من منا لم يقم بإدخال بيانات تخصه على شبكة الانترنت او حتى بيانات غير صحيحة ولكن قام بالدخول الى الشبكة من خلال استخدام جهازه وشبكة الانترنت الخاصة به؟ فنحن جميعاً متصلون بالانترنت تقريبًا، وحين نقوم بالدخول الى شبكة الانترنت نترك اثرًا على شكل ملفات تعريف وبيانات الموقوع وسجل لعمليات البحث وبمجرد ان نقوم بالدخول على شبكة الانترنت فإن ذلك يبقى فيها الى الابد!
ويمكن تلخيص استخدامنا للانترنت الى ثلاثة أقسام، الأول الويب السطحي والذي يشتمل على المعلومات التي قمنا بالبحث عنها بواسطة محركات البحث وتشكل ما يقارب نسبته 4% من حركة الانترنت.
أما القسم الثاني فيطلق عليه الويب العميق ولا داعي للخوف اذا كانت البيانات مشفرة عند استخدامه، حيث انه لا يمكن الوصول الى كافة البيانات الموجودة على الويب العميق إلا من خلال مجموعة من بيانات الاعتماد كالسجلات الطبية، التعليمية والمصرفية الى جانب رسائل البريد الالكتروني وبيانات الشركات ويمثل ما نسبته 90% من حركة الانترنت.
القسم الثالث والأخير وهو الويب المظلم، وتتكون هذه المنطقة السرية من شبكة الانترنت العالمية من شبكة مشفرة بشكل كبير ولا يمكن الوصول على ما تتضمنه إلا من خلال متصفح او تطبيق خاص على سبيل المثال TOR، وهذه الشبكة المخفية يجب ان تكون الخصوصية عالية عند الدخول اليها فهذه الشبكة تتضمن نشاطات إجرامية كالتعامل غير القانوني مثل بيع المخدرات، الاسلحة وبطاقات الائتمان المسروقة ويقدر بما يقارب 6% من إجمالي حركة الانترنت.
ولم تعد تكنولوجيا العمل وتكنولوجيا المنزل شيئين منفصلين، فهواتفنا الذكية التي نقوم باستخدامها استخداماً شخصياً في مختلف المهام سواء العملية او عند استخدامنا لهاتفنا في المنزل، وقد يكون لجهة العمل او منظمة العمل سياسة معينة علينا الالتزام بها في العمل ولكن ايضا علينا الالتزام بها في المنزل ايضا.
وبحسب مقال قامت بنشره TerraNova Security، فالوعي الأمني يغرس ثقافة وعقلية تهدف لحماية المعلومات الخاصة والحساسة وبمجرد ان تكون هذه العقلية متواجدة وفي طبيعتنا سنتمكن من التكيف مع عالم التهديدات السيبرانية المتغيرة بشكل مستمر، ففي الغالب تقوم الشركات بتوجيه موظفيها وتوعيتهم حول الأمن السيبراني بهدف ضمان البيانات الموجودة لديها، واذا ما تم تزويدنا بهذه المعلومات المتعلقة بالأمن السيبراني فإنه يتحتم علينا تطبيق هذا الوعي والإدراك حول الأمن السيبراني في حياتنا الخاصة ايضا.
والتكنولوجيا لا توفر لنا وحدها حماية مضمونة من الهجمات الالكترونية واختراق البيانات، فالأمن السيبراني الذي يعتمد على الانسان هو أفضل وسيلة دفاعية من الممكن استخدامها لحماية البيانات من مجرمين الانترنت، فمعدلات الجرائم الالكترونية تنخفض عند وجود البشر في الأمن السيبراني مع تطوير الحماية البشرية الى جانب كاميرات المراقبة، أجهزة استشعار الحركة والإقفال البيومترية التي تقوم بإطلاق الإنذار، ويمكننا القول إن الجرائم الالكترونية ازدادت مع انتشار الانترنت واستخدامه من قبل الجميع تقريبًا، كما إن بعض الجرائم معقدة من الناحية التقنية بشكل كبير ومن الممكن لأي شخص منا أن يكون ضحية لهذه الجرائم الالكترونية خصوصا بعد دخول كافة الفئات العمرية تقريبًا الى شبكة الانترنت.
وتعد الجرائم الالكترونية الأكثر شيوعًا وهي:المطاردة والتنمر من خلال الانترنت، التصيد،البرامج المقرصنة،الخداع الرومانسي ، الهجمات الالكترونية DDOS ،برامج الفدية
ويمكن أن توجه بعض النصائح التي من الممكن أن تسهم في الحماية والتمكن من صد الجرائم الالكترونية بمختلفها كاستخدام رموز التحقق الثنائية والتي يتم إرسالها أما عن طريق البريد الالكتروني او رسائل sms، عند استخدامك للشبكات العامة الموجودة بمختلف الأماكن لا تقم بتغيير كلمات السر من خلال هذه الشبكات او ذكر أي بيانات خاصة، تجنب زيارة مواقع لا تعرفها وتقوم بالضغط عليها، قم بتحديد أصدقائك ومعارفك على وسائل التواصل الاجتماعي ويتم ذلك من خلال غلق الحسابات واقتصار اضافة الأقارب والأصدقاء فقط، الدفع عبر قنوات موثوقة سواء في الدولة او القنوات الموثوقة عالمياً، عند اضطرارك الى ترك هاتفك او الحاسوب المحمول في مكان ما احرص على أن تكون هذه الأجهزة مقفلة بحيث لا يتمكن شخص آخر من استخدامها، لا تتسوق إلكترونياً من خلال جهاز ليس لك، واخيراً احرص على تحديث انظمة الهواتف المتنقلة والحاسوب المتنقل بشكل مستمر الى جانب تحديث التطبيقات والبرامج ايضا.
ارشيان باهور
أخصائي حماية الشبكات بشركة «بتلكو»