محمد السنباطي: «Educatly» تسد الفجوة بين احتياجات الطلاب التعليمية وفرص التعليم المتاحة.. ووصلت مبيعاتها إلى مليون و500 ألف دولار
وصل عدد طلاب المدارس في مصر في عام 2023 إلى أكثر من 25 مليون طالب، بجانب 3.7 مليون طالب جامعي، ووسط كل هذا العدد يجد الكثيرون مشكلة في اتخاذ قرارات حول مجال الدراسة المناسب، أو العثور على فرصة تعليم أو تدريب بجامعات وجهات عالمية تساعدهم على التأهيل الجيد لسوق العمل.
من هنا عمل رواد أعمال مصريون على حل تلك المشكلة في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، بإطلاق منصة Educatly عام 2020، بهدف مساعدة الطلاب على اتخاذ قرارات مستنيرة حول ما يدرسون وأين يدرسون، مما يضمن لهم مستقبل مهني مشرق، ونجحت الشركة مؤخرا في الحصول على استثمار بقيمة 2.5 مليون دولار، ليصل إجمالي الاستثمارات التي حصلت عليها إلى 3 ملايين دولار.
يتحدث محمد السنباطي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Educatly، في حواره مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، حول فكرة الشركة وما تقدمه وحققته، وأهدافها خلال الفترة القادمة.
كيف جاءت فكرة Educatly؟
الفكرة بدأت من مواجهتي لنفس المشكلة، أثناء تفكيري في مجال دراستي، وواجهت كل المشاكل التي تواجه الكثيرين، فدرست الهندسة لأن والدي كان يريدني أدرسها ولكني لم أحب هذا المجال، ولم أعمل كمهندس، وبدأت ابني شركات منذ أول سنة في الجامعة، ووجدت أني أحب فكرة ريادة الأعمال، وأردت دراسة ماجستير متعلق بذلك، ووجدت الكثير من البرامج في العديد من الجامعات، وشعرت بالتشتت، ولا أعرف أي جامعة أفضل، ووصلت لجامعة وعرفت أني لكوني مصريا يجب أن أحصل على Scholarship والمعلومة عرفتها عندما وصلت، فكل ذلك يؤخر أي فرد في تقرير مصيره، ففكرت في أنه يجب أن يكون هناك حل يسهّل كل ذلك على الطلاب، ونفس الأمر واجهه شريكي عبد الرحمن أيمن.
وما الذي تقدمه الشركة؟
المنصة تسد الفجوة بين احتياجات الطلاب التعليمية وفرص التعليم المتاحة لتتناسب مع قدراتهم وطموحاتهم، وتوفر معلومات عن كل أنواع المدارس والجامعات حول العالم، بالإضافة إلى برامج ومنح دراسية مختلفة، وتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغة الكبيرة (LLM) الحديثة لتضمن صحة المعلومات، حتى تكون قرارات الطلاب مبنية على أسس صلبة، كما تساعد المنصة الجامعات على استقطاب والتواصل مع الطلاب بشكل سهل ودقيق، وتضم المنصة في الوقت الحالي أكثر من 1100 جامعة، في 90 دولة حول العالم.
ماذا عن أبرز التحديات التي واجهتكم؟
أي شركة ناشئة تواجهها تحديات مثل الموارد المحدودة، ولكن بسبب تركيزنا على المنتج والقيمة المضافة التي نقدمها للطلاب أو الجامعات، فهذا جعلنا نستخدم الموارد المحدودة بشكل سليم، وفي نفس الوقت الوصول إلى الاستثمار بشكل سريع مهم، لأن الشركة من الممكن أن تحقق النمو خلال عشر سنوات إذا كانت تسير مثل أي شركة طبيعية، ولكن النمو سيكون بطيئا، بجانب أننا وجدنا أن النظام التعليمي سواء في مصر أو العالم كله نظام بيروقراطي، فالعالم كله تغير للتحول الرقمي، ولكن النظام التعليمي آخر ما يتطور مع التحول الرقمي، فهذا يجعلنا نسعى دائما لإقناع عناصر المنظومة بأن العالم يتغير ويتحول إلى عالم رقمي.
وما هي أبرز الأرقام التي حققتها الشركة؟
في 2023 حققنا أرقام فلكية، حيث وصل النمو إلى أكثر من 1500%، كما حققنا مبيعات وصلت إلى مليون و500 ألف دولار مقارنة بـ 200 ألف دولار في 2022، ووصلنا إلى 3 ملايين طالب، بعد أن كان العدد مليون طالب في 2022، وكان لدينا أقل من 300 جامعة، وحاليا 1100 جامعة، فالأرقام كبيرة والنمو في تصاعد، وحصلنا على أول استثمار في 2021 بقيمة مليون دولار، ثم مؤخرا حصلنا على 2.5 مليون دولار
وكيف ستستخدم الشركة الاستثمار الأخير؟
نستخدم حوالي 500 ألف دولار في الاستثمار في التكنولوجيا والتوسع وحماية البيانات، وأصبح لدينا مكتبا في السعودية ويمثل حوالي 25% من الاستثمارات، وجزء من الاستثمارات يذهب إلى التسويق.
