اختيار رئيس تنفيذي لشركة تعمل في مجال الاتصالات ليس قرارًا سهلاً على أجندة مجالس إدارات الشركات، حيث تتوقف الساعة في هذه اللحظات، عندما يتم الاتفاق حول اسم ما، ليتم التساؤل حول قدرته على قيادة الشركة وخبراته السابقة في المجال ونجاحاته التي حققها ليس على المستوى الشخصي فقط ولكن أيضا على مستوى إدارة فرق العمل التي أدارها واحترافيته، وقدرته على إدارة الأزمات في صناعة “عالية المخاطر” بامتياز حيث يكفي سقوط خدمات برج واحد للاتصالات في منطقة حيوية في تعكير الصفو والاستعداد لآلاف التعليقات السلبية.
وانطلاقا من واقع مشرف تم هذا الشهر، بتولي مصريان قيادة كبريات شركات الاتصالات عالمية، الأول يقود مجموعة اتصالات الإماراتية، والثاني ينتقل من منصب رفيع بمجموعة فودافون العالمية لرئاسة فودافون بالمملكة المتحدة، ولذلك يبدو أننا أمام تحول جديد سيشكله هذا الثنائي في عالم الاتصالات، وفي الوقت نفسه يؤكد أننا أمام تفوق مصري في مجال إدارة شركات الاتصالات العالمية بلا مبالغة أو تهويل، فعلى الرغم من أنهما حالتين وفقط، إلا أن أسماء هذين الشخصين وخبرتهما في السوق المصري والدولي كانا كفيلين بهذا التصور، كما أن قيمة الشركتين المذكورتين وهما “فودافون انجلترا واتصالات الإمارتية” كافيتين بشكل تام لسمعتهما الكبيرة في عالم الاتصالات الدولي بسبب قوتهما السوقية وتطورهما التكنولوجي السريع في سوق الاتصالات العالمي.
وقد تم اختيار المهندس المصري حاتم دويدار لقيادة مجموعة “اتصالات الإماراتية” أحد أقدم وأعرق شركات الاتصالات في المنطقة والعالم، كأول قيادة مصرية تتولى هذا المنصب الرفيع، وذلك بعدما شغل منصب رئيس عمليات المجموعة حينما انضم إليها في 2015، وفي العام التالي جرى تعيينه في منصب الرئيس التنفيذي للعمليات الدولية.
ويبدو أن المجموعة وجدت ضالتها في “حاتم دويدار” لقيادة المجموعة في هذا التوقيت الاستثنائي الذي تشهد فيه الصناعة تغيرات كبيرة على مستوى العالم بسبب جائحة كورونا، خاصة وأن المجموعة تدير عمليات في 18 سوقاً دولية في الشرق الأوسط، وآسيا، وأفريقيا، وتعمل في أسواق تضم أكثر من 400 مليون مشترك محتمل، وتقدم خدماتها لأكثر من 165 مليون مشترك.
“حاتم دويدار” صنع تجربته الخاصة بواقع معايشته لسوق الاتصالات المصري والذى يعد أكثر الأسواق تنافسيه في المنطقة، فقبل انتقاله لمجموعة اتصالات وتقلده العديد من المناصب بها، شغل منصب الرئيس التنفيذي لفودافون مصر في الفترة من 2009 وحتى 2014، قبل أن يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة.
وفي هذه الفترة والتى تصل لخمس سنوات شهدت الشركة طفرة على مستويات التشغيل والإدارة وتصدرت السوق المصري على مستوى نتائج في فترة شهدت عددًا كبير من التحديات أبرزها قيام ثورتي يناير و30 يونيو واللتان تمثلان التاريخ الأصعب في قطاع الاتصالات في السوق المصري حيث واجه القطاع والاقتصاد بشكل كامل تحديات قوية وتغييرات غير مسبوقة على مستوى السياسات المالية والنقدية والتغيرات في هيكل المسئوليين.
وأصبحت شركة فودافون مصر من أكثر الشركات نجاحا لمجموعة فودافون العالمية وتصدرت الشركة في مصر سوق المحمول من حيث أعداد المشتركين و معدلات الأداء وحصلت لخمس أعوام متتالية على لقب “أفضل جهة للعمل بين شركات القطاع الخاص” طبقا لإحصائيات عالمية.
“دويدار” ينتمي لمدرسة منضبطة تشير إلى أن المقدمات الجيدة تؤدى إلى نتائج واعدة، حيث تم تشكيل عقله حسب تصريحات سابقه له من والده الصحفي الكبير جلال دويدار والذى ساهم جزء كبير من مقالاته في الوعي الجمعي لجيل حاتم دويدار في العديد من المجالات، كما اكتسب حاتم دويدار خبرة عالمية فى مجال الشركات متعددة الجنسيات، منها عشر سنوات فى مواقع قيادية فى «فودافون»، حيث انضم إلى «فودافون» مصر عام 1999 فى منصب مدير عام قطاع التسويق، وفى عام 2004 تم اختياره لمنصب مدير عام تسويق الحلول والتطبيقات الصوتية لمجموعة «فودافون» العالمية بانجلترا.
وقد رشحته نجاحاته المتتالية لتولى منصب الرئيس التنفيذى لـ«فودافون» مالطا لمدة عامين، قاد خلالها عملية إطلاق تكنولوجيا الجيل الثالث فى مالطا، وبعد إنجاز مهمته بنجاح، عاد دويدار فى عام 2007 لمقر الشركة الرئيسى بلندن ليشغل منصب الرئيس التنفيذى للأسواق الشريكة لمجموعة «فودافون» العالمية، حيث عمل من خلال هذا الموقع على توسيع نطاق انتشار خدمات ومنتجات الشركة فى أكثر من 45 دولة حول العالم.
