عبد الله رضوان: «Paradigm Cargo» تعمل على رقمنة العمليات اللوجستية والتخليص الجمركي.. ونخطط للتوسع بالسعودية
يقدر حجم سوق الشحن والخدمات اللوجستية في مصر بـ14.56 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 18 مليار دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.33٪ خلال الفترة المتوقعة (2024-2029)، ووجد رائد الأعمال عبد الله رضوان أن هذا القطاع في مصر يحتاج إلى رقمنة بصورة أكبر، بجانب الخطوات الجادة التي اتخذتها الدولة في هذا الاتجاه، لذلك أطلق شركة Paradigm Cargo.
يتحدث عبد الله رضوان، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Paradigm Cargo، في حواره مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، حول فكرة الشركة وما تقدمه وأهدافها خلال الفترة القادمة.
كيف جاءت فكرة باراديم كارجو؟
كنت أفكر في إطلاق شركة بجانب شركة مزيد المتخصصة في التكنولوجيا المالية، وفكرت في أكثر من مجال منها التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية، وأردت المساعدة في تسهيل عمليات نقل وشحن البضائع وتسهيل ربط السوق المحلي بالدولي، ونخلق شبكة من الموردين، وانطلقنا في يناير 2024، ونساعد الشركات على رقمنة عملية الشحن والنقل بالكامل، وتستطيع أي شركة العثور على مورّد لمنتج معين، فنسعى إلى تقديم منصة متكاملة لخدمة هذا القطاع.
ولماذا انتقلت من التكنولوجيا المالية إلى الخدمات اللوجستية؟
تجربة “مزيد” كانت مثمرة واستمرت لمدة 3 سنوات، ووصل تقييم الشركة إلى 2 مليون دولار، واكتسبت منها خبرة كبيرة، وهذا ما شجعني على الدخول في مغامرة أخرى، فكنت أريد أن أقوم بتأسيس شركة بجانب مزيد أو الاستثمار في شركة أخرى، ووجدت أنه من الأفضل أن أؤسس شركة خاصة بي وأركز على القطاع اللوجستي، وخرجت من شركة مزيد.
ولكن ألم يكن هذا الانتقال مقلقا بالنسبة لك؟
في البداية كان هناك قلق بالتأكيد، ولكننا كنا على ثقة في أننا نستطيع خوض تلك التجربة، خصوصا أن السوق يحتاج إلى مثل هذه الخدمات، وتجربتي مع مزيد كانت داعمة لثقتي، فقد حصلت على العديد من الجوائز، وعقدنا شراكات مع أكبر الجهات التمويلية، وكان لها بصمة في السوق، وكل ذلك منحني الثقة في أن أشارك في تأسيس كيان آخر، وأخوض تجربة جديدة، وأنا في الأساس خريج كلية الهندسة، وعملت في مجال إدارة الأعمال بالقطاع السياحي، ثم التسويق الرقمي، وكانت تجربة مزيد نقلة نوعية، وأردت التركيز على القطاع اللوجستي، ووجدت أنه من الأفضل أن يكون هناك شريك متخصص في الأمور التقنية، وأصبح معي الشريك المؤسس عمار حجازي.
وما الذي تقدمه الشركة؟
نقدم خدمات لوجستية خاصة بالشحن الدولي والتخليص الجمركي، حيث نسعى لمساعدة الشركات المحلية سواء المصنعين أو الشركات التجارية، في تسهيل دخول البضائع من الخارج أو التصدير للخارج بشكل سلس. تعمل الشركة كشركة شحن عالمية متصلة بأكثر من 30,000 شريك شحن حول العالم، وتقدم خدماتها من وإلى أكثر من 160 وجهة، ونقدم حلول النقل البحري الموثوقة والفعّالة من حيث التكلفة، وخدمات شحن جوي سريعة وآمنة، مع إعطاء الأولوية للكفاءة والتسليم في الوقت المناسب، وخدمات نقل محلية ودولية سلسة للشحن، وخبرة متخصصة في النقل الآمن للمواد الخطرة، وخيارات نقل مخصصة وفعالة من حيث التكلفة لتلبية احتياجات الصناعة المتنوعة، بجانب نقل البضائع بسرعة وموثوقية مع التتبع في الوقت الفعلي، بجانب التخليص الجمركي، وبشكل عملي نقدم للعميل حلولا موفرة للوقت والجهد والتكلفة، ونحل له أي مشكلة خاصة بالخدمات اللوجستية أو سلاسل الإمداد لديه.
