«كايرو آي سي تي 2022» يحشد قوة التكنولوجيا الضاربة لرقمنة الاقتصاد بقوانين الرئيس والمرؤوس

تظل “التكنولوجيا” صانعة الحدث الأكبر في القرن الحالي، فهي القدرة الهائلة على الفعل وليس ردة الفعل بمجموعة من الأدوات والأليات التي لايملكها غيرها، بأبجديات عالم لايبصر جيدا بدونها، وليس له مستقبل سوى أن يتشبث بكل قوه بقوانينها الحاكمة وتطوراتها التي لايمكن ملاحظتها بدقة فهي تتحرك بسرعة الضوء، وليس لها خط نهاية يمكن أن تتوقف عنده لتعلن فوزها، فهي فائزة في كل مراحل السباق مقارنة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى.

وكما أن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات تفضل لعبة الأرقام والأتمتة، فهي أيضا ترغب في الحشد ورؤية جماهيريها مرصوصة، تشجعها وترى في أعينهم الاستغراب والشغف والتعلق، وأيضا “الطموح” بأن يكون أحدهم من روادها وصناعها في المستقبل، فقادة التكنولوجيا والاتصالات دائما ماكانو مشجعين لها من الدرجة الأولى قبل أى شىء.

وفي مصر، يحقق هذا الهدف بنجاح منذ سنوات طويلة، المعرض والمؤتمر الدولي للتكنولوجيا في الشرق الأوسط وإفريقيا Cairo ICT، والذي تنطلق فعالياته اليوم في دورته السادسة والعشرين على مدار 4 أيام متتالية في الفترة من 27 إلى 30 نوفمبر الجاري داخل مركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة، وسط حشود كبيرة من الزوار والمسئولين وقادة شركات الاتصالات والتكنولوجيا، وأيضا القطاعات الاقتصادية المتنوعة الباحثة عن النمو والصعود في عصر الرقمنة الكاملة، التي تناسب حجم التحديات الراهنة التي أفرزتها جائحة كورونا والصراعات الجيوسياسية التي تضرب أماكن كثيرة في العالم وتؤثر بقوة على المستقبل الاقتصادي للدول، ليكون في النهاية التكنولوجيا الملاذ الأخير الي يمكن أن تستند عليها ظهرها وتقف خلف أسوارها.

 

عصر التكنولوجيا

فالمعرض نجح لسنوات عديدة، أن يكون شاهدا على عصر التكنولوجيا في مصر منذ نشأتها في شكلها الحالي في أواخر التسعينات، وظل مصاحبا لمسيرة القطاع يؤثر ويتأثر به، لتشهد أروقته وأجنحته نبض السوق وتأثير التكنولوجيا في المجتمع وعلاماتها الفارقة بدءا من دخول أول شبكة محمول واستمرارا لعصر البيانات الكبير الذي نشهده حاليا، ومايمكن أن تكون عليه أيضا التكنولوجيا في المستقبل القريب، وشهد إعلان الشركات عن خططها بواقعية الأرقام وحجم الاستثمارات ونوعيات التقنيات المستخدمة.

واستمرارا لهذا المسار، تشهد الدورة الحالية للمعرض، مجموعة من المتغيرات الكبيرة التي أفرزتها التكنولوجيا، بقوانين الرئيس والمرئوس، حيث أصبحت القاطرة التي تدفع بالاقتصاد المصري كله للأمام وإلى حقبة جديدة في العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، حيث يشهد المعرض عبر أجنحته التي يشارك بها كبرى الشركات العالمية، وقاعاته التي يشارك بها عدد من المسئولين وقادة الاقتصاد وصانعي السياسات، وكبار القيادات التنفيذية للشركات والمؤسسات، ومديري الأعمال والمبتكرون والمسؤولون الحكوميون والأكاديميون والخبراء والمنظمات الدولية والشركاء الإقليمين والدوليين، مناقشات فاعلة حول فرص وإمكانات النمو في مجالات الابتكار والتكنولوجيا ومشاركة الشباب وآفاق الثورة الصناعية الرابعة والاقتصاد الرقمي.

