامقارنةً بالاعتماد على الأساليب والأدوات التقليدية، وتحقيق نمو أسرع بفضل المرونة التي توفرها حلول السحابة بطريقة امنة وموثوقة.
وقد اعلنت هواوي ايضاً اطلاقها لبرنامج “هواوي كلاود للشركات الناشئة” Huawei Cloud Startup Programفي مصر ومنطقة شمال أفريقيا في عام 2022، الذي يهدف لتسريع نمو الشركات الناشئة في مصر، وتطوير أعمالها، حيث يوفر البرنامج للشركات الصغيرة والمتوسطة قسائم سحابية من هواوي ودعماً تقنياً وتدريباً لتطوير المواهب، إضافة إلى تزويدها بأدوات تساعدهاعلىالابتكار ودفع نمو أعمالها، وذلك للمشروعات التي تستند إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات ومعالجتها وتكنولوجيا الخدمات المالية و e-commerce والرعاية الصحية والتعليم وغيرها. إلى جانب تزويد هذه الشركات ببرامج تدريبية ودعم فني من هواوي في تقنيات السحابة والذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تطوير قاعدة البيانات ونظام التشغيل لتطوير تطبيقاتها وخدماتها.
وفيما يخص الخدمات السحابية الخاصة بشركة هواوي للشركات الناشئة فتساهم العديد من المزايا التي تمكنها من اكتساب ميزة تنافسية،وتحقيق أهداف أعمالهم، ومواجهة التحديات المرتبطة بالتمويل والمصادر التقنية والتجارية والاتصالات التي تحتاجها لتوسيع نطاق أعمالها،منها:
- توفير التكاليف: تقليل التكاليف بشكل كبير، وذلك من خلال الاستعانة بمصادر خارجية للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات مما يساهم في تجنب التكاليف المرتفعة المرتبطة بشراء وصيانة الأجهزة والبرامج.
- قابلية التوسع: توسيع نطاق البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات الخاصة بالشركة حسب الحاجة، وتسمح هذه المرونة للشركات بالتكيف مع ظروف السوق المتغيرة، وتحسين أدائها العام.
- الأمان: يوفر مستويات عالية من الأمان، بما في ذلك تشفير البيانات والمصادقة متعددة العوامل، من خلال استضافة بياناتها وتطبيقاتها في السحابة بهدف حماية معلوماتها الحساسة ومنع انتهاكات البيانات.
- المرونة: اتاحة الوصول إلى بيانات الشركات وتطبيقاتها من أي مكان وفي أي وقت لتكون أكثر استجابة لاحتياجات عملائها وأن تعمل بكفاءة أكبر.
- التعاون: تتيح فرص التعاون مع الشركاء والعملاء بشكل أكثر فعالية، من خلال توفير الوصول إلى الملفات والتطبيقات المشتركة لتحسين إنتاجيتها وتبسيط عملياتها.
علاوةً على ذلك، يُمكن للشركات الناشئة ايضاً الاستفادة من النظام الإيكولوجي الأوسع لشركة هواوي مع إمكانية الوصول إلى محفظتها المتنوعة من الابتكارات وخدمات الدعم التقني والإرشادات وفرص التوسع إلى أسواق جديدة. وتساعد هواوي الشركات الناشئة أيضاً على دخول الأسواق والوصول إلى الجمهور المستهدف بشكل فعال والمساعدة في ربط رواد الأعمال بأقرانهم من أصحاب التفكير المتشابه وكذلك مع الخبراء وقادة الفكر في قطاعاتهم عبر جميع أنحاء العالم. فقد نجح البرنامج حتى الآن في تقديم الدعم للعديد من الشركاتالناشئة في مصر وتونس والمغرب،حيث تكرس هواوي خبرتها العالمية وابتكاراتها السحابية لدفععجلةتطويرالشركات الناشئة ودعم مناخ الابتكار والنظام الإيكولوجي لريادة الأعمال في مصر والمنطقة.
كما تتيح خدمات المنطقة السحابية الجديدة الخاصة بهواوي ايضاً نموذج “بانغو 3.0″المخصص لمواجهة التحديات المتعلقة بتبنّي أنظمة الذكاء الاصطناعي، حيث يهدف هذا النموذج إلى استغلال رؤى القطاع لتحسين قدرات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، بما في ذلك التمويل والتصنيع وغيرها من القطاعات الاستراتيجية على المستويين العام والخاص. فعلى سبيل المثال، يُستخدم “بانغو 3.0” في قطاع التمويل لتطوير أدوات تحليل المخاطر وتحسين كفاءة الإنتاج وتقليل التكاليف. وسيستهل نموذج “بانغو 3.0″للذكاء الاصطناعي حقبة جديدة من الابتكار ضمن العديد من المجالات وسيناريوهات الأعمال تماشياً مع وتيرة الرقمنة المتسارعة في العالم.كما أصدرت هواوي كلاود نموذجًا جديدًا للغة العربية (LLM)، ليكون خطوة هامة لدعم التحول الرقمي في الشركات والصناعات المختلفة في المنطقة، حيث يشمل خدمة التعرف التلقائي على الكلام (ASR)، التي تدعم كافة الوظائف في أكثر من 20 دولة ناطقة باللغة العربية، حيث يصل معدل الدقة إلى 96٪. وتم اعداد النموذج اعتمادا على بيانات اللغة العربية التي تضمن فهمًا دقيقًا للثقافة المحلية والتاريخ والمعرفة والعادات في العالم العربي بدلاً من استخدام الترجمة.
