بعد أن سجلت شركة إنتل خسائر قدرت بنحو 60 مليار دولار خلال العام الجاري، لاقت ضغطًا من قبل المستثمر الناشط بالشركة “دان لوب”، الذي يمتلك حصة بالشركة، وهو يحثها على استكشاف بدائل إستراتيجية، بما في ذلك تفكيك محتمل للشركة المتخصصة في تصنيع الرقائق الإلكرتونية وبيع أصول منها.
واشترى صندوق الاستثمار المملوك لـ”لوب”، “ثيرد بوينت إل إل سي” (Third Point LLC) حصة كبيرة في شركة “إنتل” ويخطط للدفع نحو تغييرات، تتضمن ترشيح أعضاء محتملين في مجلس الإدارة، حسبما قال يوم الثلاثاء في رسالة إلى رئيس مجلس إدارة شركة “إنتل”، عمر إشراق.
قال “لوب”، إن أداء الشركة كان أقل بشكل كبير من نظيراتها في السنوات الخمس الماضية، حيث سجلت خسارة أكثر من 60 مليار دولار من القيمة السوقية هذا العام فقط.
وأوضح “لوب”: في رسالة لمجلس لإدارة الشركة: “لا يمكننا أن نفهم كيف أن المجالس التي ترأست شركة “إنتل” خلال فترة تراجعها، كان من الممكن أن تسمح للإدارة بالتخلي عن مكانة الشركة الرائدة في السوق مع مكافأتها في نفس الوقت بشكل رائع بحزمة تعويض باهظة”. وتابع: “لن يتسامح المساهمون بعد الآن مع مثل هذا الإخلال الجلي بالواجب الوظيفي”.
وقالت شركة “إنتل” في بيان إنها ترحب بالمشاركات من جميع المستثمرين لخلق قيمة للمساهمين، وتتطلع إلى التعامل مع شركة “ثيرد بوينت” لتحقيق هذا الهدف.
وتوقع “لوب”، أن تكون المناقشات مثمرة، لكنه احتفظ بالحق في ترشيح أعضاء في مجلس الإدارة إذا أدرك أن هناك امتناعا عن معالجة مخاوفه.
تعيش شركة “إنتل” في خضم أسوأ أزمة لها منذ عقد على الأقل، وكانت الشركة التي تتخذ من مدينة ” سانتا كلارا ” بولاية كاليفورنيا مقراً لها، كانت أكبر شركة لتصنيع الرقائق الإلكترونية في معظم فترات السنوات الثلاثين الماضية بفضل الجمع بين أفضل التصاميم والمصانع المتطورة.
وأغلقت معظم شركات الرقائق الأمريكية الأخرى مصانعها أو باعتها واستعانت بشركات أخرى لصنع المكونات فيما صمدت شركة “إنتل” زاعمة بأن القيام بكلا الأمرين معاً طور كل جانب من جوانب عملها وساهم في ابتكار أشباه موصلات أفضل.
وباتت هذه الإستراتيجية موضع تساؤل الآن حيث تتخلف قدرات التصنيع للشركة عن الشركة الرائدة في الصناعة الجديدة ” تايوان سيميكونداكتور مانيوفاكتشرينغ” (TSMC).
تكافح مصانع شركة ” إنتل” لمواكبة أحدث عملية إنتاج بدقة تصنيع تبلغ “7 نانومتر” ، في حين أن شركة “تايوان سيميكونداكتور” قد تجاوزت ذلك بالفعل إلى إصدار أكثر تقدماً. ويدرس الرئيس التنفيذي “بوب سوان” الاستعانة بمصادر خارجية لبعض عمليات الإنتاج، وقال إنه سيقرر ذلك في أوائل عام 2021. وسيكون هذا القرار تغييراً جذرياً للشركة وحتى مع مجرد اقتراحه تسبب في انخفاض سعر السهم في وقت سابق من هذا العام.
وحث “لوب” شركة “إنتل” على الاستعانة ببنك استثماري لتقييم البدائل الإستراتيجية، بما في ذلك ما إذا كان ينبغي أن يظل مصنعاً متكاملاً للأجهزة، ولاستكشاف سحب الاستثمارات من بعض عمليات الاستحواذ الفاشلة. وقال إن هناك قضايا أخرى يود مناقشتها سراً، ولديه خطط لتقديم طلب للجهات التنظيمية للسماح لـشركة “ثيرد بوينت” بمواصلة شراء أسهم في شركة ” إنتل” والمشاركة بنشاط أكبر فيها.
ارتفعت الأسهم بأكثر من 5% لتصل إلى 49.50 دولاراً في بورصة نيويورك، مما منح الشركة قيمة سوقية تبلغ حوالي 200 مليار دولار وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز في الرسالة في وقت سابق يوم الثلاثاء.
وكتب “ستايسي راسغون”، المحلل في شركة “سانفورد سي بيرنشتاين”، في رسال للعملاء: “ربما تسبب الرسالة نوعاً من الضغط، لكن الشركة، من المفترض، أن تشارك حالياً في هذا النوع من الممارسة على وجه التحديد”. “نحن نعلم بالفعل أن شركة “إنتل” بصدد النظر في البدائل في أعقاب مشكلات التصنيع الخاصة بها، ومن المفترض أن نحصل على خطة في شهر يناير المقبل، وذلك على الرغم من أن التعليقات العلنية الأخيرة حتى الآن كانت أكثر إيحاء بمقاربات متطورة”.
ودلل “لوب” في الرسالة على أن شركة “إنتل” قد تخلفت عن التقدم التكنولوجي الذي حققه منافسوها، وأنها معرضة لخطر أكبر الآن بأن العديد من عملائها، بما في ذلك شركات “أبل”، و”مايكروسوفت”، و”أمازون”، يطورون منتجاتهم الخاصة من الرقائق الإلكترونية المصنعة لديهم. وقال إنه يتعين على شركة “إنتل” اكتشاف طريقة لخدمة منافسيها كعملاء، مثل شركة “نتفلكس” التي تستعين بشركة “أيه دبليو إس” (AWS) التابعة لشركة “أمازون” لخدمات الحوسبة السحابية، على سبيل المثال.
وقال: “يجب أن تكون قادراً على تقديم حلول مستقلة جديدة للاحتفاظ بهؤلاء العملاء بدلاً من جعلهم يبتعدون عنك بخدمات تصنيعهم”.
وضغطت شركة “ثيرد بوينت” لإحداث تغييرات في بعض أكبر الشركات في العالم، بما في ذلك شركات “والت ديزني”، و”سوني”، و”كامبل سوب” وغيرها.