ففي الوقت الذي تسعى فيه دول العالم إلى إعادة صياغة سياساتها تجاه التنافس والنمو والازدهار، تواصل مصر سيرها بخطى ثابتة على المسار الذي اختارته لها قيادتها لتسخير الرقمنة والتقنيات من أجل خلق مستقبل أكثر شمولاً، و يمكن أن توفر الحلول الرقمية اللبنات الأساسية للوصول إلى التعليم والخدمات الصحية والشمول المالي والصناعة والتصنيع.

شعار المعرض

ويعقد بالتوازي مع”  كايرو اي سي تي” 7 معارض متخصصة، حيث تنطلق النسخة التاسعة من معرض ومؤتمر التكنولوجيا المالية والشمول الرقمي PAFIX، والنسخة الثامنة من معرض ومؤتمر تكنولوجيا الأمن والسلامة العامة DSS، والنسخة الأولى من معرض ومؤتمر تكنولوجيا الاتصالات عبر الأقمار الصناعيةSATCOM ، والنسخة الأولى من معرض ومؤتمر تكنولوجيا التأمينINSURETECH  والنسخة السابعة من ملتقى الإبداع وساحة الابتكار Startup Africa والتي ستقام تحت مظلة النسخة الثانية من معرض ومؤتمر الألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية والتكنولوجيا الترفيهية Connecta. كما تعقد وللمرة الاولى فعاليات معرض تكنولوجيا التصنيع ” ManuTech ” تحت رعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ويعتبر المعرض هو الحدث الأبرز في مجال التقنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ومصر، حيث يعتبر منصة حقيقية لتبادل الرؤى ووجهات النظر واستشراف المستقبل ورسم خارطة طريق التطور التكنولوجي وملامسته لكافة القطاعات القائمة بما يحقق رؤية مصر 2030 والاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي والشمول المالي، حيث رسخ المعرض في دوراته الماضية التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي لفعالياته على مدار السنوات الماضية أهمية مصر وبعدها الاستراتيجي والتكنولوجي وريادتها في تطويع التقنيات الحديثة في خدمة الوطن والتأكيد على مكانة مصر البارزة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الشرق الأوسط والعالم.

ويتطرق Cairo ICT لمجالات عديدة وأكثر دقة من بينها تأثير الحوسبة السحابية ومراكز البيانات الدولية العملاقة على سيادة الدول وأيضا مسألة تأمين الدول والمؤسسات والشركات والجهات المختلفة من المخاطر المصاحبة للتحول الرقمي عبر تخصيص نهج شامل لتطبيقات الأمن السيبراني، والتقنيات المعتمدة على الاتصال عبر الاقمار الصناعية وذلك في ظل الثورة التي يشهدها هذا المجال الذي أصبح أكثر نضجا بعد ضخ الكثير من رؤوس الأموال فيه، علاوة على مناقشة تقنية الميتافيرس وما قد يترتب عليها من تغير شامل في طريقة تواصل البشر، انتقالا إلى تدشين مرحلة جديدة هذا العام فيما يتعلق بالتكنولوجيا المالية بعد أن كان أبرز حدث ينادي بأهمية التطبيقات المتقدمة للشمول المالي.

المعرض كامل العدد

من جانبه قال الإعلامي أسامة كمال، رئيس مجلس إدارة شركة تريد فيرز إنترناشيونال، المنظمة لفعاليات معرض القاهرة الدولى للاتصالات «كايرو آى سى تى»، أن المعرض يضم في دورته الحالية أكثر من 400 شركة محلية ودولية و 200 متحدث في جلساته التي تستمر على مدار الأيام الأربعة، سيقومون بعرض أحدث التكنولوجيات على رواد المعرض وأبرز الخدمات التي يقدمونها في مصر والمنطقة.

