في مثل هذا اليوم، 27 ديسمبر من عام 1996، شهد عالم الألعاب لحظة مفصلية مع إطلاق لعبة “ديابلو” (Diablo) من شركة بليزارد، والتي غيّرت شكل ألعاب تقمّص الأدوار إلى الأبد، ورسّخت مكانة بليزارد كواحدة من أهم مطوّري الألعاب في التاريخ.
وسرعان ما أصبحت “ديابلو” (Diablo) ظاهرة عالمية، رغم أن بعض المصادر تشير إلى أن الإصدار الرسمي الواسع كان في 31 ديسمبر من العام نفسه، ورغم اختلاف يوم الإصدار بين المصادر، فإن نهاية ديسمبر 1996 تبقى اللحظة التي انطلقت فيها واحدة من أكثر السلاسل تأثيرًا في تاريخ الألعاب.

قدّمت “ديابلو” تجربة لعب غير مسبوقة آنذاك، مثل أسلوب اللعب الآني (Real-time) بدلاً من الأسلوب التبادلي التقليدي في ألعاب RPG، وهو ما اعتُبر ثورة في ذلك الوقت، إلى جانب أجواء مظلمة مستوحاة من ألعاب الطاولة مثل Dungeons & Dragons، مع سرد قصصي عميق وموسيقى أيقونية.
يضاف إلى ذلك نظام الأبراج المحصّنة العشوائي الذي جعل كل جلسة لعب مختلفة عن الأخرى، واللعب الجماعي عبر Battle.net الذي فتح الباب أمام عصر جديد من الألعاب المتصلة بالإنترنت.

حققت لعبة “ديابلو” مبيعات ضخمة فور صدورها، وتربعت سريعًا على قائمة أكثر الألعاب مبيعًا على الحاسب الشخصي، ودفع هذا النجاح بليزارد إلى تطوير سلسلة كاملة، فأطلقت ديابلو 2 في 2000، وديابلو 3 في 2012، ثم ديابلو 4 في 2023، وحافظ كل جزء منها على الإرث الأصلي وأضاف إليه.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1999، أعلنت مجلة تايم اختيار جيف بيزوس — مؤسس شركة أمازون — شخصية العام، في خطوة عكست التحوّل الجذري الذي أحدثته التجارة الإلكترونية في نهاية القرن العشرين.
جاء اختيار بيزوس في ذروة طفرة الدوت كوم، حين كانت الشركات التقنية الناشئة تعيد تشكيل قواعد السوق، وفي مقدمتها أمازون (Amazon)، التي كانت آنذاك مجرد متجر إلكتروني للكتب، وأصبحت رمزًا لثورة التسوق عبر الإنترنت، رغم أنها كانت تخسر ملايين الدولارات في تلك الفترة!

رأت مجلة تايم أن بيزوس يمثل موجة جديدة من رواد الأعمال الذين يستخدمون الإنترنت لإعادة تعريف التجارة، ورغم رغم حداثة شركة أمازون، إلا أنها أحدثت تحولًا في سلوك المستهلكين، ورسخت مفهوم “النقرة الواحدة” في التسوق، إضافة إلى رمزية اللحظة التاريخية، فقد كان عام 1999 عامًا حاسمًا في صعود الاقتصاد الرقمي، وبيزوس كان وجهه الأبرز.
وصفت تايم بيزوس بأنه “ملك التجارة الإلكترونية”، وأشارت إلى أن مشروعه “ساعد في بناء أساس المستقبل”، كما لفتت إلى أنه كان رابع أصغر شخصية تحصل على اللقب في تاريخ المجلة.
بعد أكثر من ربع قرن، يتضح أن اختيار بيزوس كان بمثابة رؤية استشرافية، فقد أصبحت أمازون واحدة من أكبر الشركات في العالم، وتحوّل بيزوس إلى أحد أبرز رجال الأعمال عالميًا، مؤثرًا في مجالات تمتد من التجارة إلى الفضاء.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2007، انتقلت علامة MicroProse، إحدى أشهر العلامات في تاريخ ألعاب المحاكاة والاستراتيجية، إلى ملكية Interactive Game Group، بعد استحواذها عليها من شركة Atari Interactive.
جاء هذا الاستحواذ بعد سنوات من التغييرات الإدارية التي مرّت بها MicroProse منذ استحواذات سابقة شملت Spectrum HoloByte ثم Hasbro ثم Atari، وقد كانت MicroProse أيقونة في عالم الألعاب، خصوصًا في مجالات المحاكاة والاستراتيجية، مع عناوين مثل Civilization وX-COM.

وأعاد انتقال العلامة إلى Interactive Game Group فتح الباب أمام إمكانية إحياء بعض مشاريعها أو استثمار إرثها التجاري، كما عكس الحدث حالة إعادة الهيكلة الواسعة التي كانت تمر بها شركات الألعاب في منتصف العقد الأول من الألفية.
وبعد انتقال الملكية، استمرت MicroProse كعلامة تجارية تحت إدارة جديدة بين 2007 و2010، ولاحقًا انتقلت العلامة إلى Cybergun، قبل أن تشهد عملية إحياء جديدة في 2018. ورغم تغيّر المالكين، بقيت MicroProse رمزًا قويًا في ذاكرة اللاعبين، خصوصًا محبي الألعاب الكلاسيكية.








