في الأسبوع الماضي، كشفت مجلة تايم الأمريكية الشهيرة عن “شخصية العام”، وكان عام 2021 بالطبع عامًا عانت فيه البشرية من الآثار الوحشية لوباء كورونا المستمر وأزمة سلسلة التوريد وتغير المناخ.
الشخص الذي اختاروه ليكون شخصية العام، يمكن وصفه بالمهرج والعبقري وصاحب الرؤية والصناعي ورجل الاستعراض، وهو بالتأكيد “إيلون ماسك”، الباحث عن حلول لأزمات وجودية، لتجسيد إمكانيات ومخاطر عصر عمالقة التكنولوجيا، لقيادة التحولات الأكثر جرأة في المجتمع.
وعلى الرغم من عدم سعادة الجميع بهذا الاختيار، يجب أن أعترف أنا وزملائي كتاب الرأي المتخصصين بقضائنا الكثير من الوقت هذا العام في التفكير في وجود “إيلون ماسك” وحسابه على تويتر وتأثيره الكبير على الأسواق المالية، بالإضافة إلى ذلك، على مر السنوات الماضية، كان لدى ماسك “فكرة جيدة” حول العالم.
فإنه الآن، على الورق على الأقل، أغنى شخص في العالم ، حيث اكتسب ثروة في عام 2021 أكثر مما حققته شركات عالمية كبرى في الإيرادات.
ولكي نكون منصفين مع شركة “تسلا” للسيارات الكهربائية والتي ارتبط اسمها بقوة إيلون ماسك، إنها سنة جيدة لها على كافة الأوجه لقد أصبحت مربحة باستمرار ، حيث قدمت هوامش إجمالية جيدة، حتى تم وصف أرباح الربع الثالث لها بأنها “معيار قياسي”، بل إنها تعاملت بشكل جيد مع مشكلات سلسلة التوريد التي عطلت الشركات المصنعة الأخرى، والآن فقط تواجه الشركة مشكلات في الحصول على المواد الخام لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة ، وإذا كانت تسلا تواجه مشكلات في سلسلة التوريد، “فيجب أن يخاف الجميع” ! .
وفي الوقت نفسه ، سيطرت سبيس أكس والتي أسسها إيلون ماسك ، على عمليات الإطلاق الفضائية التجارية هذا العام. ، حيث كانت تكلفة برنامج أبولو الشهيرة للفضاء لكل مقعد 390 مليون دولار، وفقًا لجمعية الكواكب، في حين أن رقم مكوك الفضاء يصل إلى 170 مليون دولار. وفي الوقت نفسه قدرت وكالة ناسا أن تكلفة مقعد SpaceX Crew Dragon تصل إلى 55 مليون دولار، وهذه هي الصفقة بامتياز ! .
وكتب محللون أن نجاح SpaceX في الفوز بعقود ناسا يزعج جيف بيزوس ، الذي يواصل إبطاء الأمور من خلال الدعاوى القضائية.
ولكن إذا كان هناك شيء واحد مقدّر لماسك أن يشتهر به هذا العام ، فهو تغريده المتحمّس على تويتر، حيث أرسل ماسك 2981 تغريدة في عام 2021 ،وبحسب قوله، فإن حوالي 50٪ منهم كتبوا في أماكن خارج العمل ، وهذا نوع من التحقق و تم إرسال جميعهم باستثناء 15 منهم من جهاز أيفون، ليبقي السؤال متى سيحصل الرئيس التنفيذي المشغول على وقت لتسيير الأمور؟
فالكثير من تغريدات ماسك عبارة عن تأملات عشوائية أو تحديثات عن شركاته. لكن في بعض الأحيان تتسبب في القليل من المتاعب – أويتغزل في العملات المشفرة كالبيتكوين أو دوجكوين المفضلة لديه، لنصل إلى أن تغريداته يمكن أن ترسل أي سهم للارتفاع عدة مرات هذا العام .
ودعونا أيضًا لا ننسى الوقت الذي استخدم فيه استطلاعًا على تويتر لاتخاذ قرارات مالية، وسأل أناسًا حقيقيين على الإنترنت عما إذا كان يجب عليه بيع 10٪ من أسهم تسلا الخاصة به والتي ارتفعت أسهمها بأكثر من 2300٪ خلال السنوات الخمس الماضية، ليشير إلى أنه سيأخذ القرار وفقا لحكم الأغلبية.
وهو مايؤكد أن الأمر برمته غريب فيما يتعلق بتغريداته، حيث يخبر الجميع بما سيفعله مسبقًا على الرغم من أنه لم يكن مضطرًا لذلك، و على الرغم من أنه خفض سعر البيع ربما أظهر نموذجًا للإفصاح يجب على الرؤساء التنفيذيين الآخرين اتباعه.
حتى أنه مع نهاية العام قال إيلون ماسك، في تغريدة على “تويتر” هذا الأسبوع، إنه يعتزم تسديد أكثر من 11 مليار دولار كضرائب هذا العام ، قائلا في التغريدة “أقول لمن يهمه ذلك: سأدفع أكثر من 11 مليار دولار كضرائب هذا العام”.
وأظهرت حسابات أجرتها “بلومبرج نيوز” الأسبوع الماضي، أن الملياردير الأميركي قد يواجه فاتورة ضريبية تزيد عن 10 مليارات دولار لعام 2021، إذا مارس جميع خياراته التي من المقرر أن تنتهي العام المقبل.
وتأتي الضريبة المرتفعة بشكل غير عادي بعد أن مارس ماسك ما يقرب من 15 مليون خيار للأسهم في تسلا، وباع ملايين الأسهم لتغطية الضرائب المتعلقة بتلك المعاملات ، وتراجعت ثروة ماسك إلى 245.1 مليار دولار الأسبوع الماضي بعد هبوط سعر سهم شركته «تسلا» وإغلاقه نهاية الأسبوع على انخفاض بنسبة 8.3 %، حيث انخفضت بنحو 20.3 مليار دولار بين إغلاق التداول يوم الجمعة 10 ديسمبر والجمعة 17 ديسمبر الحالي.
إنه عام إيلون ماسك بامتياز يجب أن نعترف بذلك.
تحليل كتبته: لارا ويليامز
كاتبة الرأي في وكالة بلومبرج الأمريكية