استعرض خالد بن عبدالعزيز الفالح، وزير الاستثمار السعودي، دور المملكة البارز في دعم الاستثمارات الرقمية لتحقيق رؤيتها الطموحة في التحول لاقتصاد قائم على الابتكار، من خلال التطلعات والأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار، التي من شأنها تعزيز الجهود لجعل المملكة مركزاً عالمياً لابتكار أشباه الموصلات؛ وفقاً لـ”واس”.
جاء ذلك في كلمته خلال أعمال منتدى “مستقبل أشباه الموصلات في نسخته الثانية 2023 “، الذي تنظمه هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست)، بحضور البروفيسور شوجي ناكامورا الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء، ونخبة من الخبراء والباحثين المحليين والدوليين.
وتقدر القيمة غير المباشرة للدعم الإلكتروني في القطاع 2.2 تريليون دولار، مؤكداً أن المملكة عازمة على تسخير قوة أشباه الموصلات لدفع الابتكار في عدة قطاعات، ومن خلال مشاريع طموحة مثل “نيوم” التي تعد أول مدينة معرفية عالية الاتصال في العالم، وفقاً لوزير الاستثمار السعودي.
وأشار الفالح، إلى أنه في الآونة الأخيرة أطلقت المملكة مناطق اقتصادية تركز على الحوسبة السحابية، بما في ذلك مراكز البيانات وخدمات الحوسبة السحابية والبنية التحتية والذكاء الاصطناعي، منوهاً باستضافة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية لأكبر احتضان للمناطق الاقتصادية الخاصة التي تشمل قطاعات جديدة مثل تصنيع المركبات الكهربائية.
ومن جانبه، أكد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، المشرف على فريق تأسيس هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، منير بن محمود الدسوقي، أن سلسلة التوريد المُستدامة لأشباه الموصلات تُعدّ ضرورية للمملكة لتحقيق أولوياتها الوطنية الأربع في مجال البحث والتطوير والابتكار، التي أعلنها ولي العهد رئيس اللجنة العليا للبحث والتطوير والابتكار وتختص بصحة الإنسان، واستدامة البيئة وتوفير الاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المستقبل.
وقال الدسوقي: “نعمل على توسيع محفظتنا للوصول إلى تقنيات التصنيع المتقدمة من مصانع أشباه الموصلات العالمية، وتقديم خدمات النماذج الأولية للدارات المتكاملة التي يشكل تصميمها 50% من سلسلة قيمة أشباه الموصلات وبتكلفة مدعومة لمجتمع البحث والشركات الناشئة”.
واستعرض الدسوقي، إنجازات البرنامج السعودي لأشباه الموصلات، الذي اشترك مع 16 جامعة سعودية لتحديد حجم احتياجاتها والتحدِّيات التي تواجهها، مبيناً أن البرنامج نجح في تصنيع 3 رقائق إلكترونية من ثلاث جامعات أعضاء باستخدام الغرف النقية في المملكة، ودرب أكثر من 120 مهندساً وطالباً سعودياً على تقنيات تصنيع أشباه الموصلات.
وأوضح الدسوقي، أن السوق العالمي لأشباه الموصلات تجاوز 600 مليار دولار في عام 2022، متوقعاً أن ينمو هذا السوق نمواً سنوياً مركباً بنسبة 12% خلال السنوات الست القادمة، حيث لا يزال النقص في فترة ما بعد الجائحة يظهر فجوة تتراوح بين 10- 15% بين العرض والطلب.
وبدوره، استعرض رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية البروفيسور توني تشان، جهود كاوست البحثية لدعم الصناعة الرقمية في المملكة، موضحاً أن المملكة تضع أولى خطواتها للقيادة العالمية في مجال الثورة الرقمية كقيادتها المؤثرة في مجال الطاقة الدولية عبر توطين أبحاث وصناعة أجهزة الاستشعار والرقائق الإلكترونية والخلايا الكهروضوئية وغيرها من مكونات أشباه الموصلات.
وعلى هامش أعمال المنتدى، وُقعت مذكرة تفاهم بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وشركة سيول لأشباه الموصلات المحدودة بكوريا الجنوبية لإنشاء مختبر مشترك في المدينة لتصميم وتصنيع تطبيقات صمامات ثنائية باعثة للضوء في عدة مجالات، تشمل الزراعة الذكية، وحلول الصمامات الثنائية الباعثة للضوء، وتقنيات تعقيم الهواء والأسطح، بالإضافة إلى توطين هذه التقنيات المتقدمة.
إثر ذلك بدأت أعمال المنتدى بعقد ثلاث جلسات علمية، ناقشت تطوير صناعة أشباه الموصلات، والنظام البيئي لأشباه الموصلات في المملكة، وكذلك إلكترونيات السيارات والفضاء.
يذكر أن منتدى مستقبل أشباه الموصلات في نسخته الثانية، يستكمل أعماله غداً وبعد غد، بعقد خمس جلسات علمية تناقش الضوئيات، وإنترنت الأشياء: الاتصالات والاستشعار، وتقنيات أشباه الموصلات الناشئة، بالإضافة إلى تسريع الأجهزة لتعلم الآلة، والمايكرو ليد.