وأضاف أن الدورة الجديدة للمعرض، تنعقد في توقيت استثنائي على مستوى الاقتصاد العالمي والتغيرات التي شهدها العالم وشملت كافة القطاعات الاستثمارية الرئيسية وعلى رأسها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مؤكدا على أن العام الجاري يمثل تحديا للبقاء والنمو لكافة الشركات الكبرى العاملة في الصناعة، وأن المعرض سيكون شاهدا على تغيير كبير في صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على كافة المستويات .

وأكد أسامة كمال، على أن الدورة الحالية  لمعرض كايرو آي سي تي مكتملة العدد بالنسبة للعارضين بما يدلل على قوة الحشد التي يمتلكها المعرض لأبرز صناعة عالمية في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنه للعام الثالث على التوالي شركة بنية الراعي الرسمي للمعرض، وهو ما يدل على صلابة وقوة الشركة في مشاركتها بالمعرض والشراكات التي تنفذها مع الشركات الدولية.

وذكر، أن ضيف شرف الدورة الحالية للمعرض هي وزارة التعليم العالي، بجانب مشاركة عدد كبير من الوزراء على رأسهم الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان وزير التربية والتعليم، إلى جانب مشاركة الدكتور محمد فريد رئيس هيئة الرقابة المالية على أن يكون من بين المتحدثين في اليوم الأول للمعرض ليستعرض التطورات التكنولوجية الخاصة بقطاع التأمين .

ولفت رئيس مجلس إدارة شركة تريد فيرز إنترناشيونال، أنه تم أختيار معرض Cairo ICT كأفضل معرض ومؤتمر للتكنولوجيا في إفريقيا من مؤسسة Global Brands كما تم اختيار المملكة العربية السعودية ضيف شرف المعرض في نسخته 26 تأكيدا على العلاقات الاستراتيجية بين مصر والمملكة، وماتشهده الدولتين حاليا من حراك كبير في عملية التحول الرقمي وتنفيذ المشروعات التكنولوجية الكبرى على مستوى المنطقة.

معرض “بافكس”

ويشهد معرض Cairo ICT في دورته الحالية إقامة الدورة الثامنة لمعرض PAFIX للمدفوعات المالية والرقمية، بمشاركة موسعة لمجموعة من البنوك الحكومية والعالمية الرائدة، لاستعراض حلولهم البنكية المعتمدة على تكنولوجيا المعلومات، وسيشهد مناقشة موضوعات جديدة خاصة بالقطاع المصرفي المصري، في ظل عملية التحول الرقمي التي يتبناها تحت مظلة البنك المركزي المصري، ومايمكن أن تكون عليه بنوك المستقبل في ظل الثورة التكنولوجية التي تشهدها المعاملات المالية الرقمية، وظهور العديد من اللاعبين في المجالات المتصلة بالمدفوعات الرقمية.

ومن المقرر أن تشهد فعاليات “بافكس” استعراض لخطط البنوك المصرية الشاملة لرقمنة خدماتها المالية، عبر الارتكاز على التحول الرقمي والتعاون مع شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك في إطار خطط القيادة السياسية والبنك المركزي المصري لدعم عملية الشمول المالي في مصر والتحول نحو مجتمع لانقدي، بما يساهم في انتشار وتسريع العديد من حلول التكنولوجيا الرقمية وابتكار منتجات إلكترونية تخدم فئات كبيرة من المواطنين.

ويكشف حجم مشاركة البنوك الكبرى في فعاليات المعرض خلال الدورات الأخيرة، مدى التنسيق والتكامل بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي خرجت بالعديد من الأفكار والتوصيات البناءة التي كان لها بالغ الأثر في عمليات الرقمنة بالبنوك، بالإضافة إلى توقيع العديد من الشراكات في هذا الاطار والتي تكشف مدي جدية عمليات التحول القائمة في البنوك المصرية المعتمدة على التقنيات الحديثة كالمدفوعات الالكترونية والبلوك تشين والبيج داتا ووصلت حاليا لإطلاق البنوك فروع رقمية بشكل كامل برخص رسمية من البنك المركزي المصري.

