صفقة «المصرية للاتصالات».. هل تصطاد عصفورين بحجر واحد أم ننتظر مغامرة جديدة؟
| |
يبدو أن قطاع الاتصالات المصري، في انتظار سلسلة من التحركات الاستثمارية الكبرى والمؤكدة خلال الفترة المقبلة، بعد إعلان تنفيذ صفقة بيع 162.2 مليون سهم بما يمثل نحو 10% من أسهم الشركة المصرية للاتصالات، في السوق الثانوية، بقيمة إجمالية حوالي 121 مليون دولار (3.75 مليار جنيه)، فأي تحركات تجاه المصرية للاتصالات تعد عنصرا بارزا في معادلة القطاع المستقبلية لاعتبارات ملكيتها للحكومة وكونها أكبر شركة في قطاع الاتصالات من حيث الحجم والقيمة السوقية. فالمصرية للاتصالات بتنفيذها هذه الصفقة، انخفضت حصة الحكومة بها إلى 70% بعد أن كانت 80%، وهذه نسبة بيع مقبولة في الفترة الحالية في ظل ظروف اقتصادية عالمية ومحلية استثنائية، حيث تدفعها توجهات الحكومة لسد فجوة التمويل وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى جانب إعطاء مساحة أوسع للقطاع الخاص في الاقتصاد، حيث تتضمن مؤسسات محلية وعربية، بالإضافة إلى عدد من المستثمرين الأفراد المتعاملين في السوق المصرية. فالحكومة تستهدف بيع أصول مملوكة لها بقيمة 2 مليار دولار، خلال العام المالي الجاري الذي ينتهي في يونيو المقبل، ضمن خطتها لتوفير الموارد الدولارية، وفقا لما أظهره تقرير صندوق النقد الدولي. وبنظرة واقعية للصفقة، فإن المؤشرات تدعو إلى التفاؤل، حيث شهد عرض بيع حصة من الشركة، إقبالا من المؤسسات المحلية والأجنبية لتغطية الطرح بمعدل بلغ 2.5 مرة، مما يدلل على رغبة متجددة للمؤسسات والشركات، للاستثمار في السوق المصرية، وإن كان من بوابة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذي نجح في تحقيق معدلات أداء مرتفعة على المستوى الاقتصادي والحفاظ على مكانته في الصدارة كأعلى القطاعات نموًا على مدار الأعوام المالية الأربعة الماضية وآخرها تحقيقه معدلات نمو بلغت نحو 16.3% في العام المالي 2021/2022. وتشير دلالات الصفقة إلى أن قطاع الاتصالات المصري على موعد مع إعادة ترسيم جديدة في ظل عدد من الصفقات المحتملة المتوقع حدوثها بعد زحزحة الموقف الحالي مدفوعا بجدية الدولة في إفساح المجال للقطاع الخاص، وإن كان القطاع يتمتع بمقومات هذا التحرر بشكل كبير حيث يضم القطاع أربع شركات لخدمات الاتصالات، هي "فودافون مصر" التابعة لمجموعة "فودافون" البريطانية، و"أورنج مصر" التابعة لمجموعة "أورنج" الفرنسية، و"اتصالات مصر" التابعة لـ"&e" الإماراتية، و"المصرية للاتصالات" الحكومية. وتتمتع أسهم قطاع الاتصالات والتكنولوجيا في السوق المصرية بجاذبية كبيرة سواء مقيدة في البورصة أو خارجها وفقا لمحللين، وذلك في ظل التطور الكبير للبنية التحتية التكنولوجية، وحجم الاستهلاك الكبير، بالإضافة إلى انخفاض الأجور مقارنة بالشركات المتواجدة في المنطقة بالأسواق المحيطة، ما يجعل الاستثمار في القطاع واعد للغاية للمستثمرين الأجانب والعرب، خاصة مع التحركات المرتقبة لإعادة تسعير خدمات القطاع لتناسب الارتفاعات المتتالية في مستويات التضخم. فما هي أبرز حيثيات صفقة المصرية للاتصالات، وتأثيرها على القطاع في ضوء السياسات الجديدة التي تتبناها الشركات للدخول في مستويات جديدة من النمو تعتمد على القوة المالية والتكنولوجية والمزيد من الحراك والتداخل مع العديد من القطاعات الاقتصادية؟.. اضغط لقراءة التفاصيل
|