جيديون ليتشفيلد يكتب: هل يسبب مساعدو الذكاء الاصطناعي انهياراً بدل التقدم الموعود؟
 | |
بعد أيام من الفوضى ومئات الوفيات وتريليونات الدولارات التي تبخرت من أسواق الأسهم، تبين أن الانهيار الكبير للذكاء الاصطناعي في يوليو 2028 بدأ على غرار انقطاعات الإنترنت الكبرى في أكتوبر ونوفمبر 2025: بخلل بسيط في مزود رئيسي تعتمد عليه كثير من أكبر خدمات الإنترنت في العالم لإدارة حركة مرورها. لكن في السنوات الثلاث التي تلت ذلك، انغمس العالم كلياً في مساعدي الذكاء الاصطناعي - وهو أنظمة قادرة على اتخاذ القرارات وتنفيذها دون تدخل بشري. أنشأ كثير من شركات الإنترنت مساعدي ذكاء اصطناعي يشغلون الخوادم تلقائياً في شركات السحابة البديلة عند تعطل خدمتهم الرئيسية. وفي ذلك كان مهلكها ومعها مهلك العالم. فسر مساعدو الذكاء الاصطناعي في شركات السحابة الأخرى هذا التدفق الهائل من الطلبات الواردة على أنه هجوم إلكتروني محتمل. فحظروا العملاء الجدد وخنقوا حركة مرور العملاء الحاليين. انتقلت الشركات التي تملك خوادم محلية إليها، لكن الارتفاع المفاجئ في الطلب على الكهرباء دفع مساعدي الذكاء الاصطناعي في شركات الكهرباء إلى فرض انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي. تحول الاختناق الرقمي إلى اختناق فعلي مع توقف ملايين المركبات ذاتية القيادة المتصلة بالسحابة، تاركةً سيارات الإسعاف وشاحنات الإطفاء عالقة في الزحام. كان لدى المؤسسات المالية الكبرى إجراءات لتجنب الانجرار إلى الاضطرابات. لكن ملايين المستثمرين الأفراد قاموا باستخدام مساعدي ذكاء اصطناعي مما توفره منصات التداول التي يتعاملون معها لاستغلال تقلبات السوق غير العادية. ازدهرت آلاف استراتيجيات التداول المبتكرة، وتداخلت، وتنافست مع بعضها بعضاً وسادت حالة من الفوضى العارمة، حيث تهاوت الأسهم فجأةً وأعيدت إلى وضعها الطبيعي. استغرق الأمر إغلاقاً مؤقتاً لجميع الأسواق وجهداً جباراً من فرق تقنية المعلومات قبل استعادة بعض مظاهر النظام. هذا خيال طبعاً، ولا شك أن خبراء في أي عدد من القطاعات قد يجادل بشأن تفاصيله. لكن النقطة الأوسع هي: يدخل الذكاء الاصطناعي الفاعل مستوى من عدم القدرة على التنبؤ لا أحد - ولا حتى أي حكومة - مستعد له. يؤكد منشوران حديثان هذا الأمر، أولهما كتاب إعادة صياغة الديمقراطية، لبروس شناير وناثان ساندرز، وهو قائمة مذهلة من الطرق التي يمكن من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي في السياسة والتشريع والعمليات الحكومية والقضاء، بالإضافة إلى كيفية حدوث أخطاء في كل من هذه الاستخدامات. أما الآخر فهو دولة المساعدين، وهو تقرير صادر عن مجموعة بقيادة لوكاس إلفيس، كبير مسؤولي المعلومات السابق في إستونيا، هذا التقرير عبارة عن قائمة مذهلة بنفس القدر من الطرق التي يمكن من خلالها تحويل الحكومة نحو الأفضل من خلال تبني الذكاء الاصطناعي الفاعل، إلى جانب تحذيرات من مدى تخلفها عن الركب إن لم تتبنه. كلا العملين، بالطبع، تخمينيان جداً. يدعونا إيلفيس وآخرون إلى تخيل عالم يثق فيه المشرعون بالذكاء الاصطناعي ثقةً ضمنيةً لدرجة أنهم يشعرون بالراحة في إملاء أهداف سياسية عامة - هدف لجودة الهواء، على سبيل المثال - التي تترجمها هذه الأدوات باستمرار إلى لوائح تنظيمية متكيفة آنية... مع ورود بيانات جديدة..اضغط هنا لتكملة المقال جيديون ليتشفيلد رئيس التحرير السابق لمجلة Wired ومجلة MIT Technology Review
|