ويستمر معرض كايرو آي سي تي في دورته الجديدة في دعم الإبداع والابتكار من خلال ملتقى الابتكار Innovation Arena وهي الساحة المخصصة لشباب المبدعين ورواد الأعمال لاستعراض مشروعاتهم المبتكرة، كذلك يشهد المعرض لأول مرة إقامة معرض Connecta لمخاطبة الشباب وعشاق الألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية.

معرض كونكتا

وينقسم معرض Connecta في دورته الثانية، إلى 4 أجزاء رئيسية، الجزء الأول مخصص للرياضات والألعاب الإلكترونية e-Sports، والجزء الثاني مخصص لتحديات الأمن السيبراني Cyber Challenges، والثالث مخصص لمسابقات ومشروعات الشركات الناشئة في إفريقيا Startup Africa، والجزء الرابع مخصص للتوعية بتطبيقات الميتافيرس.

ويشارك بالمعرض نخبة من الشركات العالمية المتخصصة في مجال الهواتف والأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية، وسط تواجد مجموعة كبيرة من الشركات مثل: نوكيا وهواوي ودل جيمينج وإنتل وبي تك، بجانب شركات المحمول (أورنج- اتصالات) وغيرها من الشركات العارضة.

ومن المقرر أن يقام داخل معرض Connecta بطولة ضخمة للألعاب الإلكترونية هذا العام، حيث تضم 6 منافسات متنوعة، هي Fifa 23 وPUBG MOBILE وValorant وLeague of Legends وWild Rift وFree Fire ويصل إجمالي مجموع جوائز المسابقات لأكثر من 270 ألف جنيه .

وإيمانا بدور الألعاب الإلكترونية باعتبارها تشغل أذهان قطاع عريض من الأطفال والشباب المصري، فسوف يخصص المعرض فعاليات خاصة لطلاب الجامعات المصرية، بدعم ورعاية خاصة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال تنظيم منافسات خاصة لطلاب الجامعات، بجانب اهتمام كبير من وزارة التربية والتعليم التي تجهز مفاجآت خاصة لطلاب المدارس عبر استضافة رحلات مدرسية مجانية للطلاب لإتاحة الفرصة أمامهم للتعرف على أحدث التقنيات في مجالات الألعاب الإلكترونية.

أن الهدف من المعرض هو تحقيق رؤية مصر 2030 التي فرضت وجود استراتيجية وطنية للتحول الرقمي تتواكب مع متغيرات العصر الراهن الذي يسيطر فيه الشباب على المشهد، لذلك ارتأت إدارة المعرض ضرورة تخصيص فعاليات وأنشطة مختلفة تعيد تشكيل شخصياتهم لتتوافق مع العصر الحديث وآفاق المستقبل.

ويضم المعرض في دورته الحالية عناصر منظومة صناعة الأجهزة والهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية تحت سقف واحد، لافتا إلى أن زوار المعرض سيعيشون تجربة فريدة مصحوبة بعروض ترويجية ضخمة سيقدمها العارضون خصيصا لزوار المعرض.

من جانبه، أكد محمد أمين، المدير التنفيذي لشركة Virtual Quest الشريك المنظم لبطولة الألعاب الإلكترونية داخل Connecta، أنه تم فتح باب التسجيل للاشتراك في المسابقات بدءا من منتصف أكتوبر الماضي، وتم استقبال آلاف الطلبات للمشاركة، وتم إجراء تصفيات تمهيدية لاختيار المتأهلين للتصفيات النهائية التي ستقام داخل المعرض.

وأضاف أمين: مسابقات الألعاب الإلكترونية التي تم اختيارها تتنوع بين الجماهيرية مثل لعبة كرة القدم الشهيرة Fifa 23 وألعاب الكترونية مثل Valorant وLeague of Legends وWild Rift وPUBG MOBILE وFree Fire، بجانب لعبة الواقع الافتراضي HADO التي ننفرد بتقديمها داخل مصر.

وشدد أمين، على أن مسابقات الألعاب الإلكترونية باتت الأكثر شعبية بين فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 36 عاما، وأصبحت صناعة الألعاب الإلكترونية ضمن الصناعات المؤثرة في اقتصاديات دول العالم، مما يجعلنا نركز على تلك الصناعة داخل مصر بشكل مكثف خلال الفترة المقبلة.

