في مثل هذا اليوم، 21 نوفمبر من عام 1969، تم تحقيق إنجاز تاريخي في عالم الاتصالات الرقمية بإنشاء أول رابط دائم على شبكة “أربانت” (ARPANet)، وهو الرابط الذي تم إنشاؤه بين جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ومعهد ستانفورد للأبحاث، وأصبح يمثل اللبنة الأولى لما نعرفه اليوم بالإنترنت.
يعتبر هذا الحدث نقطة تحول حقيقية في تاريخ التكنولوجيا، حيث مهد الطريق لتطوير شبكة الإنترنت العالمية التي أحدثت ثورة في التواصل والمعلومات والمعرفة.
في البداية، كانت شبكة أربانت (ARPANet) تهدف إلى ربط المؤسسات الأكاديمية والبحثية لتسهيل تبادل المعلومات بين العلماء والباحثين، وشكلت البروتوكولات والتقنيات التي طورت لشبكة أربانت الأساس لبنية الإنترنت الحديثة التي نستخدمها اليوم.
كانت شبكة أربانت مشروعًا أمريكيًا طورته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بهدف بناء شبكة اتصالات مقاومة للتدمير يمكن استخدامها في حالة الحرب، وقبل أقل من شهر من إنشاء هذا الرابط الدائم، تم إرسال أول رسالة اختبار عبر شبكة أربانت، وبعد هذا الحدث، شهدت الشبكة نموًا مطردًا وتطورات مستمرة، مما أدى إلى توسيع نطاقها وزيادة عدد المستخدمين.
أدى انتشار الإنترنت إلى ثورة في مجال المعلومات، حيث أصبح بإمكان أي شخص الوصول إلى كم هائل من المعرفة والبيانات، كما ساهم الإنترنت في ربط الناس في جميع أنحاء العالم وتسهيل التواصل بينهم عبر وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي، كما ظهرت التجارة الإلكترونية كصناعة جديدة تعتمد بشكل أساسي على الإنترنت، وأصبح التعليم متاحًا لعدد أكبر من الناس بفضل وجود الإنترنت.
يمثل إنشاء أول رابط دائم على شبكة أربانت، في 21 نوفمبر 1969، لحظة فارقة في تاريخ البشرية، وأطلق هذا الحدث البسيط في الظاهر شرارة ثورة تكنولوجية غيرت العالم بشكل جذري، واليوم، نستخدم الإنترنت في كل جوانب حياتنا، ولا يمكن تخيل العالم الحديث بدون هذا الاختراع العظيم.