كمال الدين كامل: اورنچ تمثل درعا لحماية البيانات في مصر وهذه أحدث الاستراتيجيات لمواجهة التهديدات السيبرانية المتطورة
حوار: تامر إمام – أحمد البرماوي
في عالمٍ يتسارع فيه التطور الرقمي، ويزداد فيه الاعتماد على التكنولوجيا في مختلف القطاعات، يصبح الأمن السيبراني حجر الأساس لضمان استقرار الأنظمة وحماية البيانات، ومع تصاعد التهديدات السيبرانية، تبرز الحاجة إلى استراتيجيات متقدمة لمواجهة المخاطر وتأمين البنية التحتية الرقمية.
في هذا الحوار، نلتقي المهندس كمال الدين كامل، مدير قطاع الأمن السيبراني والحوسبة السحابية وشبكات نقل المعلومات بشركة اورنچ مصر، والذي يقود جهودها في تطوير حلول مبتكرة لحماية الشبكات ونقل المعلومات.
من خلال هذا الحوار، سنستكشف رؤيته حول مستقبل الأمن السيبراني، وأهم التحديات التي تواجه المؤسسات في هذا المجال، بالإضافة إلى الاستراتيجيات الفعالة التي يمكن اعتمادها لضمان بيئة رقمية آمنة.
ربما يسأل المستخدم العادي عن علاقة اورنچ مصر كأحد مزودي الاتصالات الكبار بالسوق المصري بالأمن السيبراني. ما طبيعة هذه العلاقة؟
اورنچ مصر تعمل كـ “نظام إيكولوجي رقمي”، يشمل الاتصالات والخدمات المالية وحلول الأعمال، وواحدة من خدماتها الأساسية هي الأمن السيبراني للشركات والمؤسسات، ولدينا شركة متخصصة قائمة بذاتها هي “اورنچ سايبر ديفينس”، تقدم خدمات الأمن السيبراني على المستوى المحلي والإقليمي والدولي أيضا، وبذلك يتضح أن الأمن السيبراني لا غنى عنه عند تقديم خدمات الاتصالات والبيانات والخدمات الرقمية المختلفة، التي تقوم على معالجة ونقل واستقبال بيانات المستخدمين التي يجب حمايتها والدفاع عنها.
كيف تحافظ “اورنچ مصر” على تقديم خدمات متميزة ومحدثة في ظل التطور السريع في قطاع الأمن السيبراني؟
نحن نخدم عملاءنا من خلال شراكات مع كبرى الجهات العالمية، ونتعامل تقريبا مع كل الأسماء الكبيرة وذات الخبرة في قطاع الأمن السيبراني من أجل تقديم أفضل خدمة لهم، آخذين في الاعتبار التطور الكبير والمستمر الذي يطرأ على الأمن السيبراني من أجل تحديث شراكاتنا والتقنيات التي نعتمد عليها لنظل دوما الأفضل في هذا القطاع.
على سبيل المثال، تقوم “اورنچ سايبر دفينس” بتجميع كل التهديدات السيبرانية والتدابير والممارسات الأمنية واستراتيجيات إدارة المخاطر، والمتعارف عليها باسم (Security freights)، وتحديثها بشكل دائم، مما يكفل لها التصدي لأي حادث يهدد الأمن السيبراني بسرعة والتعامل معه.
يتابع العالم عن كثب التطورات الهائلة في الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح أداة في أيدي الهاكرز والمخترقين. على الجانب الآخر، كيف يُسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن السيبراني؟
الذكاء الاصطناعي هو العين التي ترصد الخطر قبل وقوعه، وكما يستخدمه المخترقون في التهديدات السيبرانية، نستخدمه لتحليل أنماط الهجمات، مثل هجمات برامج الفدية، وتوقع الثغرات في الأنظمة.
والذكاء الاصطناعي (AI) هو أحد المجالات التي تهتم بها اورنچ على كافة الأصعدة، ففي الأمن السيبراني، يتم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في توقع الهجمات السيبرانية والتصدي لها، ونحرص على أن نكون مجهزين بجميع تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي لمواجهة أي تحديات، والبقاء في المقدمة بين جميع المنافسين.
ويمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالهجمات عبر تحليل ملايين البيانات والأنماط السلوكية، والتصدي الآلي واللحظي عند الكشف عن تهديد، إلى جانب تجويد العمليات من خلال أتمتة الفحوص الدورية وتقارير الأداء الأمني، مما يضمن سرعة الاستجابة ودقة أعلى في مواجهة التهديدات.
على سبيل المثال، وخلال مؤتمر ومعرض أمن المعلومات والأمن السيبراني CAISEC ’25، ناقشنا كيف أن سرعة شبكات الجيل الخامس تُضاعف التهديدات، لكن الذكاء الاصطناعي يوفر أدوات للكشف الموسع والاستجابة الديناميكية لهذه الهجمات، مما يقلل زمن التصدي من ساعات إلى ثوانٍ.
