أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرة عالمية لبناء القدرات في الفضاء السيبراني بالتعاون مع الأمم المتحدة، وذلك على هامش أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2025.
وانطلقت، اليوم الأربعاء، أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2025 بحضور نخبة من صناع القرار، وخبراء رفيعي المستوى من الحكومات والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية من حول العالم.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، خلال مداخلة في المنتدى عبر الاتصال المرئي، إن الفضاء السيبراني أمر ملح لتحفيز الابتكار وصناعة الفرص في الوقت نفسه، ويجب تسخيره لخدمة الصالح العام، موجها الشكر للمملكة العربية السعودية على تبني المبادرة العالمية لبناء القدرات في الفضاء السيبراني.
وأضاف جوتيريش، أنه سيتم تسخير الفضاء السيبراني من خلال الاستثمار وبناء المهارات وتعزيز الشمولية، وفي ظل التسارع التقني الذي نشهده حاليا ستظل الأمم المتحدة ملتزمة بتعزيز رؤيتها نحو الفضاء السيبراني؛ كونه فضاء مفتوحا وآمنا ومرتكزا على القانون الدولي، ولتحقيق هذه الرؤية نعمل على ضمان امتلاك جميع الدول القدرة على هذه الفرص وتقليل المخاطر.
ويركّز المنتدى في دورته الحالية على 5 محاور رئيسية تشمل: تجاوز التباينات العالمية في الأمن السيبراني، بناء اقتصاد سيبراني جديد، تعزيز الشمول الاجتماعي الرقمي، فهم السلوكيات السيبرانية، واستكشاف الفرص النوعية في الفضاء السيبراني، بما يسهم في دعم الأمن الرقمي العالمي، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة.
ويستعرض المنتدى آليات تفعيل العمل الدولي المشترك لمواجهة التهديدات السيبرانية، ودور الابتكار والتقنيات الحديثة في تصميم حلول استباقية تُمكن الأفراد والمجتمعات، كما يناقش سبل توظيف الفضاء السيبراني كرافعة لنمو الاقتصاد الرقمي وتعزيز التكامل العالمي في بيئة آمنة وموثوقة.
وترأست المملكة، ممثلة بمحافظ الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، ماجد بن محمد المزيد، أمس، الدورة العادية الثانية لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، التي انطلقت أعمالها في مدينة الرياض، بحضور المسؤولين المعنيين بمجال الأمن السيبراني في الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، والأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية السفير، علي بن إبراهيم المالكي.
واتخذ المجلس عدداً من القرارات من أبرزها؛ إقرار مشروع الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني، والموافقة على انضمام مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجرائم السيبرانية، وانضمام المجلس إلى عضوية أبرز المنظمات والكيانات الدولية، بالإضافة إلى تنسيق البيانات العربية المشتركة في مجال الأمن السيبراني من خلال المجلس، واعتماد آليات وإجراءات انضمام المنظمات الدولية وما في حكمها إلى المجلس بصفة مراقب، كما ناقش المجلس مستجدات الأمن السيبراني على المستويات الأمنية والاقتصادية والتنموية، بما يسهم في تعزيز الأمن السيبراني على المستوى العربي.
يشار إلى أن مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب يتألف من الوزراء العرب المعنيين بالأمن السيبراني، واعتُمد نظامه الأساسي بموجب قرار مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، ويعمل تحت مظلة مجلس جامعة الدول العربية.
وتتضمن اختصاصاته رسم السياسات العامة ووضع الاستراتيجيات والأولويات التي من شأنها تطوير العمل العربي المشترك في الأمن السيبراني، والنظر في جميع موضوعات ومستجدات الأمن السيبراني على المستويات الأمنية والاقتصادية والتنموية والتشريعية، وكذلك إقرار الخطط العربية المشتركة في مجال الأمن السيبراني لتنفيذ السياسات والاستراتيجيات المقرة في المجلس.