وما هي عوامل جذب المستثمرين في الشركة؟
أولا الإيمان بما نقوم به، وأن ما نقوم به يحل مشكلة أساسية، فقد واجهت تلك المشكلة شخصيا، ولذلك كنت مؤمنا بها، فهي مشكلة حقيقية يواجهها كثيرون، ففكرة حل مشكلة يواجهها الكثيرون وتقديم قيمة مضافة لهم يجعل الشركة تجذب الاستثمارات، وفي نفس الوقت أرى أن المشكلة ليست في الاستثمارات، ولكن أهم شيء ما هي المشكلة التي تحلها الشركة، وأنا اعمل على حل تلك المشكلة منذ 2014، فعملت في شركة Linkedin لكي أحصل على المرتب واستغله في حل تلك المشكلة، قبل أن نحصل على استثمارات، وحصلت من أخي على أموال لنفس السبب، فبقدر إيماني بالفكرة وحل مشكلة أساسية ستجذب الشركة المستثمرين.
هل هناك منافسون لكم في السوق؟
أي شركة لديها منافسون، ولكننا نلبي طلب الطالب بشكل مختلف، فالمنافسون يتعاملون مع الطلاب ولكن لديهم فرص محدودة، والمنصات أخرى لا تساعد الطلاب في مراحل متقدمة، فلا توجد منصة بها كل فرص التعليم في مكان واحد، ونحن نبني ذلك، وسيكون هناك 500 ألف فرصة تدريب وتعليم.
لماذا اختارت الشركة التواجد في أيرلندا؟
عندما كنت اعمل في Linkedin كنت أنفق مرتبي من أجل بناء النموذج الأولي من المنصة، وأثناء القيام بالإجراءات القانونية اخترنا التواجد في أيرلندا، لأننا نتعامل مع جامعات على مستوى أنحاء العالم، حتى يكون لنا تواجدا في دولة أوروبية تسهل التعامل مع شركات عالمية سواء أوروبا أو أمريكا، وتسهل العمليات، والعائد الخاص بنا بالدولار أو اليورو، فعندما حدثت أزمة في العملة بمصر لم نتأثر، فهذا مهم جدا، وقد بدأنا منذ 2016 بمكتب في مصر، وبدأنا نبني النسخة الأولى من المنصة ثم تطورت.
تتواجدون بالإمارات والسعودية ومصر وأيرلندا.. هل تستهدفون التوسع في دول أخرى؟
نركز أولا على الشرق الأوسط وأفريقيا، فالسوق كبير بالمنطقة، ونريد التوسع في تلك الأسواق بشكل أكبر، بجانب أهمية الامتداد الأفريقي بدول غنية بالقوى الشبابية، كما أن شمال أفريقيا منطقة مهمة أيضا، ويمكن التوسع أيضا بالخليج.
وما هو الاختلاف بين السوق المصري والأسواق الأخرى؟
السوق المصري كبير وطاقة المصريين فريدة، وأنا عشت 10 سنوات خارج مصر، وعملت بشركات كبيرة مثل Linkedin، وأرى أن السوق المصري به قوى شبابية كبيرة، وهناك كثيرون إذا استطعنا توصيلهم ببرامج عالمية سوف يكون لهم تأثيرا عالميا، والمشكلة في مصر القدرة التمويلية التي تمول التعليم، بالرغم من أهمية الحصول على برامج عالمية، ولذلك نبني شراكات لتمويل الطلاب، سواء مع شركات أو بنوك، ونعمل على التواصل مع كل الجهات التمويلية، وهذا هو الاختلاف مع سوق مثل السوق السعودي الذي تمول فيه الحكومة الطلاب للتعليم بالخارج، فالقدرة المالية مختلفة، ولكن السوق المصري متقدم في المواهب.
وما هي أهدافكم خلال الفترة القادمة؟
الخطط التوسعية مركزة على أكثر من محور، المحور الأول يركز على التوسع الإقليمي، حيث إننا نتواجد في مصر والسعودية والإمارات، والامتداد الإفريقي في دول مثل كينيا ونيجيريا، ونريد استقطاب طلاب أكبر بعد الوصول إلى 3 ملايين طالب، وفي نفس الوقت نريد التواجد على أرض الواقع في الإمارات والسعودية، وهناك دول نرى فيها إمكانيات كبيرة مثل شمال إفريقيا، وهناك محور أخر هو الاستثمار في التكنولوجيا حتى تساعدنا على الوصول إلى عدد أكبر من الطلاب بشكل سريع، خصوصا مع وجود الذكاء الاصطناعي، والتعامل مع عدد أكبر من الجامعات، وتقديم برامج مناسبة للطلاب، وفي نفس الوقت في نهاية العام نستهدف إطلاق خدمات جديدة لمساعدة الطلاب على معرفة المجال المهني الخاص بهم، وتقديم تجربة إلكترونية مهمة.