ووفقا لتقريرحديث أصدرته شركة نيكو بارتنرز المتخصصة في مجال الأبحاث واستشارات العاب الفيديو والبث المباشر، فإن سوق الألعاب الإلكترونية في الدول العربية الثلاث، مصر والسعودية والإمارات نما نموا كبيرا خلال السنوات القليلة القادمة، وشمل التقرير مجموعة من الإحصائيات عن حجم هذه الصناعة حاليًا في الدول الثلاث وحجمها في المستقبل.

فلقد أكدت الإحصائيات إن إيرادات صناعة الألعاب الإلكترونية وصلت قيمتها 1.76 مليار دولار في أواخر 2021 في الدول الثلاث، ومن المتوقع أن يصل حجم هذه الإيرادات إلى مبلغ 3.14 مليار دولار في 2025 ، ووصل عدد اللاعبين في مصر والإمارات والسعودية 56.32 مليون لاعب في 2021، وقد يصل هذا العدد إلى أكثر من 85 مليون لاعب في عام 2025.

تكنولوجيا التصنيع

وتشهد  فعاليات كايرو اي سي تي،  انطلاق الدورة الأولى لأول معرض ومؤتمر خاص بتكنولوجيا التصنيع ” ManuTech” تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة مع تبني القيادة السياسية لتوطين التصنيع في مصر في العديد من الصناعات الاستراتيجية في ظل التأثر الكبير الذي شهدته سلاسل الإمداد وارتفاع تكلفة الاستيراد بسبب التوترات الجيوسياسية والحرب الروسية الأوكرانية.

ويركزالمعرض الجديد على التوسع في المناقشات والمفاهيم الخاصة بعلاقة التكنولوجيا والاتصالات بالاقتصاد بشكل كامل، مع توجه الدولة للتوسع في الاقتصاد الرقمي بأعتباره التوجه السليم للتعامل مع المعطيات والتحديات التي فرضتها الأزمة الاقتصادية العالمية ، خيث تتمثل تكنولوجيا التصنيع في العديد من الخطوات، كتصميم المنتجات وتصنيعها وتزويدها بالمواصفات والوظائف التشغيلية، وتتمثل تطبيقات تكنولوجيا المنتج في الطباعة ثلاثية الأبعاد والتصميم والمحاكاة والروبوت والحوسبة عالية الأداء والذكاء الصناعي والواقع الافتراضي والمعزز.

وتساهم تكنولوجيا التصنيع في الوقت الحالي أيضا في تصنيع منتجات عالية الجودة ورخيصة وذات مواصفات عالية كما عززت أيضا من جودة المدخلات التصنيعية مثل مواد الخام والعمالة والمكائن وأنظمة التشغيل والمراقبة والفحص وذلك عبر استخدام أدوات الاستشعار عن بعد والذكاء الصناعي في كشف العيوب قبل حدوثها وفحص المدخلات والعمليات والمنتجات.

التأمين الرقمي

وتتضمن الدورة الحالية للمعرض مؤتمر موسع حول دمج التكنولوجيا بقطاع التأمين” INSURETECH”  ستتضمن أيضا  مناقشات حول مجال التأمين في ظل أهمية هذا القطاع ودور التكنولوجيا الهام للغايه لتطويره وتعزيز نموه في المستقبل، حيث يعاني قطاع التأمين عالميا ومحليا من ضعف التطوير رغم حجم أعماله الكبير وهو مايعطل القطاع عن تحقيق قفزات مستدامة ويجعله أكثر عرضه للصدمات الاقتصادية .

وتكنولوجيا التأمين (Insurtech) هو مصطلح يشير إلى استخدام الابتكارات التكنولوجية المصممة للاستفادة من المدخرات والكفاءة من نموذج صناعة التأمين الحالي. يتكون هذا المصطلح من كلمتين وهما (Insurance) التأمين و(Technology) تكنولوجيا، المستوحاة من مصطلح (Fintech) أي التكنولوجيا المالية. والاعتقاد الذي يدفع شركات تكنولوجيا التأمين هو أن صناعة التأمين مهيأة للابتكار والإبداع.

