الإنترنت يمكن أن نعطيه لقب المحارب الأكبر في جائحة كورونا لما كان له من دور في مساعدة العالم على الاستمرار رغم الإغلاق في بعض الفترات، حيث استكملت الشركات أعمالها ولقاءاتها تحولت إلى ذلك العالم الإفتراضي الذي اتسع البشرية بمختلف ألوانها.
ومكننا من مواصلة العلم بالتحول إلى التعلم عن بعد، وتبادل الدراسات عن لقاحات كورونا في الوقت الذي أغلقت فيه الدول على نفسها، وغيره من أنماط قللت من حدة الجائحة، لكن جاءت دراسة صادمة لتكشف لنا الأثر الكارسي للتوسع في الاعتماد على الشبكة العنكبوتية.
وكشفت دراسة حديثة، أن إيقافنا لتشغيل الكاميرا أثناء جلسة افتراضية لمدة ساعة، يمكن أن توفر ما يصل إلى ثلاثة جالونات من الماء ومساحة من الأرض تقارب حجم جهاز iPad Mini، وكذلك تجنب الكوكب ما بين 150 و 1000 جرام من ثاني أكسيد الكربون.
ويُعتقد أن الدراسة هي الأولى من نوعها لتحليل استخدام المياه والأراضي المرتبط بالبنية التحتية للإنترنت، وفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية.
وشهد الوباء المستمر انخفاضًا ملحوظًا في انبعاثات الكربون العالمية بسبب إغلاق المصانع وحركة المرور المحدودة، لكن الزيادة في الترفيه المنزلي والعمل عن بُعد لا يزال يمثل تأثيرًا بيئيًا كبيرًا بسبب كيفية تخزين بيانات الإنترنت ونقلها في جميع أنحاء العالم.
وأشار تقرير نشر في مجلة Resources، Conservation & Recycling، أنه في بعض البلدان، ارتفع استخدام الإنترنت بنسبة 20% على الأقل منذ بدء عمليات الإغلاق في مارس.
وتشير الدراسة أنه إذا استمر نفس معدل الاستهلاك خلال العام الجاري 2021 سيتطلب غابة تبلغ ضعف مساحة ولاية إنديانا لتعويض انبعاثات الكربون.
كما أن الكهرباء المطلوبة لنا جميعًا لاستخدام الإنترنت لها تكاليف بيئية جسيمة، ولكن حتى الآن تم تحليل بصمتها الكربونية فقط، لكن تقليل تنزيل البيانات سيقلل أيضًا من الطلب على المياه والأراضي.
إذا استمر الاستخدام المتزايد، فإن المياه الإضافية اللازمة لمعالجة البيانات ونقلها يمكن أن تملأ أكثر من 300000 حوض سباحة بالحجم الأولمبي كما قدر الفريق، وستكون الأرض المطلوبة مساوية لحجم لوس أنجلوس.
مجرد ترك الكاميرا مغلقة أثناء اجتماع Zoom يمكن أن يوفر ما بين نصف وثلاثة جالونات من الماء وما يقرب من سبع بوصات من الأرض.
وقدّر الفريق الكربون والماء والبصمات الأرضية المرتبطة بجيجابايت من البيانات المستخدمة في 18 منصة شائعة.
ووجدوا أن Netflix جاءت فى المقدمة، باستخدام حوالي 11 بوصة مربعة من الأرض وجالونان من الماء في الساعة وتولد أكثر من 440 جرامًا من ثاني أكسيد الكربون، وتلاها Zoom و TikTok و Whats App و Facebook بترتيب تنازلي.
ووجدوا أنه كلما زاد عدد مقاطع الفيديو المستخدمة في أحد التطبيقات، زادت مساحة تأثيره في جميع المجالات الثلاثة.