قضت محكمة بريطانية بعدم تسليم مؤسس ويكيليكس “جوليان أسانج” إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يواجه اتهامات بالتجسس واختراق الحواسيب الحكومية.
وقالت صحيفة الجارديان أن الحكم صدر عن المحكمة الجنائية هذا الصباح، فيما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أن القاضي أشار إلى أن خطر الانتحار مرتفع للغاية.
ويبقى أسانج الآن في الحجز البريطاني بانتظار طلب الكفالة، مع امتلاك حكومة الولايات المتحدة حرية المضي قدمًا في استئناف ضد القرار.
ومن المقرر أن تستأنف محامية السلطات الأمريكية الحكم الذي أصدرته قاضية المقاطعة (فانيسا باريتسر) Vanessa Baraitser أمام المحكمة الجنائية المركزية.
ويتعلق هذا الحكم المعين فقط بطلب الولايات المتحدة تسليمه بموجب معاهدة تسليم المجرمين بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
واعتقلت المملكة المتحدة مؤسس ويكليكس في البداية لانتهاكه شروط الكفالة، ويواجه تهم القرصنة والتجسس في الولايات المتحدة المتعلقة بسلسلة من منشورات ويكيليكس التي وصفتها وزارة العدل الأمريكية بأنها واحدة من أكبر الاختراقات للمعلومات السرية في تاريخ الولايات المتحدة.
وقالت القاضية عند إصدار حكمها: إن مؤسس ويكيليكس من المحتمل أن يكون محتجزًا في ظروف عزل فيما يسمى بالسجن الشديد الحراسة في الولايات المتحدة وإن الإجراءات التي وصفتها السلطات الأمريكية لن تمنعه من إيجاد طريقة للانتحار.
وأضافت: أجد أن الحالة العقلية لأسانج تجعل تسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية أمرًا قمعيًا.
وأثارت القضية مخاوف كبيرة بشأن حرية التعبير، حيث يرى العديد من الباحثين القانونيين أن قضية الحكومة تمثل عقابًا لمؤسس ويكيليكس لنشره المعلومات.
وكان تسليم المجرمين أيضًا بارزًا بشكل غير عادي، مع عدد من الاحتجاجات في المملكة المتحدة لدعم أسانج ومعارضة التسليم.
ويحتجز أسانج في بريطانيا منذ شهر أبريل 2019، عندما تم إبعاده من سفارة الإكوادور في لندن، حيث كان قد لجأ إليها قبل سبع سنوات لتجنب تسليمه إلى السويد بسبب قضية اعتداء جنسي تم إسقاطها لاحقًا.
وبحسب ما ورد تم النظر في طلب العفو عن أسانج من الرئيس المنتهية ولايته (دونالد ترامب)، الذي استفاد من التسريبات التي نشرها موقع ويكيليكس لملفات اللجنة الوطنية الديمقراطية خلال حملة عام 2016.
ومع ذلك، لم يتم تضمين أسانج في جولة الاستئناف في شهر ديسمبر، وليس من الواضح كون ترامب يخطط للتدخل في القضية.
وتتعلق القضية المرفوعة ضده بنشر ويكيليكس لمئات الآلاف من الوثائق المسربة حول حربي أفغانستان والعراق، بالإضافة إلى البرقيات الدبلوماسية، في عامي 2010 و 2011.
ويقول ممثلو الادعاء: إن أسانج ساعد محللة الدفاع الأمريكية (تشيلسي مانينج) Chelsea Manning في خرق قانون التجسس الأمريكي، وينفي أسانج التآمر مع مانينج لاختراق كلمة المرور المشفرة عبر الحواسيب الأمريكية.
ويجادل محاموه بأن الادعاء له دوافع سياسية وأنه يتم ملاحقته لأن ويكيليكس نشر الوثائق الحكومية الأمريكية التي كشفت عن أدلة على جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان.