في مثل هذا اليوم، 30 نوفمبر من عام 1959، شهد العالم خطوة هائلة نحو عصر الحوسبة الحديثة مع إعلان شركة آي بي إم (IBM) عن تسليم أول حاسوبين رئيسيين من طراز (IBM 7090).
يعد هذا الحدث علامة فارقة في تاريخ الحوسبة، حيث مثّل انتقالًا كبيرًا من أجهزة الحاسوب الضخمة والبطيئة التي تعتمد على الصمامات المفرغة إلى أجهزة أصغر حجمًا وأسرع تعتمد على الترانزستورات.
كان حاسوب IBM 7090، جنبًا إلى جنب مع طرازه المطوّر 7094، من أوائل الحواسيب التجارية التي تعتمد بالكامل على الترانزستورات، وقد ساهم هذا التحول التكنولوجي في زيادة سرعة الحوسبة وتقليل الحجم واستهلاك الطاقة، وتم تصميم الحاسوبين للاستخدامات العلمية الكبيرة، مثل الحسابات المعقدة والمحاكاة.
لعب الحاسوب IBM 7090 دورًا حيويًا في برامج الفضاء الأمريكية، فقد استخدمته وكالة ناسا للتحكم في رحلات الفضاء ميركوري وجيميني، حيث كان مسؤولًا عن حساب مسارات المركبات الفضائية وتتبعها.
بالإضافة إلى الاستخدامات الفضائية، تم استخدام الحاسوب 7090 في العديد من التطبيقات العلمية والحكومية الأخرى، مثل الأبحاث النووية والطقس والتجارة.
وعلى الرغم من تطوير أجيال جديدة من الحواسيب، استمر استخدام بعض أجهزة IBM 7090 حتى السبعينيات والثمانينيات، مما يدل على قوة تصميمه وموثوقيته.
وفي 30 نوفمبر من عام 2009، دخلت شركة بارنز آند نوبل (Barnes and Noble)، العملاق الأمريكي في مجال تجارة الكتب، عالم القراءة الإلكترونية بإطلاق جهازها الأول “نوك” (Nook).
جاء هذا الإطلاق بعد نجاح باهر حققه جهاز أمازون كيندل الذي سبقه إلى السوق بسنوات، مما أثار التساؤلات حول قدرة نوك على المنافسة في سوق مشبعة.
واجه جهاز نوك تحديات كبيرة منذ البداية، حيث دخل سوقًا كان قد استقر فيه كيندل وبدأ يكتسب شعبية كبيرة، ولم يقتصر التنافس على كيندل فقط، بل امتد ليشمل جهاز آيباد من آبل الذي كان يقدم تجربة قراءة متكاملة مع العديد من الميزات الأخرى.
على الرغم من التحديات، تمكن نوك من منافسة أقرانه بفضل القوة التسويقية التي تتمتع بها بارنز آند نوبل، والتي كانت تمتلك شبكة واسعة من المتاجر التي قدمت تجربة شراء مباشرة للأجهزة.
صمم نوك ليكون جهازًا متخصصًا في القراءة، مع شاشة حبر إلكتروني عالية الجودة توفر تجربة قراءة تشبه القراءة على الورق، واستفاد نوك من شبكة متاجر بارنز آند نوبل الواسعة، مما سمح للمستخدمين بشراء الكتب والتنقل بسهولة بين الجهاز والمتجر، كما قدمت بارنز آند نوبل مكتبة ضخمة من الكتب الإلكترونية، مما جعل الجهاز جذابًا لعشاق القراءة.
كان إطلاق جهاز نوك في عام 2009 علامة فارقة في سوق القراءة الإلكترونية، وعلى الرغم من التحديات التي واجهها، تمكن نوك من حجز مكانة له بفضل تركيزه على تجربة القراءة وجودة المحتوى ودعم شبكة متاجر بارنز آند نوبل، وقد ساهم هذا الإطلاق في تنشيط المنافسة في السوق، مما أدى إلى تقديم خيارات متنوعة للمستهلكين وتحسين جودة الأجهزة بشكل عام.