يشهد عالم الحواسيب المحمولة اتجاهات جديدة الفترة القادمة، كشف عنها معرض الإلكترونيات الاستهلاكية CES، ومنها تشغيل ألعاب الفيديو بجودة بصرية كاملة، تشغيل المحتويات 3D من دون الحاجة إلى نظارة خاصة.
ولاقت الاتجاهات الحديثة اهتمامًا واضحًا لدى الصناع في المعرض السنوي وأبرزها:
1- محتويات ثلاثية الأبعاد دون الحاجة إلى نظارات
شهدت فعاليات معرض الإلكترونيات إطلاق كثير من الحواسيب المحمولة، التي تتيح مشاهدة المحتويات ثلاثية الأبعاد (3D) على شاشات مسطحة، بدون الحاجة إلى نظارات.
واعتمدت شركة “آسوس” -في حاسوب “برو آرت ستوديو بوك” (ProArt Studiobook)- على تقنية ثلاثية الأبعاد مع تتبع العين، وينصب التركيز في الحواسيب المحمولة الاحترافية على نقل المعارف أو تطبيقات التسوق الافتراضية.
وتشتمل باقة التجهيزات التقنية لحاسوب “بريديتور هيليوس 300” (Predator Helios 300)، على كامريتين فوق الشاشة لتتبع حركة أعين المستخدم، وتقوم الشاشة بإنشاء صورة ثلاثية الأبعاد عن طريق الصور المقطعية.
ولا يمكن رؤية هذا التأثير إلا عند الجلوس أمام الحاسوب المحمول مباشرة، ويظهر هذا التأثير بشكل مثير للإعجاب يغني المستخدم عن ارتداء النظارات الثلاثية الأبعاد المزعجة.
2- شاشات أوليد ذاتية الإضاءة
ومن أبرز مزايا شاشات أوليد ذاتية الإضاءة للحواسيب المحمولة في توفر مزيد من الألوان وتباين أفضل وعرض اللون الأسود بشكل أكثر عمقا، فضلا عن أنها أقل استهلاكا للطاقة الكهربائية حسب نوعية الاستخدام، لكن المشكلة تكمن في أنها لا تزال باهظة التكلفة ويجب أن يتم تطويرها لكي تتوافر بأسعار مناسبة.
وقدمت الشركات المتخصصة في إنتاج أجهزة الحاسوب المحمولة للألعاب، مثل “لينوفو” (Lenovo) و”آيسر” و”إل جي” (LG) و”آسوس” (Asus)، طرازا أو أكثر بشاشة أوليد خلال مشاركتها في فعاليات المعرض.
3- جيل جديد مخصص للألعاب
تجلت الفروق والاختلافات بشكل واضح خلال فعاليات المعرض، إذ احتاج الجيل الجديد من الحواسيب المحمولة المخصصة للألعاب والمزودة ببطاقة الرسوميات نفيديا “جيفورس جي تي إكس” (Geforce GTX) الجديدة من السلسلة 40، إلى طاقة كهربائية أقل مع زيادة معدل تنشيط الصورة في الثانية من أجل تحسين عرض الصورة.
وأكدت شركة “نفيديا” (Nvidia) أنها تمكنت من تحقيق هذا الهدف بالاعتماد على معمارية شرائح جديدة تعرف باسم “آدا لوفيلس” (Ada Lovelace)، بالإضافة إلى استخدام تقنية “الرسم الفائق بالتعلم العميق” (Deep Learning Super Sampling) والمعروفة اختصارا باسم (DLSS 3)، وتهدف هذه التقنية بكل بساطة إلى زيادة الأداء ورفع معدل تنشيط الصورة في الثانية عن طريق الذكاء الاصطناعي.
ونظرا لأن بطاقات الرسوميات الجديدة لأجهزة الحاسوب المحمول تستهلك طاقة كهربائية أقل مقارنة بالجيل السابق، فقد تمكنت الشركات العالمية من استعمال بطاقات رسوميات أكثر كفاءة في طرازات أقل حجما وأكثر نحافة من السابق.