وما هي أبرز التحديات التي واجهتها الشركة؟
أولا تحد التمويل، فإطلاق شركة قوية في مجال الخدمات اللوجستية يحتاج إلى تمويل كبير، حتى نغطي متطلبات السوق، بجانب تحد آخر خاص بانخفاض الحاويات التي أصبح المستوردون يستوردونها بسبب اختلافات أسعار العملة والظروف الاقتصادية العالمية، ولكن في نفس الوقت هذا التحدي يجعل الشركات تلجأ إلى حلول توفر لها في التكلفة، بجانب تحد الانتشار في السوق، فالقطاع اللوجستي يعتمد على السمعة والخبرة وسابقة الأعمال وليس التسويق، فالسوق مازال يعمل بشكل تقليدي ومعتمد على التجارب والتعاملات السابقة، وهذا يحتاج إلى مجهود لإثبات جودة ما نقدمه في السوق.
وكيف تعاملتم مع تحد التمويل؟
دخل معنا مستثمر ملائكي من البداية، أعطانا الدفعة الأولى للانطلاق، بجانب سعينا دائما لاستقطاب العملاء من خلا عقود طويلة تضمن لنا استمرار العمل، بجانب التعامل مع منظمات دولية وجهات كبيرة في السوق، فهذا يضمن لنا التدفق النقدي على المدى الطويل، بجانب خدمة الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وما هي أبرز الأرقام التي حققتها الشركة حتى الآن؟
أصبح معنا أكثر من 150 عميلا سواء شركات تعمل في التصدير أو الاستيراد، وبنينا فريقا مكون من 8 أفراد بخبرات مختلفة، ونقلنا المقر الإداري بالقرب من المطار، ونشارك في بعض المعارض مثل فود أفريكا، وتوسعنا في أكثر من محافظة سواء الإسكندرية أو السويس أو المنصورة، وحتى أسوان، وتوسعنا بشكل جيد.
وهل هناك خطة للحصول على جولة استثمارية؟
حاليا الحمد لله الشركة قادرة على تحقيق أرباح جيدة، وهذا يجعلنا نعمل بشكل مريح، وفي نفس الوقت نستهدف التوسع إلى دول شقيقة، وهذا يحتاج إلى استثمار بالتأكيد، فنحن نسير في خطة التوسع في الخدمات بالسوق المحلي، لأن السوق مازال بكرا ويحتاج إلى خدمات أكبر، بجانب أننا نخطط بعد ذلك للتوسع بدول شقيقة وبالتحديد السعودية، وذلك في خلال النصف الثاني من 2025، ونستهدف من أجل ذلك الحصول على استثمار بقيمة 500 ألف دولار، فهذا هدفنا من جولة التمويل التالية.
وما هي أهدافكم الأخرى خلال الفترة القادمة؟
نسعى إلى الانتشار بشكل أكبر في السوق المحلي، ونبني في التكنولوجيا، ونستحوذ على حصة أكبر في السوق، وأن نصل إلى 1000 عميل، ونخدم الشركات المحلية بصورة أكبر، فهدفنا بناء منصة قادرة على خدمة السوق المصري، إذ أن السوق لا يعتمد على التكنولوجيا بشكل كامل، ولكنه مازال معتمدا على الورقة والقلم بصورة كبيرة، ونعمل على رقمنة العمليات اللوجستية، ودعم السوق المحلي للتصدير أو الاستيراد، وبناء منظومة متكاملة في القطاع اللوجستي، فالدولة قامت بالعديد من الخطوات الهامة في رقمنة هذا القطاع، ونحن نريد أن نساعدها بصورة أكبر.