على ذكر CAISEC ’25، شاركت اورنچ مصر كراعٍ رئيسي للاتصالات، فما هو أبرز ما عرضته الشركة خلال المؤتمر؟
تشرفنا في اورنچ مصر أن نكون شريك الاتصالات الرسمي في النسخة الرابعة من مؤتمر ومعرض أمن المعلومات والأمن السيبراني (CAISEC ’25)، الحدث الأبرز في مجال الأمن السيبراني وأمن الذكاء الاصطناعي في المنطقة، واستعرضنا خلاله دورنا المحوري في دعم الأمن السيبراني خلال عمليات التحول، إلى جانب استعراض شراكاتنا الدولية وحلولنا الرائدة في تأمين البنية التحتية المعلوماتية، وكيف تُترجم استراتيجية اورنچ إلى واقع ملموس لحماية المعلومات.
وما أبرز الثغرات التي يستغلها المهاجمون عادة للقيام بهجمات سيبرانية مؤثرة؟
يبحث المهاجمون دومًا عن “الفريسة الأسهل”، وغالبًا يكون هؤلاء من مهملي التحديثات المستمرة للبرمجيات، أو المعتمدون على كلمات مرور أو جدران حماية ضعيفة، ومن يعانون من غياب الاختبارات الدورية للأدوات الأمنية، لذا نؤكد على أهمية الفحص المستمر، والتدريب، والمحاكاة العملية للهجمات.
ما هي أفضل السيناريوهات المتبعة في ظل زيادة الهجمات السيبرانية وتصاعد خطورتها عالميا؟
شهد العالم، وفق أحدث الإحصائيات، ارتفاعا يصل إلى 200% في الهجمات السيبرانية خلال السنة الماضية، مما يؤكد أن التهديدات أصبحت تتضاعف أُسّيًّا، ولذا نعتمد على عدة ركائز حيوية، أولها العامل البشري، عبر تدريب فرق العمل بشكل دوري على آخر التهديدات وتقنيات الاستجابة، وكذلك العمليات والحوكمة، حيث يتم توزيع الأدوار بوضوح وبناء سيناريوهات محاكاة للحوادث والهجمات، إلى جانب تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن الأنماط الشاذة والتصدي للهجمات قبل وقوعها.
ما هي القطاعات الأكثر استهدافًا بالهجمات السيبرانية في مصر والعالم؟
أبرز القطاعات المعرضة للهجمات السيبرانية هي القطاعات التي تحتوي على بيانات حرجة يمكن ترجمتها إلى أموال تضاف إلى حصيلة المهاجمين عبر هجمات مثل الفدية الخبيثة، ومنها القطاع الحكومي، وقطاع الخدمات الأساسية، والقطاع المالي، والقطاع الصناعي، والقطاع الصحي.
ووفق دراسة أجرتها «سيسكو»، فإن ما بين 60% و80% من المؤسسات تعرضت لهجمات برامج الفدية، بينما الوعي بالمخاطر لا يتجاوز 30%.
وكيف يمكن زيادة هذا الوعي، سواء لدى المستخدمين الأفراد أو المؤسسات؟
على مستوى الأفراد، تقول الإحصائيات أن الأخطاء البشرية هي السبب في 90% تقريبا من الهجمات السيبرانية، وعلى مستوى المؤسسات، تفضل الكثير منها عدم دفع تكلفة إضافية لوقاية أنفسها من هجمات سيبرانية مستقبلية، بينما تخسر كثيرا عندما تتعرض لهذه الهجمات دون حماية، لذلك نركّز على التوعية المستمرة، مثل تنظيم حملات لتعريف العملاء بعدم مشاركة بياناتهم عبر اتصالات غير موثوقة، ونُدرّب فرقنا على الإبلاغ الفوري عن أي شبهات، كما نتعاون مع المجلس الأعلى للأمن السيبراني في مصر لرفع الوعي المجتمعي، إلى جانب المشاركة الفعالة في أحداث مهمة مثل (CAISEC) من أجل التحذير من خطورة الهجمات السيبرانية على المؤسسات وقطاع الأعمال.
ما رؤيتكم لتعاون الدول في مواجهة الهجمات السيبرانية؟
بينما تُحدّ الدول الانتشار النووي، لا توجد اتفاقيات مماثلة للهجمات السيبرانية. من جهتنا في اورنچ، التي تتسع خدماتها لتغطي أوروبا وأفريقيا، تتوحد أهدافنا في الأمن السيبراني في جميع فروعنا وشركاتنا في الدول التي نعمل بها دون تفرقة، اورنچ مصر كما اورنچ فرنسا كما اورنچ إسبانيا وغيرها، جميعها هدفها الوصول لمستوى معين من الأمن السيبراني أو الحوكمة السيبرانية، لكي تصبح قادرة على مواجهة أي تحدي دون حدوث أي تأثير أو ضرر، كما نشارك في وضع معايير موحدة مع جهات عالمية فاعلة، وندعم إنشاء سحب ومراكز بيانات وطنية لتأمين البيانات محليا.
في ختام الحوار، ما رسالتك للعملاء والمؤسسات التي لا تلقي اهتماما يليق بالأمن السيبراني؟
أقول إن الأمن السيبراني ضرورة ملحة وليست خيارا يمكن الاستغناء عنه، ورحلةٌ مصيرية متواصلة، لا وجهة نهائية، والتحدي ليس في امتلاك التقنية فحسب، بل في القدرة على التكيّف اليومي مع المتغيرات، وأدعوهم إلى الاختيار جيدا للشريك القادر على توفير درع قوي لحماية أعمالهم وتأمين مستقبلهم الرقمي لاستكمال مسيرتهم بثقة واطمئنان.