في مثل هذا اليوم، 21 سبتمبر من عام 2003، وبعد رحلة استغرقت 14 عامًا عبر الفضاء، اختتمت مركبة الفضاء جاليليو التابعة لوكالة ناسا مهمتها التاريخية بطريقة درامية، بعد أن أصبحت أول مركبة فضائية تدور حول كوكب المشتري لمدة 8 سنوات، تم توجيهها عمدًا للاصطدام بغلافه الجوي.
هذا القرار الحاسم اتخذته ناسا حفاظًا على سلامة الأقمار الجليدية للمشتري، خاصة أوروبا، التي يعتقد العلماء بوجود محيطات تحت سطحها قد تؤوي أشكالًا من الحياة، وبذلك، ضمنت ناسا عدم تلويث هذه البيئات الفضائية المحتملة بالحياة الدقيقة الأرضية التي ربما تكون قد علقت بمركبة جاليليو.
في ذكرى هذا اليوم، 21 سبتمبر، نتذكر نهاية رحلة استكشافية غيرت فهمنا للكواكب العملاقة وأقمارها، ففي عام 2003، وبعد أن قدمت لنا جاليليو كمًا هائلاً من البيانات والصور عن المشتري وأقماره، تم إنهاء مهمتها بتضحية ذات مغزى.
يعد هذا الحدث شاهداً على التزام العلماء بحماية العوالم الأخرى والحفاظ على بكرتهما العلمية، فقد كشفت جاليليو عن براكين نشطة على قمر إيوا، ومحيطات تحت سطح أقمار أخرى، مما فتح آفاقًا جديدة لدراسة أصول الحياة في الكون.
هذا الحدث، وإن كان مؤسفًا، إلا أنه كان بمثابة ختام مشرف لمسيرة علمية حافلة بالإنجازات، جاليليو، التي حملت اسم العالم الفلكي الشهير، ورثت إرثه في البحث عن المعرفة واكتشاف أسرار الكون، وبرحيلها، تركت لنا إرثًا من الاكتشافات سيبقى محفورًا في ذاكرة البشرية.