4- أجهزة بعدة شاشات
كشفت شركة لينوفو عن حاسوب محمول جديد مزود بشاشتين؛ حيث يتكون الجهاز “يوجا بوك 9 آي” (Yoga Book 9i) من شاشتين متصلتين بواسطة مفصلة 360 درجة مع سماعة مدمجة، ويتوافر أمام المستخدم إمكانية استعمال الجهاز إما بشاشة مزدوجة أو حاسوب محمول بشاشة افتراضية وشاشة ونصف.
ويأتي جهاز “ثنك بوك بلس تويست” (Thinkbook Plus Twist)، مزودا بشاشة مزدوجة، وهما شاشة أوليد داخلية بدقة الوضوح الفائق “4 كيه” (4K) وشاشة “الحبر الإلكتروني” (E-Ink) الخارجية الملونة، وبالتالي يتمكن المستخدم من الكتابة والقراءة في أثناء التنقل بطريقة موفرة في استهلاك الطاقة، حيث تسمح المفصلة الدوارة الرأسية بالتبديل بين جانبي الشاشة.
5- عودة الأحجام الكبيرة
اشتهرت الحواسيب المحمولة المخصصة للألعاب في السابق بشاشات قياس 18 بوصة، ثم اختفت بعض الوقت وعادت من جديد الآن، وشهد عام 2022 ظهور كثير من طرازات بحجم 17 بوصة، وقدمت شركتا “آيسر” (Acer) و”ألين وير” (Alienware) حواسيب محمولة بشاشة قياس 18 بوصة مع بطاقة الرسوميات نفيديا “جيفورس آر تي إكس”.
وعلى العكس من الطرازات الكبيرة السابقة، تمتاز الحواسيب المحمولة الجديدة بوزن أخف، حتى أن وزن جهاز “آيسر بريديتور هيليوس 18” (Acer Predator Helios 18) لا يتعدى 3.25 كيلوغرامات.
وبالإضافة إلى الشاشات الكبيرة، شهدت فعاليات معرض الإلكترونيات ظهور كثير من الشاشات بقياسات نسبية جديدة؛ فبدلا من 16:9 أصبحت نسب الشاشة 16:10، حيث تتيح مزيدا من المساحة الرأسية.
وليست هناك إجابات واضحة لعودة الأحجام الكبيرة للانتشار مرة أخرى، ويعلل البعض ذلك بأن الحواسيب المحمولة الصغيرة لم تعد عملية لمهام المكاتب المنزلية، علاوة على أن الشاشات الكبيرة فائقة الجودة والمزودة بتقنية “أوليد” أصبحت أقل تكلفة من السابق.
6- الاستدامة
هناك أمثلة كثيرة في معرض الإلكترونيات على النجاح في تطبيق مفهوم الاستدامة في عالم الحواسيب المحمولة، وذلك من خلال إعادة التدوير أو استعمال الموارد بشكل أكثر ترشيدا، مثل سلسلة طرازات “آيسر فيرو” (Vero)، والتي تضم حاسوب محمول مزودا بنظام “مايكروسوفت ويندوز آسباير فيرو” (Aspire Vero) وجهاز الكروم بوك فيرو؛ حيث اعتمدت الشركة التايوانية على اللدائن البلاستيكية المعاد تدويرها في تصنيع ثلث الهيكل، الذي يأتي بلون رمادي وملمس أنيق.
وأكدت شركة آيسر أن الطرازات المستقبلية من إنتاجها سوف تتضمن لوحات مفاتيح مصنوعة من مواد معاد تدويرها من البلاستيك، الذي يتم تجميعه من البحار، علاوة على أنه يمكن فتح الجسم باستخدام مفتاح براغي عادي عند الرغبة في استبدال ذاكرة “إس إس دي” (SSD) أو ذاكرة الوصول العشوائي.