تستكشف تكنولوجيا التأمين السبل التي تكون شركات التأمين الكبيرة لديها حافز أقل لاستغلالها، مثل تقديم بوالص فائقة التخصيص والتأمين الاجتماعي واستخدام تيارات جديدة من البيانات من الأجهزة المدعمة بالإنترنت لتسعير أقساط  التأمين ديناميكيًا وفقًا للسلوك المرصود. هذا و في جميع أنحاء يتم اعتماد تكنولوجيا التأمين تدريجيا العالم لتحسين الخدمات وتبسيط الأعمال لصالح كل من شركة التأمين وعملائها.

الأقمار الصناعية

ويشهد المعرض مؤتمرا موسعا حول مجال الأقمار الصناعية ” SATCOM” حيث انخفض الاهتمام به خلال الفترة الماضية، وهنا لا يتم الحديث عن الأقمار الصناعية الناقلة للبث التلفزيوني ولكن يتم الحديث عن الأقمار الصناعية الخاصة بالاتصالات ونقل البيانات ومجال التصوير لتوقع وتنبأ الفيضانات وغيرها من الكوارث، وبالتالي الأقمار الصناعية ستكون متواجدة في الدورة الحالية للمعرض.

و تشهد الدولة المصرية حاليا حراك كبير في مجال الأقمار الصناعية، حيث أطلقت الدولة خدمات القمر الصناعي المصري للاتصالات “طبية 1″، ومشروع الشبكة الوطنية الموحدة لخدمات الطوارئ والسلامة العامة المتطورة، بالإضافة إلى توسعات شركة نايل سات في خدمات الداتا وتطوير الخدمات المقدمة.

وأعلن المصنعين الكبار لأجهزة الهواتف المحمولة خطههم التنفيذية في هذا المجال ، حيث أعلنت شركة سامسونج منذ أيام عن اعتزامها تزويد هواتف “جلاكسي إس” القادمة بميزة إجراء الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، في خطوة تأتي في أعقاب دخول “هواوي” وأبل، عالم تقديم خدمات المحمول عبر أقمار صناعية تدور في المدارات المنخفضة والمتوسطة حول الأرض ،حيث تعتمد أبل على شركة “جلوبال ستار” رائدة تشغيل وإدارة الأقمار الصناعية، وتستفيد من أقمارها في تقديم نسبة 85% من التغطية المطلوبة لخدمات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية على سطح الأرض .

وأعلنت شركة “هواوي” تقديم خدمات الاتصالات عبر هواتف “ميت 50” اعتماداً على الأقمار الصناعية، موضحة أنها زودت هواتفها الجديدة بميزة تبادل الرسائل النصّية من خلال الاتصال بشبكة الأقمار الصناعية الصينية BeiDou، وهي البديل الصيني لنظام GPS الجغرافي الدولي، بحيث يمكن للمستخدمين تبادل الرسائل ومشاركة موقعهم الجغرافي بدقّة، ما يفيدهم في حالات الطوارئ والأماكن النائية التي لا تتوفّر فيها شبكات خدمات المحمول التقليدية.

وتعد هذه التحركات ثورة حقيقية في صناعة المحمول خلال هذه الفترة، خاصة وأن استخدام هواتف الأقمار الصناعية ظل لسنوات مقصور على من يشغلون وظائف شديدة الحساسية، كالاستخدام العسكري والنقل البحري والذين لا يضمنون استمرارية الشبكة العادية في بعض المناطق النائية، ومن يعملون في الاستجابة للكوارث كفرق الإنقاذ والصحة، وهو أمر لم يتخيل أحد أن يتغير في المستقبل القريب.

وليس السوق المصري ببعيد جدا عن هذه التحركات فقد منح الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات رخصة تقديم خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية لـ5 شركات محلية هى ألكان، وإيجيبت سات، وموبى سيرف، والموجات الأفريقية، ونايل فاليو.