سعيد بن محمد يكتب: التقنيات الناشئة.. أوسع من الذكاء الاصطناعي
 | |
غلب على الخطاب التقني في الآونة الأخيرة صوت الذكاء الاصطناعي، والذي بات الجمع ينزله منزلة الأصل في كل حديث عن المستقبل، حتى صار أيقونة التكنولوجيا واختصارها وعنوان يختزل كل فكرة رقمية، وبمثابة مقياس للمعرفة في كل نقاش حول التحول والابتكار؛ وكأن بظهوره ألغى ما قبله من تقنيات ناضجة أو في مرحلة النضج أو في طور التشكيل. الحقيقة، ورغم أهمية الذكاء الاصطناعي وطغيانه على المستوى العالمي كصوت وتقنية محركة لغيرها من التقنيات ومسرعة للتطوير والبحث العلمي، إلا أن الاختزال يعد قصورًا في الرؤية؛ لأنه مهما اتسعت تطبيقاته، وتشعبت مجالاته، وأضفى مظلته على العقول والأعمال وحتى الميزانيات للمؤسسات والدول، إلا أنه يبقى فرعًا من منظومة مترابطة ومتفاعلة قائمة على تقنيات أخرى لا تقل في الأثر والتأثير، وفي رسم ملامح الغد بتطوير الخدمات، وإيجاد الحلول على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات. ما وراء الذكاء الاصطناعي عالم التقنيات الناشئة تغير كثيرًا عما قيل فيه ورسمه رواد المجال، حتى أن مفاهيمه لم تعد كتلًا وإنما تحولت إلى جزئيات استقل بعضها لحظيًا، والآخر يتكامل مع غيره وينمو معاً؛ أي أن التقنيات الناشئة تتكامل أدوارها، وتتآزر في تطورها وفائدتها والقيمة التي تقدمها، ولا تهيمن فيه إحداها على أخرى، وإن بدأ ذلك للعامة؛ ولكن هناك من هو مؤمن بأن بعضها يغذي الآخر في دورة لا تنقطع بين المعرفة والتطبيق في المختبرات والمساحات الضيقة والتي لاحقاً تحتل المنصات. المتتبع لشركة جارتنر التي تعد من أكبر شركات الأبحاث والاستشارات التقنية في العالم وتحديداً لمنتجها البحثي (Hype Cycle) أو الإطار التحليلي المتتبع لنضج التقنيات يلحظ بأن ميزان القوى لا يقاس بالذكاء الاصطناعي وحده، وإنما بالانتباه للتقنيات الأخرى وتبنيها في مرحلة البذرة في الابتكار، أو التقاطها في أي مرحلة تالية من دورة حياتها وجعلها ميزة تنافسية بالابتكار فيها. فعندما نتحدث عن التقنيات الناشئة لا ينبغي أن يكون حديثنا مبنيًا على الهبة العالمية، وإنما ينبع من حاجة مؤسساتنا ونضجها وتوافق تلك التقنيات مع الاستراتيجية والأهداف الحالية أو في تلك الفترة من الزمن، وفي ذلك توصي شركة (IDC) الأمريكية في تقرير لها بضرورة تقييم النضج والحاجة وتحديد الجاهزية من حيث البيانات والمواهب والتقنيات قبل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لمجرد أنه شائع. في خضم التنافس العالمي علينا أن ندرك بأن مشكلاتنا وميزاتنا التنافسية لا بالذكاء الاصطناعي وحده تحل أو تتحقق، فلربما ما نعتقد بأنه حل يمكن أن يصبح مشكلة معقدة تتراكم عليها تبعات وتخلق فجوة لا تسد بنفس العوامل والعناصر التي كانت يمكن أن تسدها في السابق..اضغط هنا لتكملة المقال سعيد بن محمد باحث ومدرب في الذكاء الاصطناعي
|