وفي المقابل كشف «أسبوع جيتكس للتقنية» عن خطط مجموعة اتصالات بالمنطقة خلال الفترة المقبلة، حيث كانت أبرز الشركات المشاركة ، وعبرت عن قوتها بعرض مجموعة فريدة ومتميزة من الحلول والاستخدامات التقنية التي ستلقي الضوء على الأثر الإيجابي للتقنيات المستقبلية على بيئة الأعمال، والترفيه المنزلي، والتعليم، ومختلف فئات المجتمع ، وسلطت الضوء على العصر الجديد من الاتصالات في المنطقة والعالم، بالارتكاز على حلول شبكة الجيل الخامس وما ستوفره من خدمات الاتصالات المستقبلية، والاستخدامات التقنية المتقدمة مثل الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، والتحليلات في معظم هذه المجالات التي ستحمل الكثير من التغيرات الإيجابية على المجتمعات.
وسيكون “لدويدار” الدور الرئيسي في تنفيذ هذه السياسات وتطويرها بالمنطقة، لتتلائم مع كل سوق تعمل به المجموعة، وعلي رأسها السوق الإماراتي الذى أصبح له الريادة في تكنولوجيات الجيل الخامس بالمنطقة ، كما أنه من المتوقع أن تشهد اتصالات مصر حقبة ناجحة جديدة بتعاون وثيق مع إدارتها المميزة في مصر، والتي استطاعت أن تقفز بالشركة إلى مستويات رائدة في السوق المصري خلال الفترة الأخيرة.
أحمد عصام رئيسا تنفيذيا لفودافون انجلترا
الواقع المبشر الجديد هو قرار تعيين المصري أحمد عصام رئيسًا تنفيذيا لفودافون بالمملكة المتحدة -انجلترا-، بدءًا من فبراير المقبل، خلفا لنيك جيفري الذي سيغادر الشركة.
شغل عصام العديد من المناصب العليا بشركة فودافون حيث انضم المهندس أحمد عصام إلى الشركة عام 1999 وبدأ مشواره المهني في قطاع المبيعات والتوزيع وتدرج في المناصب ليقود قطاع خدمة العملاء ثم القطاع التجاري وتم تعيينه عام 2012 مديرا عاما للقطاع التجاري للأسواق الناشئة ثم تقلد عام 2012 منصب المدير العام للقطاع التجاري بأكمله في فودافون العالمية للاستفادة من خبراته في تطوير استراتيجيات وخطط تسويقية للعديد من أسواق الشركة عالميا، مما ساهم في تحسن أداء الأعمال في هذه الأسواق بنسب غير مسبوقة ليكون أول مصري في مجموعة فودافون العالمية يشغل هذا المنصب.
وتقلد المهندس أحمد عصام في 2014 منصب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة فودافون مصر، ليعقبها توليه في 2016 الرئيس التنفيذي لمجموعة الأسواق الأوروبية بالشركة التي تضم 8 أسواق، هي: (أيرلندا، البرتغال، اليونان، رومانيا، جمهورية التشيك، المجر، ألبانيا، مالطا)، تقديرًا لجهوده وإنجازاته في السوق المصري وفي فودافون العالمية.
النجاحات التي حققها أحمد عصام في مصر كانت كفيلة بتقلده هذا المناصب، حيث شكل لسنوات وبقيادتها لفرق إدارية متنوعة نجاحات استثنائية تشهد عليها أرقام ونتائج أعمال والقطاعات التي تولي قيادتها .
ويأتى إختيار أحمد عصام لقيادة فودافون انجلترا في توقيت ترغب في توفير الجيل الخامس، وخدمات جديدة أخرى ذات نطاق ترددى عريض النطاق للمستهلكين الأفراد، والأعمال فى جميع أنحاء المملكة المتحدة، وفي توقيت تواجه بريطانيا بشكل كامل تحدي كبير متعلق بالجيل الخامس حيث أصدرت الحكومة البريطانية تعليمات لشركات الاتصالات بسحب معدات شركة هواوي الصينية من شبكة الجيل الخامس في البلاد بحلول عام 2027، بداعي المخاوف الأمنية وهو مايشكل أزمة مسبقة لشبكة فودافون في انجلترا.
ولن يكون بمقدور الشركات المشغلة ومنها فودافون شراء مكونات الجيل الخامس من هواوي اعتبارا من نهاية العام، وأُبلغت بالتخلص من أي معدات من إنتاج شركة الاتصالات الصينية العملاقة في شبكة الجيل الخامس بحلول عام 2027.
وهو مارصدته بيانات لشركة فودافون البريطانية منتصف العام، بإن استبدال معدات هواوي التي تستعملها في شبكاتها سيكلفها مليارات الجنيهات الإسترلينية، وإن هذا الأمر سيتسبب في إرباك شديد لأعمال الشركة داخل بريطانيا، وأضاف رئيس الشبكات لدى الشركة البريطانية، أنه لا بد من خطة انتقالية مدتها خمس سنوات على الأقل لإحلال معدات هواوي، وتطبيق العقوبات المفروضة على الشركة.
وهو ماسيشكل لأحمد عصام تحدي ترغب شخصيته في خوضه مع بدء عمله رسميا في فبراير، بعد مروره بمختلف التجارب والتحديات بالعديد من الأسواق.
وتتمنى FollowICT ، لكل من: حاتم دويدار وأحمد عصام نجاحا يضاف لإرث نجاحات القيادات المصرية في قطاع الاتصالات المحلي والعالمي، وأن يشكلا قناة رئيسية لإلقاء الضوء على قيادات أخرى مصرية بالقطاع مؤهلة بشكل تام للوصول إلى مناصب رفيعة في العديد من شركات الاتصالات حول العالم .